ملفات وتقارير

لوتون: بوتين في خدمة الأسد على حساب علاقته مع نتنياهو

روسيا تبدو على استعداد لتغيير التوازن العسكري الإقليمي بتزويدها دمشق نظام صواريخ اس 300- موقع لوتون السويسري

نشر موقع "لوتون" السويسري تقريرا سلط فيه الضوء على تقرب بوتين من الأسد على حساب نتنياهو، خاصة على إثر حادثة تدمير طائرة استطلاع روسية من قبل القوات الجوية السورية.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن موسكو بدأت بتزويد دمشق بأنظمة دفاع جوي "أس-300"، لمساعدتها على حماية نفسها من الهجمات الإسرائيلية. وعلى الرغم من بقائها محايدة إلى حد الآن، إلا أن روسيا تبدو على استعداد لتغيير التوازن العسكري الإقليمي.

وأشار الموقع إلى أن فلاديمير بوتين ترك دور الحكَم الذي كان يلعبه بين إسرائيل من جهة والحلفاء السوريين والإيرانيين من جهة أخرى، وذلك لينحاز لدمشق وطهران. وقد كانت حادثة تدمير طائرة استطلاع روسية من نوع إيل-20 من قبل المدفعية السورية المضادة للطائرات، يوم 17 أيلول/ سبتمبر، السبب وراء هذا الفتور المفاجئ في العلاقات بين روسيا وإسرائيل.

وقد جدت هذه الحادثة بعد وقت قصير من الهجوم الإسرائيلي، كما حصدت أرواح 15 جنديا روسيا.

 

وبعد أن أدلى مسؤولوها بعديد التصريحات المعادية لإسرائيل يومي الأحد والاثنين، قررت وزارة الدفاع الروسية تغيير موازين القوى في المنطقة، من خلال اتخاذ القرار بتزويد دمشق بأنظمة مضادة للطائرات من نوع أس-300.

وأردف الموقع أن هذه الخطوة تم اتخاذها من أجل مساعدة نظام بشار الأسد على حماية المجال الجوي السوري من الهجمات المستمرة التي تشنها القوات الجوية الإسرائيلية. وقد أفاد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، يوم الاثنين، أنه سيتم تسليم هذه الأنظمة إلى سوريا.

ونقل الموقع عن شويغو قوله إن "أنظمة أس-300 قادرة على اعتراض الطائرات على بعد أكثر من 250 كلم، وعلى استهداف عدة أهداف جوية في الآن ذاته. وسيدعم هذا الأمر القدرات السورية بشكل كبير. كما أود أن أذكركم أنه خلال سنة 2013، وبناء على طلب من الإسرائيليين، قمنا بتجميد تسليم أس-300 إلى سوريا".

في ذلك الوقت، بررت موسكو قرارها بالعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على شحنات الأسلحة التي يتم تسليمها إلى سوريا. وتنص شروط العقد الحالي على تسليم ما بين أربع وخمس دفعات من "أس-300 أم يو-1"، تضم 144 قذيفة موجهة، مقابل 900 مليون دولار. على إثر ذلك، لاحظت مصادر إسرائيلية وروسية تنقل طائرات عسكرية روسية بين روسيا وسوريا. ويوحي هذا الأمر ببدء تسليم أولى أنظمة أس-300 للجيش السوري في 22 أيلول / سبتمبر.

وبين الموقع أنه في خطابه الذي بثه التلفزيون الاثنين، وعد سيرغي شويغو بأن روسيا "ستعمل على تشويش الملاحة عبر الأقمار الصناعية والرادارات وأنظمة الاتصالات مع الطائرات في البحر الأبيض المتوسط"، وتحديدا على السواحل السورية.

وأضاف وزير الدفاع الروسي أن "هذا القرار يهدف إلى منع بعض الأطراف من القيام بأعمال متهورة وغير مدروسة، قد تُشكل خطرا على جنودنا". كما أعلن عن "تركيز أنظمة مراقبة لوحدات الدفاع الجوي السورية والروسية، حتى يتمكن السوريون من التعرف على جميع الطائرات الروسية بوضوح".

 

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الروسي لم يُحمل أدنى مسؤولية للجانب السوري الذي أسقط الطائرة الروسية بقذيفة موجهة من نوع أس-200.

وتطرق الموقع إلى أن وزارة الدفاع الروسية قد حملت الجانب الإسرائيلي مسؤولية هذه الحادثة.

 

ففي 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، اختار فلاديمير بوتين أخذ المستجدات الأخيرة بعين الاعتبار في تعامله مع إسرائيل، متحدثا عن "سلسلة من الظروف العرضية المأساوية"، قبل أن يضم صوته إلى صوت وزارة دفاع بلاده. أما المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فصرح أنه "وفقا لمعلومات الخبراء الروس العسكريين، سبق وأن خطط طيارون إسرائيليون لتدمير إيل-20، الأمر الذي سيؤثر حتما على علاقتنا بالطرف الإسرائيلي".

وأشار مدير مركز كارنيغي في موسكو، ديمتري ترينين، إلى أن "قرار توفير أنظمة أس-300 لدمشق، فضلا عن موظفين روس للإشراف على تشغيلها، يهدف إلى إجبار إسرائيل على توخي المزيد من الحذر في المنطقة المجاورة للمنشآت الروسية، فضلا عن حماية الحليف السوري. وقد بدأت وزارة الدفاع بالبروز كفاعل رئيسي في سوريا".

وعرج الموقع على أنه، منذ بداية سنة 2018، غيرت موسكو من طريقة حديثها عن الأزمة السورية، حيث أن الكرملين بات يصفها الآن بالصراع العسكري المنتهي، الذي بلغ مرحلة التوصل إلى حل سياسي. كما أفاد أنه من الممكن أن تصبح سوريا بلدا مستقرا، ومستعدا لعودة اللاجئين، وبحاجة إلى نقاشات سرية مع الغرب لتمويل إعادة إعمار البلاد في الآجال التي حددها بشار الأسد.

وأوضح الموقع أن ما ذكر آنفا يفسر التنازلات التي قدمها فلاديمير بوتين لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، يوم 17 أيلول/ سبتمبر، حول إبقاء إدلب تحت السيطرة التركية، ومنع الهجوم الذي خططت له كل من دمشق وطهران. ويتعلق ذلك بتجنب إراقة المزيد من الدماء وموجة جديدة من اللاجئين في هذه المنطقة التي تضم حوالي ثلاثة ملايين سوري. وبعد وقت قصير من التوصل إلى هذا الاتفاق، جاءت حادثة إيل-20 لتُحبط موسكو، مما دفع روسيا الغاضبة إلى المخاطرة بعلاقتها الاستثنائية مع إسرائيل.

للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا