سياسة عربية

"الإخوان" تدعو لتوحيد الصفوف لتخليص مصر من حكم العسكر

الإخوان: باتت مصر اليوم في قبضة تحالف شرير من قادة العسكر والقضاة الفاسدين والآلة الإعلامية الكاذبة وأكابر المفسدين

وجهت جماعة الإخوان المسلمين نداءً إلى جميع أبناء مصر وقواها الوطنية كافة، داعية إياهم إلى "توحيد صفوفهم، والوقوف وقفة رجل واحد أمام هذه السلطة الانقلابية؛ لاسترداد حقوق الشعب المصري المغتصبة، وتخليص البلاد من حكم هذه الطغمة المتسلطة".


وهاجمت -في بيان لها، السبت، وصل "عربي21"- الأحكام الصادرة بحق رافضي الانقلاب العسكري، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية"، قائلة: "مجزرة جديدة يعد لها الانقلاب العسكري الفاشي عبر قضائه المسيس، الذي أصدر اليوم حكما أوليا ظالما بإعدام خمسة وسبعين من خيرة وأشرف رجال مصر وأحكاما أخرى بالسجن لمدد متفاوتة على عدد آخر من الشرفاء المختطفين قسرا". 


وأضافت: "أحكام كيدية صدرت بعد أيام من مرور ذكرى مذبحة رابعة، ضد من نجوا من تلك المجزرة، بينما المجرمون القتلة تمت مكافأتهم وتحصينهم من المحاكمة والمساءلة، بل والتحقيق معهم على ما ارتكبوه من جرائم ومجازر بحق الضحايا الأبرياء في مجزرتي رابعة والنهضة، وغيرها من المجازر عبر مهزلة تشريعية أمام مرأى ومسمع من العالم كله". 


وتابعت: "من نافلة القول إعادة التأكيد أن كل هذه الأحكام مسيسة، صدرت من دائرة قضائية تم انتقاؤها بعناية من بين الدوائر القضائية المختصة، في محاولة لإيقاف ثورة الشعب المصري، وسعيا للتخلص من ثوار مصر وأبنائها الأحرار، الذين انتفضوا في ثورة 25 يناير 2011م، وسعيا لرد مصر إلى مربع الديكتاتورية والكبت والتبعية". 


واستطردت قائلة: "إن تلك الأحكام الكيدية صدرت في الوقت الذي تواصل فيه سلطة الانقلاب الغادر جرائمها لوأد مستقبل الوطن، باعتقال وتعذيب وإخفاء قسري لخيرة العقول والشباب والمواطنين من مختلف الفئات والأعمار والأفكار". 


وأردفت: "لقد باتت مصر اليوم في قبضة تحالف شرير من قادة العسكر والقضاة الفاسدين والآلة الإعلامية الكاذبة وأكابر المفسدين، الذين نهبوا مصر، وسطوا على مقدراتها، وهو تحالف مسعور لن يترك شريفا ولا وطنيا ولا داعيا للخير ومحبا لاستقلال وكرامة بلاده من كل الاتجاهات والأفكار والطبقات إلا وسيسعى للقضاء عليه؛ حرصا على سلطته الديكتاتورية، وخدمة لمخطط أعداء الوطن الحريص على تركيع مصر، بعد إضعافها وإفقارها وتفريغها من الكفاءات والكوادر والعقول الكفيلة ببناء نهضتها". 


وأشارت جماعة الإخوان إلى أنها حذرت "مرارا وتكرارا من مخططات ذلك التحالف الشرير، وهي تعيد اليوم التحذير من مخاطر تلك المؤامرات على البلاد والعباد، وما أحكام اليوم إلا خير دليل على ذلك". 


وأكملت: "إن جماعة الإخوان المسلمين تستقبل هذه الأحكام وهي أكثر ثباتا وصمودا على طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والتمكين لدينه في الأرض، دون وجل أو تردد، لن تردها أي قوة عن مواصلة طريقها في سبيل رفعة الإسلام ونشره في العالمين، والحفاظ على مصالح الأوطان، وتحقيق أماني ومصالح شعوبها، أداء للأمانة، ووفاء لأسمى رسالة (قلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)".


وكانت محكمة جنايات جنوب القاهرة قد أصدرت، اليوم، أحكاما ضد 739 مواطنا مصريا (300 محبوسين و439 غيابيا)، وقضت بإعدام 75 شخصا (44 حضوريا و31 غيابيا من بينهم طارق الزمر)، بينما قضت بالسجن المؤبد 25 سنة على المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، و46 آخرين، والسجن 10 سنوات على أسامة نجل الرئيس محمد مرسي و22 حدثا، والسجن 15 سنة لـ374 متهما آخرين، فيما قضت بالسجن المشدد 5 سنوات لـ215 متهما.


من جهته، أكد المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان، طلعت فهمي، أن "أحكام قضية فض رابعة لا تزيد جماعة الإخوان إلا إصرارا على رفض النظام العسكري، ويقينا أن ما فعلته الجماعة كان صوابا، وأنها رفعت راية لن تسقط بأي حال من الأحوال".


وأشار "فهمي"، خلال مداخلة هاتفية مع "تلفزيون وطن"، السبت، إلى أن "تلك الأحكام هي استمرار لأخدود العصر في رابعة العدوية وفي سائر الميادين، وللمسلسل الفاسد والرديء الذي يحكم شعب مصر، والذي يغتصب إرادة الشعب"، واصفا الأحكام بالكيدية التي لا تحاكم القتلة والجناة، وإنما تحاكم كل من نزل في 25 يناير، وكل من وقف في وجه الانقلاب.

 

 

ودعا "فهمي" كل من وصفهم بالأحرار والشرفاء والقوى الوطنية إلى "الاجتماع على كلمة سواء؛ من أجل حقن الدماء البريئة، والعمل لمصلحة هذا الوطن"، مؤكدا "دعوة الإخوان الصادرة في الذكرى الخامسة لمجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، إلى الحوار بعيدا عن التخوين والتراشقات، وطي صفحة الماضي، فالكل مسؤول أمام الله ونفسه والشعب عن حقن الدماء، فإذا كان قتل امرئ واحد أعظم عند الله من هدم الكعبة، فعلى الجميع التحرك من أجل الأحكام التي بالجملة ومن أجل المطاردين والشهداء".


واختتم متحدث الإخوان بقوله: "نحن لا ندعي المظلومية، ولا نستعذب ألما، ولكننا ثابتون مرابطون، وإن الجماعة مستميتة حتى آخر رمق في الدفاع عن الحرية ومقدرات هذا الوطن وشعبه".