ملفات وتقارير

هل يعود جيش الأسد لسابق عهده؟.. محاولات لتعويض ذلك

كان يبلغ تعداد الجيش السوري قبل الثورة أكثر من 220 ألف جندي- جيتي

يحاول جيش النظام السوري التعافي من التراجع الكبير الذي شهده بأعداد عناصره بسبب الثورة السورية التي اندلعت في 2011، إذ شهد تعداده نزيفا إثر انشقاق العديد من عناصره ومصرع الكثير من قواته، في حين أنه كان يعد واحدا من أكبر جيوش الشرق الأوسط.

وبحسب العقيد السوري أديب عليوي، فإن عدد عناصر الجيش النظامي كان يبلغ قبل الثورة السورية 350 ألف جندي، في حين قدّر عددهم الآن بأنهم لا يتجاوزون 100 ألف عنصر فقط.

أما إحصائية معهد الشرق الأوسط في واشنطن، فذهبت إلى أن عدد أفراد الجيش النظامي السوري كان يقدر بنحو 220 ألف جندي قبل 2011، وانخفض إلى نحو 25 ألفا فقط.

وجاء ذلك في حين ارتفعت أعداد المليشيات الحليفة للنظام السوري إلى نحو 200 ألف، وفق ما جاء في التقرير الأمريكي الذي اطلعت عليه "عربي21".

وللتعويض عن هذه الأعداد، رصدت "عربي21" محاولات النظام السوري للتعافي من قلة عناصر جيشه، من خلال الطرق التالية:

- التجنيد الإجباري
- التنسيق مع ما تسمى فصائل المصالحة
- إرفاق مليشيات إلى قواته
- التعهد بتوفيق أوضاع المنشقين للخدمة مجددا
- تمديد الخدمة
- الطلب للاحتياط حتى من هم بأعمال الـ 40 سنة

وعلى الرغم من محاولات النظام السوري استخدام هذه الطرق للتعويض عن قلة تعداده، إلا أن هناك ما يعيق محاولاته.

فبحسب عليوي الخبير العسكري السوري، فإن تعافي جيش النظام غير وارد البتة في الوقت الحالي، لا سيما أن السيطرة بشكل كامل على تشكيله والمناطق التي يسيطر عليها بيد روسيا حاليا.

وأكد لـ"عربي21" أن جيش النظام السوري لا يستطيع حاليا تغطية أي جبهة قتال وحده، مشيرا إلى أنه ما يزال يعتمد على المليشيات الحليفة له لا سيما الإيرانية، لكي يعوض عن إمكاناته الضعيفة.

وعن استدعاء النظام ما يسميه بـ"الاحتياط المدني"، قال عليوي إنه غير كاف، فمناطق واسعة مثل الزبداني والقصير جميعها تقع تحت سيطرة حزب الله والمليشيات الإيرانية، والنظام لا ناقة له فيها ولا جمل.

وأكد أن جيش النظام السوري، بتعداده الحالي، لا يمكنه السيطرة على ربع الأرض العسكرية لوحده.

وبشأن التنسيق مع "فصائل المصالحة"، قال عليوي إن الأمر يتم عبر موسكو، ولا يعدو الأمر أكثر من كونه تنسيقا في الميدان، معبرا عن اعتقاده بأن الفصائل لن تنضم بشكل رسمي إلى الجيش النظامي التابع للأسد.

وعلى الرغم من ذلك، سبق أن كشفت مصادر لـ"عربي21"، عن "سباق تجنيد من النظام السوري نفسه"، موضحة أن قوتين من النظام تسعيان إلى تجنيد الشباب إلى جانب حزب الله. 

والقوتان بحسب المصدر ذاته، هما "الفرقة الرابعة" و"قوة النمر" بقيادة سهيل الحسن، تتنافس على تجنيد فصائل المعارضة التي قبلت بتسوية أمورها.

وتوعد الفريقان بتقديم دعم السلاح والتموين مقابل الولاء لإحداهما، إبقاء مناطق سيطرتها ضمن نفوذ تلك القوات.

اقرأ أيضا: حزب الله يستنسخ نفسه بجنوب سوريا.. وحرب تجنيد بدرعا

أما بشأن توفيق أوضاع المنشقين للعودة إلى الخدمة مجددا، أشار عليوي إلى أن الأمر غير منطقي، وليس مطمئنا، بالنسبة للمنشقين، الذين يدعوهم النظام بـ"الهاربين من الخدمة".

فرغم وعود النظام السوري بالصفح عنهم، إلا أن عليوي أوضح أن النظام يقوم بزجهم بجبهات القتال الأمامية مباشرة للتخلص منهم.

وأوضح أن المنشقين عن النظام لا يأمنون جانبه، ولا يؤمنون بوعوده، لا سيما مع خشيتهم من الانتقام منهم واعتقالهم، والتنكيل بعائلاتهم، كما حصل في الغوطة مؤخرا، وفق قوله.

وعن التجنيد الإجباري، قال فواز المفلح، الناشط السياسي السوري، إن فرض التجنيد على المواطنين دفعهم إلى الهروب لمناطق الجيش الحر المعارض.

 

القدرة على التجنيد

أما المحلل العسكري أحمد الرحال، فقال لـ"عربي21" إن النظام السوري ليس لديه القدرة على التجنيد لسببين، الأول لأنه يريد أن يكون عناصره "شبيحة" له، والثاني سبب مادي، مشيرا إلى أن من يقاتل إلى جانب إيران وروسيا يأخذ من 200 إلى 300 دولار في حين أن من يقاتل بالجيش النظامي لا يأخذ سوى بضع دولارات في الشهر.

وأشار إلى أن كل ما يحصل في السويداء، سببه أن هناك ما قوامه 53 ألفا من الدروز يرفضون بأوامر من وجهائهم القبلية الانضمام إلى جيش الأسد، ما دفع الأخير إلى التصعيد ضدهم للضغط عليهم.

 

اقرأ أيضا: ما انعكاسات هجمات السويداء على علاقة دروز سوريا بالنظام؟

 

وعن تعافي جيش النظام السوري، استبعد الرحال ذلك تماما، معتبرا أن "جيش الأسد انتهى"، بعد الثورة السورية، في حين أن التواجد الحقيقي اليوم للقوات الروسية والمليشيات الإيرانية على الأرض.

ولفت إلى أن الآلاف من العلويين قضوا نتيجة حرب الأسد، ما يشكل 8 في المئة من نسبة السكان، متسائلا: "فكيف يريد أن يعوض الأسد عنهم؟".