سياسة دولية

خبراء إسرائيليون يستخلصون الدروس من إسقاط الطائرة الروسية

الدراسة: إسقاط الطائرة يعتبر أحد الحوادث الأكثر تعقيدا التي تشهدها العلاقات القائمة بين موسكو وتل أبيب

قال خبراء عسكريون إسرائيليون، إن "أزمة إسقاط الطائرة الروسية في أجواء سوريا، سيكون لها تبعات على مختلف الأطراف السورية والإسرائيلية والروسية، لأنها تعتبر إحدى الحوادث الأكثر تعقيدا التي تشهدها العلاقات القائمة بين موسكو وتل أبيب، على الأقل منذ بدء التدخل الروسي في سوريا منذ أكتوبر 2015".


وأضافوا في دراسة نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21" أنه "رغم حالة التوتر التي نشبت فور وقوع الحادثة، لكن يبدو أن لروسيا وإسرائيل، مصلحة أساسية باستمرار التفاهمات والعلاقات الجيدة بينهما، مما قد يستمر لأجيال قادمة، مع أن الحادثة قد حدت من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في سوريا، وهي الحركة المطلوبة جدا لتحقيق مصالح أمنية إسرائيلية في مواجهة إيران وحزب الله".

 

وأوضحت الدراسة التي أعدها الجنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية السابق "أمان"، وتسيفي ماغين السفير الإسرائيلي الأسبق بروسيا، أن "الحادث أثار موجة معادية لإسرائيل في الإعلام الروسي بصورة كبيرة، ودعوات للانتقام، وفرض عقوبات ضدها".

 

أما في إسرائيل، فقال الباحثان إن "سياسة التعتيم والضبابية التي خرجت بداية الحادثة لم تخدمها، حيث ما لبث أن خرج الناطق العسكري الإسرائيلي عن السياسة التقليدية المتبعة، وأعلن عن تنفيذ عملية عسكرية في سوريا، وأبدى أسفه لمقتل الطيارين الروس، لكنه اتهم سوريا وإيران بالحادث".


وأشارت أنه "بعد ساعات طرأ تراجع على الموقف الروسي من جهة عدم اتهام إسرائيل بالحادث ، لكن يبقى القول أن هذا الموقف يحمل غضبا على إسرائيل التي لا تعمل بعيدا عن أماكن وجود الجيش الروسي بسوريا عند قاعدة حميميم، ويبدو أن الروس بصدد استغلال الحادثة لزيادة نفوذهم، وتحقيق أهدافهم بالمنطقة".

 

وأكد الخبراء أن "هناك خطرا أن يكون من الخطوات الروسية المقبلة تقوية الدفاعات السورية ونقل منظومات متطورة إليها، وهنا يجدر الحديث عن جهات نافذة في المؤسسة العسكرية الروسية ليست مرحبة بحرية الحركة الممنوحة للجيش الإسرائيلي في أجواء سوريا ضد تواجد إيران، وقد تستغل الحادثة للمس بعلاقات إسرائيل وروسيا، وتقييد حرية حركة الإسرائيلية في سوريا، وهو ما وجد طريقه في بعض وسائل الإعلام الروسية".

 

واستدركت الدراسة بالقول أنه "في الوقت ذاته هناك مصالح عميقة لدى الجانبين، موسكو وتل أبيب، ستدفعهما للتغلب على هذه الحادثة، فليس من الوجاهة أن تقوم روسيا بالإضرار بعلاقاتها الحيوية بإسرائيل المفيدة لها، لذلك من المتوقع أن يتم إدارة الأزمة بينهما بصورة منظمة عبر التوصل لتفاهمات بين الزعيمين بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين، حيث تجمعها ثقة كبيرة متبادلة".

 

وأضافت أنه "من المتوقع أن يطلب الروس من إسرائيل الامتناع عن تنفيذ عمليات في المناطق التي تنتشر فيها قواتهم في سوريا، وإعطاءها إنذارا بوقت كاف لتوجيه ضربة قادمة داخل الأجواء السورية، مع أن مثل هذه الحادثة كانت ستقع عاجلا أو آجلا بسبب العمليات المكثفة للجيش الإسرائيلي في سوريا ضد الوجود الإيراني، ونقل الأسلحة المتطورة لحزب الله".

 

وأشارت إلى أن "من الواضح أن إسرائيل ستواصل سياستها بسوريا دون تراجع، لكن سلاح الجو الإسرائيلي مطالب باستخلاص الدروس والعبر من الحادثة بالحذر الشديد من العمل في مناطق انتشار القوات الروسية، مع أنه من المتوقع أن يتم تقليص عمله على الأقل في المرحلة القادمة، بحيث تكون خاضعة بصورة محكمة لقرارات المستوى السياسي الإسرائيلي، وإجراء تغييرات في منظومة الإنذار المبكر لمنع الاحتكاك مع الروس".

 

وختمت بالقول بأن "هذه الدروس والاستخلاصات الإسرائيلية من الحادثة، تشير إلى أنها تحمل مخاطرة بمعرفة المنظومات الدفاعية السورية لأي هجوم إسرائيلي وشيك، لكن الحادثة في الوقت ذاته قد تكون فرصة للروس كي يعلموا أن الوجود الإيراني ومليشياتها في سوريا يسبب المزيد من التوتر، بما فيها تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا".