صحافة إسرائيلية

الكابينيت يتكتم على نتائج اجتماعه حول غزة.. وتحذير من "غدر"

أجواء مشحونة سادت الاجتماع وسط دعوات لضرب المقاومة في غزة- جيتي

أكد موقع "i24" الإسرائيلي، أن أجواء "مشحونة" سادت جلسة "الكابينت" الإسرائيلي ليلة أمس، والتي دار فيها النقاش حول تطورات إطلاق صواريخ من غزة صوب بئر السبع، وساحل "غوش دان"، في حين حذر خبراء فلسطينيون من "غدر" إسرائيلي عبر محاولة اغتيال بعض من أبرز قادة المقاومة في قطاع غزة.

وأوضح أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر، للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، الذي عقد في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمدينة القدس المحتلة، "ناقش التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وقطاع غزة".


وزعم الموقع، أن الاجتماع تأخر عقده بسبب "المشاورات الأمنية، التي أجراها نتنياهو"، مؤكدا أن "أجواء مشحونة سادت الاجتماع، بسبب الاختلافات بين وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، الذي يدفع لتوجيه "ضربة قاسية" لحماس، وبين وزير التعليم نفتالي بنيت".

وذكر أن "حماس أبلغت الوفد المصري بأنها معنية بالتهدئة وإيقاف التصعيد الحالي"، موضحا أن "مصر نقلت هذه الرسالة إلى إسرائيل"، لكن فصائل المقاومة أكدت أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي، في حال جددت إسرائيل هجماتها".

يشار إلى أن وزير المخابرات المصري عباس كامل، ألغى زيارته اليوم، لكل من غزة والضفة ودولة الاحتلال، حيث غادر الوفد الأمني المصري الذي استبق الزيارة مساء أمس قطاع غزة.

وأعلن جيش الاحتلال أمس، استهداف 20 موقعا للمقاومة بمناطق متفرقة في قطاع غزة، وهو ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين، وسبق سلسلة الغارات الإسرائيلية، سقوط صاروخ أطلق من غزة في ساحة منزل، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في مدينة بئر السبع.

وكانت غرفة العمليات المشتركة للمقاومة نفت في بيان لها وصل "عربي21"، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على بئر السبع، مشددة في ذات الوقت على أنها "جاهزة للتصدي لاعتداءات الاحتلال، قائلة: "حين نقوم بذلك لا نختبئ خلف أي ستار، بل نعلن ذلك بوضوح في إطار مسؤوليتنا الوطنية".

وقبل اجتماع " الكابينت" الإسرائيلي، عقد اجتماع لتقييم الوضع على السياج مع قطاع غزة، وشارك فيه نتنياهو وليبرمان، وقائد لواء الجنوب في الجيش الإسرائيلي، وقائد فرقة غزة في الجيش، وقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفق الموقع.

وأعرب ليبرمان في ختام الاجتماع، عن أمله بأن يتبنى "الكابينت" موقفه، بتوجيه ضربة "قاسية لحماس"، معتبرا أن "المشكلة حاليا، هي مع أعضاء الكابينت ومع مسؤولين في الأجهزة الأمنية، ممن يرفضون موقفه".

 

اقرأ أيضا: تقدير: حماس تدير سياسة "شفا الهاوية" لتحسين شروط التهدئة

ويعتقد ليبرمان أنه "إذا لم تتصرف إسرائيل الآن، فإن الثمن سيكون باهظا، وإذا كانت إسرائيل تريد حل المشكلة جذريا، فإن عليها اتخاذ قرارات استراتيجية الآن"، كما هدد نتنياهو بأن "إسرائيل ستعمل بقوة قصوى"، ضد الهجمات على السياج الفاصل مع غزة.

في سياق متصل زعم عضو "الكابينت" الذي ينتمي لحزب "الليكود" اليميني الحاكم، ووزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي، أن "إسرائيل غير معنية بحرب مع غزة، إلا إذا لم يكن هناك خيار آخر لذلك"، لافتا إلى أن "إسرائيل تنتظر يوم الجمعة، لترى هل عاد الطرف الآخر (غزة) إلى صوابه أم لا"، وفق قوله.

وتسببت التصريحات المتضاربة لقادة الاحتلال، مع عدم الإفصاح عن مخرجات اجتماع "الكابينت"، ونشر المزيد من بطارية القبة الحديدية في بئر السبع، بحالة من الشك في نية الحكومة الإسرائيلية، لدى العديد من متابعي الشأن الإسرائيلي.

وحذر الخبير في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، المقاومة الفلسطينية من "إمكانية لجوء إسرائيل للتضليل من خلال تصريحات معينة وأنماط سلوك تشي بعدم رغبتها بتوجيه ضربة من أجل دفعها للتراخي وعدم أخذ الحيطة بحيث يتم استدراج الهدف الكبير الذي قد تخطط إسرائيل لبدء هذه الحملة بضربه".

وأضاف في منشور له على "فيسبوك": "على سبيل المثال صرح الوزير هنغبي، بشكل مفاجئ بأنه لا يوجد لإسرائيل ما تربحه من شن حرب جديدة على القطاع، وأن الاختبار سيكون يوم الجمعة القادم".

وتابع: "علينا أن نتذكر أنه في صباح اليوم الذي اغتالت فيه إسرائيل الشهيد أحمد الجعبري، حرص نتنياهو ووزير حربه باراك على التوجه لهضبة الجولان من أجل الإيحاء بأن غزة ليست على رأس أولويات إسرائيل".

وذكر النعامي، أنه "لا يوجد للمقاومة ما تخسره من أخذ الحيطة والحذر حتى عندما يتبين أن إسرائيل غير معنية بالمواجهة"، مضيفا: "أن تحتاط المقاومة وتبالغ خيرا من أن تقدم نفسها لقمة سائغة بدون استعداد".

 

اقرأ أيضا: فصائل لـ"عربي21": عدوان الاحتلال يهدف لتخريب جهود التهدئة

وقدر الخبير، أن إعلان الاحتلال عن عودة الحياة الطبيعية في منطقة غلاف غزة، "قد يكون إحدى وسائل استدراج المقاومة ودفعها للتخلي عن أسباب الحيطة والحذر، حتى يكون الهدف المخطط لضربه في بؤرة الاستهداف".

واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر مع النعامي، وقال: "عودة الحياة الطبيعية في المستوطنات؛ ومنع الوزراء من الحديث للإعلام، هذا يعني لنا كفلسطينيين زيادة الاحتياطات اللازمة؛ لأن مدخلات الاجتماع لا تنسجم مع مخرجاته؛ وخبرتنا مع هذا المحتل مزدحمة بالغدر والخيانة..".