ملفات وتقارير

هل طالبت "الوفاق" بسحب ملف توحيد الجيش الليبي من القاهرة؟

خبير بالشأن الليبي: السراج يريد أخذ مسافة بعيدا عن القاهرة نوعا ما- الأناضول

تواردت أنباء عن مطالبة حكومة الوفاق الليبية للحكومة الإيطالية بسحب ملف توحيد المؤسسة العسكرية من القاهرة وتسليمه إلى منظمة الأمم المتحدة، وسط تساؤلات عن أسباب ذلك، وردود الفعل الدولية حول الأمر، وموقف النظام المصري من الطلب.

وذكرت صحيفة محلية ما أسمته رسالة "غير معلنة" سلمها المستشار السياسي لرئيس الحكومة الليبية، الطاهر السني إلى حكومة روما، تتضمن بعض المطالب التي يريدون تضمينها خلال مؤتمر "باليرمو" المرتقب، ومنها نقل ملف توحيد الجيش من القاهرة إلى الأمم المتحدة.

قلق مصري

ورأى مراقبون للوضع أن "الأمر –حال تأكد- سيكون بمنزلة إزعاج للنظام المصري الذي يعد الملف أحد أهم أوراقه للوجود بقوة في الملف الليبي، وأنه أداة مصر الوحيدة لتمكين حليفها حفتر من قيادة المؤسسة العسكرية هناك، إلا أن السراج يعارض مشروع الأخير بخصوص الجيش"، كما قالوا.

وطرحت هذه المطالبة بخصوص مفاوضات توحيد الجيش تساؤلات حول دلالة هذا الطلب قبيل المؤتمر الدولي الخاص بليبيا؟ وهل هو ضغط من قبل الحكومة على الأطراف الأخرى؟ وهل سيتسبب الأمر في قطيعة بين الوفاق والنظام المصري؟

"السراج يبتعد عن القاهرة"

من جهته، أكد الأكاديمي المصري والخبير في الشأن الليبي، خيري عمر أن "رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج يريد أخذ مسافة بعيدا عن القاهرة نوعا ما، وهذا يعني ابتعاده عن حفتر كونه يختلف مع الأخير حول مشروعه للجيش، وسحب السراج لمفاوضيه من جلسات القاهرة دليل على ذلك".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "إيطاليا لا تملك التصرف الوحيد في نقل الملف من القاهرة، وإذا استطاع مؤتمر باليرمو تحقيق حل سياسي للأزمة، سينسحب هذا على الملف العسكري ولن يحتاجوا لنقله، لكن يبدو أن المؤتمر المرتقب أشبه بمعركة تخوضها إيطاليا بدعم أمريكي، فهل يريدون تكريس الأمر كله في أيدي حكومة الوفاق، فهذا صعب جدا كون شرعيتها منقوصة"، حسب تعبيره.

وتابع: "المشير حفتر يدير ما يسمى بالجيش الليبي وفق قرارات البرلمان، ومن ثم فهو بهذه الصفة العسكرية له خياراته ورؤيته لإصلاح هذه المؤسسة، وهو يرى أن مصر طرف مهم في المساعدة في أمر توحيد الجيش، لكن السراج يرى نفسه القائد الأعلى للجيش ويرفض مشروع "حفتر العسكري"، كما قال.

مصر تقترب من "الوفاق"

لكن الناشط والمدون من الشرق الليبي، فرج فركاش أشار إلى أن "هذا الطلب ليس بجديد، فقد صرح المبعوث الأممي، غسان سلامة، سابقا بأن الخطوات النهائية لتوحيد الجيش سيكون تحت جهة محايدة وتحت رعاية الأمم المتحدة".

وأضاف لـ"عربي21": "القاهرة لا تستطيع أن تفعل أكثر مما فعلت، وتعنت الأطراف وعدم التنازل هو ما يجهض الجهود المصرية، ولا أعتقد أن تحدث قطيعة أو برود بين "الوفاق" والقاهرة، كون الأخيرة حافظت على علاقات متوازنة منذ البداية مع القيادة العامة ومع الحكومة، بل هي تقترب أكثر من "الوفاق" خاصة مع تعنت حفتر ورفضه الانضواء تحت أي سلطة مدنية حالية"، وفق كلامه.

"قلب الطاولة"

وقال الأكاديمي والكاتب الليبي، جبريل العبيدي إن "مطالبة رئاسي السراج هىي عبارة عن "كرسي في الكلوب"، خاصة بعد توافق البرلمان ومجلس الدولة على تعديل "الرئاسي" وفصله عن الحكومة في خطوة جادة من المجلسين، قدمت موقعة من الطرفين للبعثة الدولية"، وفق قوله.

وتابع: "وبعد الخطوات الجادة في توحيد الجيش في القاهرة تحت قيادة ثلاثية، استشعر مجلس السراج الخطر، كونه سيكون من الماضي، وحاول قلب الطاولة بهذا الطلب وإفساد التوافق بالهروب إلى الأمام  وافتعال مشاكل جديدة ليستمر ممسكا بالسلطة التي لا يمتلكها أصلا"، وفق تصريحه لـ"عربي21".

إرادة دولية

ورأى الناشط من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي أن "حكومة الوفاق منذ فترة تسعى لنقل الملف بطريقة دبلوماسية، تضمن مصالح مصر مع ليبيا لتتمكن من وقف ضغوطات حفتر عسكريا، وحين أدركت أن مصر لا ترغب في دعم الأخير أكثر من ذلك اتجهت الحكومة للقاهرة، لكنها تراجعت عندما وجدت ميلا لحفتر".

وأضاف لـ"عربي21": "سيتجه السراج لروما حاملا ملفين أساسيين: الملف العسكري وعلى رأسه مصير حفتر، وملف الانتخابات المقبلة للتفاوض بها من أجل ضمان نجاح الملف العسكري عبر الأمم المتحدة الداعمة له"، حسب قوله.

وقال الإعلامي الليبي، نبيل السوكني، إن "الإرادة الدولية ستكون أقوى من القاهرة فى حال طلب السراج فعليا نقل المفاوضات العسكرية من مصر للأمم المتحدة"، مضيفا لـ"عربي21": "لكن الأمر لن يسبب قطيعة بين الحكومة والقاهرة، كون الأخيرة يهمها الملف الليبي"، كما صرح.

 

اقرأ أيضا: إيطاليا تحشد الجميع لمؤتمرها حول ليبيا.. هل ستنجح؟