حول العالم

لماذا غاب العرب عن نوبل وحضروا في السلاح .. أرقام فاضحة

فهمي: يضيع المجهود الشخصي للباحثين العرب لأنه لا يجد من يدعمه - جيتي

احتل العرب ما نسبته 0.95% من جوائز نوبل الممنوحة هذا العام بعد فوز الشاعرة العراقية والناشطة الإيزيدية نادية مراد بجائزة نوبل للسلام، وبهذه الجائزة يكون العرب حصدوا 10 جوائز نوبل من 860 جائزة، من بينهم 6 جوائز خاصة بالسلام وواحدة في الكيمياء والباقي في الآداب، واحتل المصريون المركز الأول بين العرب بعدد 4 جوائز.


وقد علق المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية والحاصل على نوبل محمد البرادعي على جوائز هذا العام قائلا: "جائزة نوبل في الفيزياء لأمريكي وكندية وفرنسي؛ لإحداثهم طفرة هائلة في استخدامات الليزر التي وُصفت بأنها "حولت الخيال العلمي إلى حقيقة".

 

وأضاف البرادعي في تغريدة عبر حسابه على تويتر :"جائزة نوبل في الطب لأمريكي وياباني لاكتشافاتهما في توظيف الجهاز المناعي لمكافحة السرطان .. هل إمكانية أن يلحق العرب بمسيرة العلم مجرد خيال غير علمي؟".

 

بينما أكد الشاعر والأديب الأردني الحاصل علي جائزة الملك سعود في الشعر نسيم الصمادي، أن عدم حصول عرب ومسلمين على جوائز نوبل في مختلف العلوم لا يرجع لمشكلة في الإسلام، وإنما في المسلمين، مشيرا في مقال له إلى أن جامعة "هارفارد" حصلت وحدها على 147 جائزة أو ما يعادل 20% من كل جوائز "نوبل" عبر تاريخها.

 

ويضيف الصمادي أن يهود العالم فازوا بحوالي 160 جائزة من أصل 860 تقريبا، بينما لم يفز يهود إسرائيل إلا بـ 8 جوائز منها 3 في السلام، في حين فازت أمريكا بأكثر من 30% من الجوائز، وبريطانيا بـ 15%، متقدمة على ألمانيا التي جاءت في المركز الثالث.

 

وغرد أستاذ علم الأحياء بجامعة أكسفورد "ريتشارد داوكنز" عبر توتير قائلا: "جوائز نوبل التي حصل عليها كل المسلمين حول العالم، أقل مما حصلت عليه كلية "ترينتي" وحدها، رغم أنه كانت للمسلمين إنجازات علمية مشهودة في العصور الوسطى."

 

يأتي هذا في الوقت الذي خلت قائمة المائة جامعة الأولي على مستوي العالم لعام 2018 من الجامعات العربية طبقا لتصنيف "كواكواريلي سيموندس – QS"، وكانت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن السعودية، أول جامعة عربية في التصنيف وجاءت بالمركز 173، بينما كان ترتيب جامعة القاهرة المصرية "551".

 

من جانبه يؤكد المستشار السابق بالأمم المتحدة الدكتور إبراهيم نوار لـ "عربي21" أن الدول العربية لا يعنيها "نوبل"، وإنما يعنيها الحصول على طائرات F16، ومنظومة واس 35 وغيرها من الأسلحة.


ويضيف نوار أنه لا يوجد حاكم عربي واحد مهتم بالتفوق العلمي، وحتى المجهود المبذول في الإمارات بمجال التفوق التكنولوجي يرجع في الأساس لخدمة ثروتهم البترولية، بدليل أن الجامعات العربية بمختلف إمكانياتها وتاريخها لم تدخل دائرة الـ 100 الأفضل في العالم، بينما تتصدر الجامعات الإسرائيلية المشهد إقليميا، وجامعات جنوب إفريقيا تتصدر المشهد إفريقيا، وجامعات سنغافورة والصين والهند تتصدر المشهد آسيويا.

 

ويشير الخبير الدولي إلى أن جوائز نوبل للتفوق العلمي سوف تظل بعيدة عن العلماء العرب؛ لأنهم في الأساس محرومون من المراجع الحديثة، والمعامل المتطورة، والتكنولوجيا المتقدمة، والتبادل العلمي المثمر، وحتى حصول العالم المصري أحمد زويل على نوبل في الكيمياء إنما كان لإنجازاته وبحوثه العلمية بالولايات المتحدة، وهي بحوث لا علاقة لمصر ولا لجامعاتها بها علي الإطلاق.

 

ويوضح نوار أن العرب مهتمون بتصدر المشهد الدولي ولكن في شراء السلاح، مشيرا إلى أنه من بين الدول الأكثر إنفاقا على التسليح عالميا 7 من دول الشرق الأوسط في مقدمتهم السعودية والإمارات والكويت طبقا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2017، الذي أكد أن زيادة إنفاق السعودية الدفاعي أدى لزيادة حجم الإنفاق العسكري عالميا، وأن حجم إنفاقها العسكري شهد زيادة 74% بين عامي 2008 و2015، تليها الإمارات التي أنفقت 26 مليار دولار، مقابل 16.5 مليار دولار أنفقتهم إسرائيل.

 

خلل تشريعي ومالي

 

ويضيف رئيس هيئة الكتب والوثائق المصرية السابق والأستاذ بجامعة المنوفية خالد فهمي لـ "عربي21" أن الحصول على جائزة نوبل في العلوم والآداب، يحتاج لمجهود فردي ومؤسسي مشترك، وهو ما لا يتوفر في الدول العربية، التي لا يجتمع فيها الأمران معا.

 

ويوضح فهمي أنه في حال وجود تميز شخصي وهو كثير بين الباحثين العرب، فلا يوجد في المقابل دعم مؤسسي، وبالتالي يضيع المجهود الشخصي لأنه لا يجد من يدعمه ويوفر له الإمكانيات التي يحتاجها ليترجم نبوغه على أرض الواقع.

 

ويشير فهمي إلى أن القوانين المنظمة للبحث العلمي بالدول العربية لا تدفع للتطور، كما أن الميزانيات المرصودة له لا ترقى لما يتم رصده للاعبي كرة القدم، وليس لصفقات السلاح التي يتم شراؤها بشكل منتظم، حيث بلغ إنفاق العرب على التسليح خلال الأعوام الماضية 5.5% من الناتج القومي العربي، بينما بلغ الإنفاق على الصحة والتعليم والبحث العلمي والأنشطة الرياضية 3.9% من الناتج القومي العربي.