صحافة إسرائيلية

تساؤلات إسرائيلية: لماذا جاءت مسيرات الجمعة أهدأ من سابقاتها؟

دانا فايس: إسرائيل غير معنية بالحرب، وليس لها رغبة بالذهاب لعملية عسكرية دون سبب حقيقي= جيتي

قال أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري، إن "الهدوء الأمني الذي واكب مسيرات يوم أمس الجمعة على حدود قطاع غزة قد يعطي دلالة جديدة على أن الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، لا يريدان حربا، على الأقل حتى تشعر إسرائيل أنها حصلت على الشرعية الكافية في المجتمع الدولي من جهة، ومن جهة أخرى قدرتها على تحمل الأثمان التي قد تدفعها في أي مواجهة قادمة".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "السؤال الذي يطرح دائما في اجتماعات الكابينت هو: ما هو الثمن الذي يمكن دفعه من قبل إسرائيل، خاصة القتلى والجرحى، لتحصيل الهدوء في الجبهة الجنوبية، وفي الوقت الذي بدا فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يبحث عن طريقة وسبب لمهاجمة غزة، فإن حماس كان مطلوبا منها أن تعمل بصورة ذكية، إن كانت فعلا لا ترغب بالحرب".


وأوضح أن "ما قدرته الأوساط الأمنية الإسرائيلية بالنسبة لانخفاض مستوى العنف في مظاهرات غزة خلال الساعات الأخيرة تحقق فعلا، وهو ما سينجم عنه إعادة فتح المعابر المغلقة، وتوسيع مساحة الصيد في غزة، رغم أنه محظور الاستهتار بالعدو في القطاع، لأن حماس قد تستغل حالة الارتباك الإسرائيلية تجاه الوضع في غزة، وتسعى لتنفيذ عملية هجومية كاختطاف جندي أو إطلاق صواريخ أو تسلل داخل الحدود".


دانا فايس المحللة السياسية في القناة الإسرائيلية 13 قالت إن "التقدير الإسرائيلي السائد يفيد بأن حماس التقطت الرسائل التي وصلت إليها من إسرائيل بصورة جيدة، وأجرت تغييرا في سياستها، حين رأت أن تل أبيب بصدد اتخاذ سياسة القبضة الحديدية ضد محاولات التسلل عبر حدود غزة، وإطلاق البالونات الحارقة".


وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أعداد المتظاهرين الفلسطينيين التي انتشرت على طول حدود القطاع يوم أمس الجمعة، عبرت بصورة أكيدة أن حماس أمام تغيير في سياستها، مما يشير لتغيير جوهري في توجهاتها بعد أن تم تبادل الرسائل بينها وبين إسرائيل".


وأشارت إلى أن "لغة الأرقام تقدم الدليل الأكيد على ذلك، فالأعداد القليلة للمتظاهرين، والمصابين وحدة الأعمال الميدانية التي تتخلل المسيرات كعادتها في كل يوم جمعة تراجعت، فيوم الجمعة لا قتلى في صفوف الفلسطينيين مقابل سبعة قتلى في الجمعة الماضية، فيما وضعت 33 قنبلة وعبوة ناسفة مقابل 60 في الأسبوع الأخير، واليوم شهد 3 محاولات تسلل مقابل 10 في الجمعة السابقة".
وأوضحت أنه "يبدو واضحا أن حماس عملت على كبح جماح المتظاهرين على طول الجدار من أجل إبقاء نافذة من الفرص للتوصل لتفاهمات مع إسرائيل، ويبدو أن اللحظة الحالية تشهد حالة من تشابه المصالح المشتركة بينهما".


وختمت بالقول بأن "إسرائيل غير معنية بالحرب، وليس لها رغبة بالذهاب لعملية عسكرية دون سبب حقيقي، وهي خيار موضوع دائما على طاولة الكابينت والجيش ورئيس الحكومة، فيما حماس من جهتها معنية بواقع ميداني في غزة ينعم فيه الناس بحياة أفضل، مما هو سائد اليوم فيها".