صحافة دولية

فايننشال تايمز: "بي إن" تتهم "بي آوت كيو" باستخدام "عرب سات"

فايننشال تايمز: شبكة "بي أوت كيو" تضاف إلى نار النزاع المشتعل بين قطر والسعودية- جيتي

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن شبكة "بي أوت كيو"، التي تقوم بالقرصنة وبث البرامج والمناسبات الرياضية العالمية للمشاهدين في السعودية، تضاف إلى نار النزاع المشتعل بين قطر والسعودية.  

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الشبكة تقوم منذ عام ببث مباريات كرة القدم لكأس العالم والبريمير ليغ الإنجليزي، وكذلك سباقات السيارات "فورمولا وان"، ومنافسات التنس من ويمبلدون في لندن وغيرها، رغم أن حقوق البث القانونية تابعة لشبكة "بي إن ميديا غروب" الرياضية القطرية، التي أنفقت مليارات الدولارات للحصول على حق بث حصري لهذه المناسبات في عموم المنطقة العربية. 

 

وتنقل الصحيفة عن الشبكة القطرية "بي إن ميديا"، قولها إن تحقيقاتها تشير إلى أن "بي أوت كيو" تقوم ببث برامجها من خلال "عرب سات"، وهي الشركة التي تملك الحكومة السعودية فيها حصة كبيرة. 

 

ويورد التقرير نقلا عن نائب مدير استراتيجيات المحتوى في "بي إن ميديا غروب" دانيال ماركهام، قوله إن "القرصنة لا تشرح هذا؛ لأن القرصنة هي تعبير عن احتيال في أعالي البحار، أما هذه فهي سرقة بالجملة وعلى مستوى الدولة". 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن اتهامات القرصنة فتحت جبهة جديدة في النزاع بين قطر والسعودية، الذي انفجر العام الماضي عندما قامت السعودية بالإضافة إلى ثلاث دول عربية حليفة بقطع العلاقات الدبلوماسية والاتصالات مع دولة قطر، حيث اتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم الإرهاب وتمويله، وطلبت منها قائمة من المطالب شرطا لرفع الحصار، ومنها إغلاق قناة "الجزيرة"، التي نشأت منها قناة "بي إن"، مشيرة إلى أن قطر رفضت هذه الاتهامات قائلة إنها لن تقبل بأي قيود على سيادتها. 

 

ويلفت التقرير إلى أن قطر استخدمت الرياضة لبناء مكانتها الدولية وقوتها الناعمة، من خلال ملكيتها للنادي الفرنسي باريس سان جيرمان، وفوزها بمناسبة استضافة مباريات كأس العالم في عام 2022، مشيرا إلى أن عدة منظمات رياضية دولية جرت إلى النزاع بشأن "بي أوت كيو"، منها الفيفا ورابطة البريمير ليغ الإنجليزي، اللتان قالتا إنهما اتصلتا بمحامين في السعودية، وهددتا باتخاذ تحرك ضد سرقة الحقوق الفكرية، التي قالتا إنها تؤثر على عقود بث للمناسبات الرياضية بالمليارات.

 

وتذكر الصحيفة أن ثلاث مجموعات للتكنولوجيا، وهي "سيسكو" الأمريكية، والشركة السويسرية "ناغرا"، والإسبانية "أوفرين"، قدمت أدلة على أن إشارات "بي أوت كيو" تبث من "عرب سات". 

 

وينقل التقرير عن محامين لـ"عرب سات"، قولهم إن الشركة "تنفي أي علاقة لها مع (بي أوت كيو) أو أنها سهلت عمليات البث لها في السعودية أو أي مكان، وقد ثبت زيف اتهامات سابقة من (بي إن ميديا)، وبناء على هذا المسار، ولم تقدم (بي إن ميديا) أي أدلة مقنعة لدعم مزاعمها". 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن الحكومة السعودية رفضت الرد على تساؤلاتها، لكنها نفت أي علاقة بـ"بي أوت كيو"، التي يظهر موقعها على الإنترنت أنها شراكة بين شركات كوبية وكولومبية، فيما لم يتم العثور على أي ممثل لـ"بي أوت كيو" ليعلق على التقرير. 

 

ويستدرك التقرير بأنه رغم مئات الألاف من الدولارات التي أنفقتها على مكافحة القرصنة، فإن "بي إن ميديا" تقول إن طريقة عمل "بي أوت كيو" تجعل من الصعوبة إغلاقها، ولهذا قامت بالاتصال مع المنظمات الرياضية الدولية لتقوم بالضغط على السعودية. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن اللجنة الدولية الأولمبية، قولها إن ظهور "بي أوت كيو" يعد "تطورا مقلقا"، حيث تعتمد المؤسسات الرياضية الدولية على بيع حقوق بث المناسبات الرياضية. 

 

وينقل التقرير عن مدير خدمات التلفزيون والتسويق في اللجنة الدولية الأولمبية تيمو لومي، قوله إن "توزيع (بي أوت كيو) المحتويات الأولمبية بطريقة غير قانونية في السعودية يعد غشا للرياضيين وتطور الرياضة الدولية". 

 

وبحسب الصحيفة، فإن السعودية تعد من أهم أسواق تشجيع الرياضة الاوروبية، وتوجد فيها نسبة 60% من السكان تحت سن الـ30 عاما يتابعون بهوس كرة القدم الإنجليزية والإسبانية والإيطالية، لافتة إلى أنه حتى العام الماضي كانت "بي إن ميديا" هي الشبكة الوحيدة المشاهدة في السعودية، التي تبث المناسبات الرياضية الدولية، واعتبرت السوق السعودية من أهم الأسواق لها في العالم العربي. 

 

ويفيد التقرير بأن المدير العام لـ"بي إن ميديا" توم كيفني، اعترف "بالأثر الواضح على عملنا"، قائلا إن "بي أوت كيو" كانت مسؤولة عن خسارة الشركة عدة ملايين الدولارات. 

 

وتذكر الصحيفة أن الحكومة السعودية منعت بيع أجهزة استقبال "بي إن ميديا" مباشرة بعد فرض الحصار على قطر، واتهم مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني قطر، في تغريدة له في حزيران/ يونيو، بأنها حاولت من خلال شراء حقوق البث بخمسة أضعاف قيمتها الحقيقية حقنها بأخبار سياسية وبرامج تهدف لزعزعة استقرار الدول.   

 

ويشير التقرير إلى أن قطر رفضت هذه الاتهامات، حيث أتبع القحطاني تغريدته الأولى بأخرى بعد دقائق، تحدث فيها عن بدائل ستتوفر مجانا أو بسعر رمزي، وبعد  ذلك ظهر موقع "بي أوت كيو"، الذي كان حصريا للسعودية، وبدأ يبث محتويات "بي إن ميديا"، وبدأت أجهزة للشبكة الجديدة تباع في المحلات الرياضية السعودية الصيف الماضي، التي تم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن القحطاني نفى لاحقا أي علاقة بين تغريداته و"بي أوت كيو"، وقال إن ما قصده هو البحث عن بدائل قانونية، والدخول في عطاءات، والحصول على بث المباريات وتوفيرها للمشاهد السعودي، وبأسعار معقولة. 

 

ويجد التقرير أنه رغم أن أجهزة استقبال "بي أوت كيو" ليست متوفرة في محلات الإلكترونيات الكبيرة، إلا أنه من السهل الحصول عليها من المحلات الصغيرة المنتشرة في المدن السعودية، مستدركا بأنه رغم الحظر على أجهزة استقبال "بي إن ميديا"، إلا أن الأماكن التي تعود للدولة استخدمت خدماتها هذا العام لبث مباريات كأس العالم؛ في محاولة منها لإبعاد نفسها عن اتهامات العلاقة مع "بي أوت كيو"، التي قامت بنقل محتويات "بي إن ميديا" بعد تغطية شعار القناة الأصلية. 

 

وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن القناة بدأت بعد عدة أشهر باستبدال دعايات "بي إن ميديا" بدعاياتها الخاصة، ومعظمهما يتهكم على قطر وسياساتها، "لا احتكار ولا تسييس للرياضة"/ كما بدا في أحد الإعلانات.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا