صحافة دولية

"بيلد": هل يشن الجيش التركي هجوما ضد قوات نظام الأسد؟

أفادت الصحيفة أنه "في مطلع هذا الأسبوع، ازداد الوضع الإنساني في محافظة إدلب تأزما"- جيتي

نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن ردة فعل الجيش التركي إزاء هجوم إدلب المرتقب، مشيرة إلى أنه "قد تضطر القوات التركية للتدخل عسكريا لحقن الدماء في محافظة إدلب خاصة وأن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد أن بلاده ستحرص على الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية هناك".


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا لصحيفة "يني شفق" التركية، تستعد تركيا لشن هجوم عسكري على قوات النظام السوري على خلفية الهجوم العسكري المرتقب، الذي من المنتظر أن يشنه النظام السوري وحليفه الروسي على محافظة إدلب.


وذكرت أن "أردوغان لن يسمح لقرابة 3.7 ملايين سوري من أهالي إدلب بالفرار إلى بلاده، نظرا لأنه استقبل بالفعل قرابة 3.5 ملايين لاجئ سوري في وقت سابق"، مؤكدة أنه "بعد فشل محادثات وقف إطلاق النار في قمة طهران الأخيرة، نشر أردوغان تغريدة قال فيها إن تركيا تحاول منذ انطلاق الأزمة تلافي حمام الدم على الأرض السورية، ومثلما فعلنا في السابق لن نسمح بإراقة دماء إخواننا السوريين".


وأشارت إلى أن "أردوغان وجه أيضا الاثنين الماضي تحذيرا شديد اللهجة لرئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفائه، مفاده أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام سفك دماء الآلاف من الأبرياء في سوريا"، منوهة إلى أن "الجيش التركي وضع حوالي 50 ألف جندي في حالة استنفار استعدادا للذهاب إلى سوريا".

 

اقرأ أيضا: مع قرب معركة محتملة.. ما مصير الجيش التركي في إدلب؟


وتابعت أنه "سيتم نقل ما يقارب 20 ألف جندي من المناطق الحدودية في حلب إلى محافظة إدلب لمساندة جهود القوات المعارضة السورية"، مضيفة أنه "تم وضع أيضا 30 ألف جندي في شمال سوريا في حالة تأهب"، بحسب ما نقلته عن صحيفة "يني شفق" التركية.


ونوهت الصحيفة إلى أن "القوات التركية المتمركزة في 12 نقطة من شمال إلى جنوب إدلب، جرى تحصينها بشكل جيد ضد أي هجوم"، لافتة إلى أنه "خلال الأيام الأخيرة انتشرت صور ومقاطع فيديو تكشف عن استعدادات القوات العسكرية التركية في شمال سوريا".


وأفادت الصحيفة أنه "في مطلع هذا الأسبوع، ازداد الوضع الإنساني في محافظة إدلب تأزما، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة، فر قرابة 30 ألف سوري، منذ بداية الغارات الجوية الروسية والسورية، نحو الحدود التركية".


وحذرت منظمة الأمم المتحدة الاثنين الماضي، من تبعات الهجوم العسكري على محافظة إدلب، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، إن الهجوم على شمال غرب سوريا قد يكون أكبر كارثة إنسانية في القرن 21 من حيث عدد الضحايا.


ونقلت الصحيفة على لسان رئيس منظمة بردى للأعمال الإنسانية مروان خوري، قوله إن "الهجوم العسكري على محافظة إدلب قد يخلف حوالي 700 ألف لاجئ، في حين يعتبر اللجوء إلى المناطق، التي يسيطر عليها النظام السوري، أمرا محفوفا بالمخاطر".

 

اقرأ أيضا: خطوات أممية لحماية المشافي والمدارس بإدلب من الضربات


كما حذر خوري من  الدمار، الذي يمكن أن يخلفه الهجوم العسكري على إدلب، حيث قد تؤدي الغارات باستخدام البراميل المتفجرة إلى تدمير العديد من المباني، ونتيجة لذلك، قد يلقى العديد من المدنيين حتفهم، وفي هذا السياق، أفاد خوري أن "عدد المدنيين المحاصرين في محافظة إدلب يناهز أربعة ملايين شخص".


وفي سياق متصل، أضاف رئيس منظمة بردى للأعمال الإنسانية أن "منظمات الإغاثة المتواجدة في إدلب، بما في ذلك منظمتنا، لا تقدر على تلبية حاجيات كل اللاجئين، علما وأن أغلب المخيمات تفتقر للماء الصالح للشراب والمرافق الصحية، وفي حال ارتفع عدد اللاجئين في المخيمات الحدودية، فلن تتمكن المنظمات الإنسانية من السهر على رعايتهم، كما يواجه اللاجئون خطر الإصابة بالأمراض نظرا لعدم توفر المرافق الصحية".


وفي الختام، أوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قال بشأن إمكانية التدخل العسكري الألماني في سوريا: "سنتخذ قرارا مستقلا لا يتعارض مع دستورنا ومع القانون الدولي".