صحافة دولية

بوليتكو: هل ساعدت السعودية ترامب في الانتخابات النصفية؟

بوليتكو: سعر النفط عامل مهم في حسابات ترامب تجاه قضية خاشقجي- جيتي

نشرت مجلة "بوليتكو" مقالا لكل من جيم كرين وبيل أرنولد، يقولان فيه إن اختبار الإرادات ثلاثي الأطراف بخصوص مقتل الصحافي المنفي بدأ في التأثير على أسواق النفط

 

ويقول الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "في كل يوم يبقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التغذية بالتنقيط للتفاصيل البشعة لمقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، وكل يوم يضطر الرئيس المتردد دونالد ترامب للرد على كشف جديد، وقد كشفت هذه القضية مهارة رئاسية لم تظهر من قبل في القدرة على ضبط النفس". 

 

ويضيف الكاتبان: "أما نبرة السعودية القتالية في البداية فتغيرت بهدوء إلى موقف أكثر مراعاة، ففتحوا صنابير النفط كما طلب ترامب في تغريداته بالضبط، وقام وزير النفط السعودي خالد الفالح بتخفيض أسعار النفط من خلال تصريحاته المباشرة على غير المعتاد، وقال إن السعودية ستتأكد من تغطية حاجة السوق العالمية بغض النظر عن الظروف".

 

ويشير الكاتبان إلى أنه "بالنسبة لترامب وحلفائه الجمهوريين المحاصرين في الانتخابات النصفية، فإن ذلك التغير في تصرف السعودية مرحب به، وما دام ترامب يخطو بحذر في قضية خاشقجي، فإنه يبدو أن السعوديين مستعدون للتعاون مع رغبات الرئيس الأمريكي بشأن سوق النفط".

 

ويلفت الكاتبان إلى أنه "كانت هناك إشاعات قبل عدة أسابيع بأن ترامب كان يفكر في إطلاق بعض الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي مع الانتخابات، والآن ما دام السعوديون سينتجون النفط الذي يحتاجه السوق كله، فستبقى أسعار البترول متدنية بالنسبة للناخب الأمريكي في وقت الانتخابات".

 

ويجد الكاتبان أنه "إذا كانت ردود فعل ترامب الموزونة تشجع على زيادة الإنتاج السعودي، فإن سياسات الرئيس تبدو فاعلة، وقد تراجعت أسعار النفط الدولية بحوالي 9 دولارت، من 85 دولارا للبرميل بعد مقتل خاشقجي مباشرة إلى 76 دولارا يوم الثلاثاء".

 

ويبين الكاتبان أن " السعودية كانت قبل مقتل خاشقجي تطبق زيادة الإنتاج المتفق عليها ببطء بالرغم من أن المؤشرات كلها تشير إلى أن عقوبات ترامب على إيران خنقت سوق النفط، فزاد إنتاج النفط السعودي بـ300 ألف برميل في اليوم فقط، في الوقت الذي تراجعت فيه صادرات إيران بحوالي ثلاثة أضعاف ذلك، حوالي مليون برميل في اليوم".

 

ويرى الكاتبان أنه "لو بقي السعوديون يجرون أرجلهم في إنتاج النفط لربما وصلت أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل مع حلول موعد الانتخابات، ما يمنح للديمقراطيين حجة لمهاجمة ترامب والجمهوريين، ولبدت خطوة ترامب في انتزاع 1.5 مليون برميل نفط إيراني من السوق خطوة ماسوشية، خاصة أن الموعد النهائي للعقوبات هو مجرد يومين قبل الانتخابات التي ستجرى في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر".

 

ويستدرك الكاتبان بأن "حالة الغضب العالمي على مقتل المنتقد السعودي جعلت المملكة في وضع لا تحسد عليه، فالحلفاء والمنتقدون، بمن فيهم الجمهوريون في مجلس الشيوخ الذين هم لطفاء في العادة، كلهم يطالبون بصوت عال بالعقوبات وحظر على بيع الأسلحة".

 

وينوه الكاتبان إلى أنه "في الوقت الذي أصدر فيه القادة السياسيون السعوديون توضيحات متلعثمة حول مقتل خاشقجي، فإن وزير النفط تقدم ليغير الرواية، ووعد الفالح بإنتاج 300 ألف برميل إضافي في اليوم (قريبا)، وقال إنه لا يزال بإمكان المملكة إنتاج مليون برميل إضافي يمكن أن تلجأ إليها إن لزم الأمر، وأضاف أنه إن لم يكن ذلك كافيا فإن السعودية مستعدة للاستثمار في زيادة طاقة إنتاجها، مشيرا إلى أن السعودية ستلبي أي طلب للسوق".

 

ويفيد الكاتبان بأن "هذه التصريحات هدأت الأسواق غير المستقرة، وكشفت عن أن وزير النفط، على الأقل، مسؤول سعودي حافظ على مصداقيته".

 

ويتساءل الكاتبان: "فهل في ذلك مكافأة لسياسة ترامب اللينة؟ من الصعب التأكد من ذلك، لكن التوقيت جعل الأمر يظهر بأن السعوديين يراهنون على أن ترامب مهتم بأسعار نفط متدنية أكثر من اهتمامه في وضع الرياض في قفص الاتهام".

 

ويجد الكاتبان أن "الورقة الغامضة في هذا كله هي أردوغان، فأي ابتزاز سيظهر في التسريب التالي للرئيس التركي؟ وهل سينشر في المحصلة التسجيلات لعملية القتل والتقطيع؟".

 

ويعلق الكاتبان قائلين: "إن حصل هذا فإن تصميم ترامب قد ينهار، فرد رئاسي قوي قد يحيي تهديدات السعودية باتخاذ (إجراءات أكبر)، وهي تعني النفط إن تم توجيه اللوم للقيادة السعودية". 

 

ويستدرك الكاتبان بأنه مع أن الفالح صرح بأن المملكة لا تنوي تكرار التكتيكات القاسية التي أدت إلى حظر تصدير النفط العربي عام 1973، إلا أن صناع قرار سعوديين آخرين تطرقوا إلى ذلك الاحتمال، وكتب الصحافي المقرب من الديوان الملكي السعودي، ومدير شبكة العربية الإخبارية تركي الدخيل،: "إن كان الرئيس ترامب غاضبا من سعر 80 دولارا لبرميل النفط فإنه يجب ألا يستغرب إن قفز السعر إلى 100 دولار للبرميل، وربما ضعف هذا الرقم".

 

ويقول الكاتبان: "هذه دون شك تكتيكات تخويف، لكنها عندما تكون قادمة من السعودية فإن تكتيكات الخوف هذه قد تخيف أسواق النفط، وتصبح الأسعار متقلبة عندما تتخلى السعودية عن قابلية التنبؤ، وإن أصبحت الأسعار متقلبة، فإن الحظر على النفط الإيراني سينهار بحزمة من التنازلات لتركيا ثم للهند وقد تمتد لآخرين".

 

ويضيف الكاتبان: "قريبا سيصبح ذلك الحظر شبيها بحظر أوباما، حيث تم إعطاء استثناءات لأن (أوبك) لم تتمكن من تغطية الخسارة من صادرات إيران النفطية".

 

ويختم الكاتبان مقالهما بالقول: "البطاقات التي يملكها ترامب ضعيفة، فهو يعلم أن أسعار النفط تمنح السعوديين نفوذا على الانتخابات الأمريكية، ويمكن الرهان على أنه حتى يتم التصويت فإن الرئيس لن يستطيع أن يقسو على أصدقائه السعوديين".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا