صحافة دولية

كيف أضعفت قضية اختفاء خاشقجي موقف ابن سلمان؟

الصحيفة قالت إن قضية خاشقجي ستنعكس سلبا على صورة ابن سلمان- جيتي

نشرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على تبعات قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، التي ستنعكس سلبا على صورة ولي العهد، محمد بن سلمان وعلى رؤيته الإصلاحية التي روج لها على الصعيد الدولي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تداعيات خطيرة، دبلوماسية واقتصادية، قد تحدث على خلفية اختفاء الصحفي والمعارض السعودي، جمال خاشقجي، وقد تؤثر سلبا على المملكة العربية السعودية.

من جهتها، ووفقا لما أفاد به مسؤول سعودي لم يتم الكشف عن هويته، وعدت الرياض بفرض تضييقات اقتصادية في حال تم اتخاذ عقوبات في حقها.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من اهتمام محمد بن سلمان بالترويج لصورته كسياسي "إصلاحي" منذ عدة أشهر، إلا أن شعبيته تراجعت في الأيام الأخيرة. وبسبب اختفاء خاشقجي، في الثاني من الشهر الجاري في القنصلية السعودية في إسطنبول، والتصريحات الأخيرة حول عملية اغتيال محتملة قادها 15 عنصرا سعوديا (قاموا بتقطيع جثة خاشقجي)، أصبحت الأنظار موجهة لولي العهد، محمد بن سلمان.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحليف التقليدي لابن سلمان، كان أول من انتقد سلطة الرياض. وفي مقابلة صحفية تم تسجيلها يوم الخميس وبثها يوم السبت على قناة "سي بي إس"، أجاب دونالد ترامب، عن سؤال حول إمكانية تورط السعوديين في قضية اختفاء خاشقجي، بالإيجاب. كما توعد بفرض عقوبات مشددة على المملكة، في حال ثبت هذا التورط.

من جهته، هدد وزير الشؤون الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، يوم الخميس الماضي، الرياض بتحمل عواقب خطيرة في حال كانت مسؤولة عن هذه القضية. وقد ضم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة صوته إلى كل من ترامب وهانت، واصفا الأحداث الأخيرة بأنها "شديدة الخطورة". وفي هذا السياق، صرح ماكرون قائلا: "أنا أنتظر كشف الحقائق الكاملة والوضوح التام".

وأفادت الصحيفة أن الرياض ردت على كل هذه الانتقادات يوم الأحد. وفي تصريحات أدلى بها مسؤول سعودي (لم يتم الكشف عن هويته) ونقلتها وكالة الأنباء السعودية، تمت الإشارة إلى أنه في حال تم فرض عقوبات على السعودية، فسترد المملكة "بعقوبات أشد خطورة". وقد حذر هذا المسؤول من أن "اقتصاد المملكة يلعب دورا أساسيا ومؤثرا في الاقتصاد العالمي".

وبينت الصحيفة أن هذه الحادثة تؤثر سلبا على ابن سلمان، الذي روج طيلة السنتين الأخيرتين لمشروعه الذي يهدف إلى تطوير المملكة. علاوة على ذلك، تثير قضية الاختفاء هذه قلق المستثمرين، على غرار الملياردير البريطاني ومؤسس مجموعة فيرجين، ريتشارد برانسون. وقد أعلن رجل الأعمال عن تجميده لمشاريع عديدة مع المملكة حتى إشعار آخر. كما أضاف أنه "في حال ثبتت صحة الأخبار المتداولة حول تورط السعودية في هذه القضية، فسيغير ذلك تماما من آفاق استثمارات الغرب في المملكة".

ونقلت الصحيفة على لسان دبلوماسي أوروبي مختص في شؤون المملكة العربية السعودية أنه "إذا تواصلت الانتقادات، فيتوجب على ابن سلمان أن يتدخل ويوضح هذه القضية. وسواء كان خاشقجي قد قتل أو سجن في السعودية، فقد تضررت صورة ولي العهد في كل الأحوال بسبب حوادث سابقة، كعملية احتجاز الأمراء في فندق ريتز كارلتون بتهمة "الفساد" واعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان، فضلا عن الحرب في اليمن".

وتطرقت الصحيفة إلى أن عامل الوقت لم يعد إلى جانب السعودية، خاصة وأنه من المقرر عقد "مبادرة مستقبل الاستثمار"، التي ستجمع بين النخب الاقتصادية العالمية، بين 23 و25 تشرين الأول/ أكتوبر في الرياض. تجدر الإشارة إلى أن البعض يطلق على هذه المبادرة اسم "دافوس في الصحراء". وتعد هذه المبادرة فرصة محمد بن سلمان للتعبير عن مواقفه في مواضيع اقتصادية وسياسية أيضا.

لكن، وفي ظل المستجدات الأخيرة، يبدو أن تأثير هذا الحدث قد تقلص. فقد أعلن كل من الرئيس المدير العام لشركة أوبر، دارا خسروشاهي، والإعلامية، أريانا هافينغتون، ورئيس شركة فياكوم بوب فاكيش، فضلا عن رئيس البنك العالمي، جيم يونغ كيم، عدم حضورهم لهذا المؤتمر.

وأضافت الصحيفة أن قناة "سي ان ان" قد أعلنت رفضها تغطية هذا الحدث، إلى جانب "نيويورك تايمز" "وفاينانشال تايمز"، "والإيكونوميست" و"سي ان بي سي" "وبلومبيرغ". ووفقا للباحث في معهد الدراسات السياسية في باريس والمختص في شبه الجزيرة العربية، ستيفان لاكروا، "ستؤثر هذه القضية بشكل أساسي على ثقة المستثمرين في النظام السعودي. لكن، لا يجب أن نتوقع اتخاذ القادة الغرب لإجراءات مشددة ضد السعودية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه ردا على الانتقادات الموجهة لها، وافقت المملكة على إرسال بعثة إلى أنقرة من أجل التحدث مع مسؤولين أتراك، في نهاية هذا الأسبوع. من جهته، دافع وزير الداخلية السعودي عن براءة بلاده قائلا إن "ما تناقلته الأخبار حول أوامر سعودية بقتل خاشقجي ليست سوى أكاذيب واتهامات باطلة".

 

لمتابعة كل ما نشرته "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اشغط (هنا)