سياسة دولية

رواية الرياض حول مقتل خاشقجي تهدد علاقتها بـ3 دول غربية

تصريحات أمريكية وأوروبية هاجمت ابن سلمان بسبب قضية مقتل خاشقجي- جيتي

طالب الحزب الاشتراكي الألماني، السبت، بمراجعة العلاقات مع السعودية، بعد روايتها عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده.

 

واعترفت السعودية السبت بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، بعد دخوله إليها في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وهو الأمر الذي رفضت الاعتراف به سابقا، متحدثة عن أنه خرج من القنصلية بعد دخوله لها.

 

مطالب بألمانيا

 

وتأتي مطالبة الحزب الألماني وسط مطالبات أخرى مماثلة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إذ تتسبب قضية خاشقجي بتوتر في العلاقات مع دول عدة، ما يؤثر على صورة المملكة ومستقبلها.

 

وجاء مطلب الحزب بعد تصريحات لميركل شككت فيها بالرواية السعودية حول مقتل خاشقجي، مؤكدة أن "الأحداث المرعبة" التي تحيط بمقتل الصحفي السعودي مؤشر على أن القيم الديمقراطية في خطر بالعالم كله.

وطالبت المستشارة الألمانية بالمزيد من التفاصيل والتفسيرات بشأن ملابسات قتل خاشقجي، قائلة أمام تجمع لحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي في شرق ألمانيا، اليوم السبت: "إن هذه الأحداث لم يتم بعد الكشف عنها وبالطبع نطالب بتوضيحها".

 

اقرأ أيضا: 4 دول رفضت الرواية السعودية لمقتل خاشقجي.. وهذه أيدت

ولم يقتنع الكثيرون برواية السعودية الجديدة، منهم نواب أمريكيون في الكونغرس وأكثر من سيناتور أمريكي، لا سيما أنه سبق للرياض أن أوردت رواية تراجعت عنها بعد أن كانت متمسكة بها، وتحدثت عن مؤامرة ضدها، أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد دخوله إليها، ما دفع بالكثيرين إلى عدم تصديق الرواية الرسمية السعودية.

 

مطالب في بريطانيا

 

سبق أن شهدت بريطانيا مطالب بإعادة النظر في العلاقات البريطانية السعودية، في ظل وجود مبيعات أسلحة ضخمة بصفقات كبيرة بين لندن والرياض.

 

وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، قال بوقت سابق إن "المزاعم المتعلقة بقضية الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي لن تكون مقبولة إطلاقا إن تبين صحتها، لكن أي رد فعل من جانب بريطانيا سيكون محل بحث".

 

اقرأ أيضا: لندن: علاقتنا مع الرياض مهمة لكن ما حدث مع خاشقجي خطير

ونقلت إذاعة بي.بي.سي البريطانية عن الوزير قوله إن "جزءا من رد فعلنا سيتوقف على رد الفعل السعودي، وما إذا كنا نشعر بأنهم يأخذون الأمر بجدية كما نأخذه نحن. لكن هذه مسألة خطيرة جدا جدا".

 

وطالب كذلك حزب العمال البريطاني المعارض، على لسان متحدث باسمه، بأن على بريطانيا النظر في فرض عقوبات على السعودية إذا لم تقدم إجابات وافية على الأسئلة الخاصة باختفاء الصحفي جمال خاشقجي.

وقال جون ماكدونيل المتحدث باسم الحزب في الشؤون المالية للصحفيين في البرلمان: "إذا لم نحصل على الردود المشروعة التي نتوقعها، فإننا نظرا لعلاقتنا الخاصة بالسعودية يجب أن نكون إحدى تلك الدول... التي تتصدر ردود الفعل، وهو ما يعني فرض عزلة سياسية بل ويعني أيضا فرض عقوبات اقتصادية".

اقرأ أيضا: حزب العمال البريطاني يطالب بعقوبات على السعودية

 

وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نشرت تقريرا، قالت فيه إن الحكومة البريطانية بصدد النظر في العقوبات التي قد تفرضها على السعودية، في حال ثبوت وقوفها وراء اختفاء جمال خاشقجي، في وقت صعدت فيه فرنسا والولايات المتحدة أيضا من ضغوطها على الرياض، لكشف الحقيقة.

وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المسؤولين البريطانيين شرعوا في إعداد لائحة بأسماء موظفين في الأجهزة الأمنية والحكومية السعودية، الذين يمكن أن يقعوا تحت طائلة العقوبات، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات بشأن اختفاء الصحفي المعارض جمال خاشقجي، وذلك بحسب ما أكده لـ"الإندبندنت" مصدر مقرب من الرياض ولندن.

 

اقرأ أيضا: أتلانتك: الكونغرس يدفع نحو مواجهة مع السعودية

 

وفي تصريح عنيف، قالت النائبة البريطانية عن حزب العمال المعارض، ووزيرة خارجية حكومة الظل البريطانية، إيميلي ثورنبيري، إن بريطانيا سمعت نفس الأعذار السعودية في ما يتعلق بالحرب على اليمن، والآن تكرر نفس الكلام في قضية الصحفي السعودي المقتول، جمال خاشقجي.

وتابعت: "عندما يتم اقتراف جريمة مشينة، يعتبرونها خطأ غير مقصود، ويقف العالم متفرجا".

وأضافت ثورنبيري: "يجب على الكذب السعودي أن يتوقف، ولا يجب أن يفلتوا من العقوبة".

اقرأ أيضا: نائبة بريطانية: السعودية كاذبة ولا يجب أن تفلت من العقاب

مطالب بأمريكا

 

ولقيت الرواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي، رفضا أمريكا في الكونغرس، إذ 

 

وسبق أن نشرت مجلة "ذي أتلانتك" مقالا لأستاذ الصحافة المساعد في جامعة نيويورك محمد بازي، يقول فيه إن أزمة جمال خاشقجي قد تدفع الكونغرس إلى ممارسة ضغوط حقيقية على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.


وقال السيناتور بيرني ساندرز، إحدى أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، إن الوقت حان ويمضي بسرعة بشأن مراجعة العلاقة الأمريكية السعودية، والسؤال عمّا إذا كانت هذه العلاقة تساهم في تعزيز مصالح وقيم الولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا: سيناتور أمريكي: خاشقجي أهم من الاتفاقيات الدفاعية مع الرياض

 

وشكك أعضاء بالكونغرس الأمريكي في تفسير النائب العام السعودي. وقال السناتور الأمريكي الجمهوري لينزي غراهام، في تغريدة على تويتر: "القول بأنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة سيكون من قبيل تبسيط الأمور".

وأضاف غراهام وهو حليف وثيق للرئيس دونالد ترامب: "في البداية أبلغونا أن السيد خاشقجي غادر القنصلية وأن هناك نفيا قاطعا لأي تورط سعودي. والآن أن مشاجرة اندلعت وأنه قُتل في القنصلية، وكل هذا بغير علم ولي العهد".

ولقي ترامب وإدارته انتقادات لتباطؤهم في انتقاد الرياض، ولم يشر بيان البيت الأبيض يوم الجمعة إلى موقف بعينه من الإعلان السعودي.

وأبلغ السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال شبكة تلفزيون سي.إن.إن أن التفسير السعودي "يصعب تصديقه" ودعا إلى تحقيق دولي في ملابسات موت خاشقجي.

وقال: "يبدو بكل وضوح أن السعوديين يحاولون كسب الوقت وشراء غطاء. ولكن هذا العمل يثير أسئلة أكثر مما يقدم أجوبة ولا يمكن أن ينتظر العالم 30 يوما للانتهاء من التحقيق السعودي."

ووصف السناتور الديمقراطي كريس فان هولن البيان السعودي بأنه عملية تستر. وقال: "ينبغي ألا تكون الولايات المتحدة شريكا في عملية التستر هذه. نتطلع إلى ما ستقوله أجهزة مخابراتنا".