صحافة دولية

صحيفة روسية: الضغط على إيران يهدد مضيق هرمز

هددت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز - جيتي

نشرت صحيفة "برافدا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية منع الولايات المتحدة لإيران من تصدير منتجاتها النفطية، الأمر الذي سيجعل طهران ترد من خلال وقف حركة ناقلات النفط في الخليج العربي.

 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"،  إن إيران لا ترى أن أوروبا قادرة على تقديم المساعدة لها، لذلك بدأ صبرها ينفد ما سيدفعها لاعتماد أسلوب التهديد. وخلال اجتماع عقد في إحدى المحافظات الإيرانية، أفاد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن "الولايات المتحدة لا تستطيع وقف تصدير النفط الإيراني ويجب أن تعلم أنه إذا تم منع إيران من بيع وقودها، فلن يتم تصدير أي نفط من الخليج العربي".

ونقلت الصحيفة عن حسن روحاني أن سياسة العقوبات الأمريكية فشلت في تحقيق أهدافها، لأن "البلاد لا تعاني من تضخم جامح، ومشكلة البطالة الجماعية لا تهددنا، ويجب على الصحفيين التوقف عن نشر مثل هذه الشائعات". وفي الواقع، تتخبط إيران في وضع صعب بسبب تراجع قيمة الريال وعدم القدرة على الاقتراض.

وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 56 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن البنك المركزي الإيراني. ومن جانبها، تعهدت السلطات الإيرانية بالحفاظ على نظام دعم المنتجات الأساسية وزيادة الأجور والمعاشات التقاعدية في القطاع العام بنسبة 20 في المائة.

وأوردت الصحيفة أنه خلال الحرب العراقية الإيرانية بين سنة 1980 و1988، هددت إيران بغلق مضيق هرمز، إلا أن البنتاغون تصرف لمنع إيران من تنفيذ تهديداتها، حيث نشر سفنه الحربية في الخليج العربي وأعلن عن استعداده للدخول في مواجهة مع البحرية الإيرانية في أي لحظة.

وردا على بيان الرئيس الأمريكي بشأن اعتزام إدارته الانسحاب من الاتفاق النووي، قال حسن روحاني في شهر تموز/ يوليو من السنة الجارية إنه "لا يتعين على الولايات المتحدة اللعب مع ذيل الأسد". كما أشار نائب قائد الأمن بالحرس الثوري، الجنرال إسماعيل كوساري، إلى أن إيران قد تغلق مضيق هرمز ما سيمنع دولا أخرى من تصدير نفطها. ووفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار المبرمة سنة 1982، فإن مضيق هرمز ممر مائي دولي ولا يحق للدول التي تحده تقييد مرور السفن والناقلات العابرة لهذا المضيق.

 

اقرأ أيضا: الحرس الثوري: إيران تسيطر تماما على الخليج ومضيق هرمز

 وذكرت الصحيفة أن الحزمة الثانية من العقوبات ضد إيران دخلت حيز التنفيذ في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وعموما، رفضت أوروبا سياسة العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد إيران، حيث أعلنت بروكسل عن تطوير آلية "المنشآت ذات الأغراض الخاصة"، المصممة لتجاوز التعامل بنظام سويفت.

في المقابل، تحاول واشنطن إقناع شركائها في حلف الناتو بالتهديد الذي تشكله إيران على العالم. وخلال الأسبوع الماضي، أفاد ممثل الولايات المتحدة الخاص لشؤون إيران والمستشار الأول للسياسة في وزارة الخارجية، بريان هوك، بأن إيران أطلقت في كانون الثاني/ يناير من سنة 2017 صواريخ متوسطة المدى تتميز بقدرتها على حمل عدة رؤوس حربية يمكنها الوصول إلى العواصم الأوروبية.

ونقلت الصحيفة عن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن آلية "المنشآت ذات الأغراض الخاصة" ستعتمد فقط عند تصدير بعض المنتجات الأساسية إلى إيران وليس في صفقات النفط، الأمر الذي لا يتعارض مع شروط العقوبات الأمريكية ولا يخدم مصالح إيران. ولكن تثير جميع هذه العوامل قلق السلطات الإيرانية، حيث حذر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، من عواقب نفاد صبر إيران.

وأوردت الصحيفة أن هناك العديد من الأسباب التي تحول دون اتباع ترامب لسياسة سلفه باراك أوباما فيما يتعلق بإيران. ففي المقام الأول، طلبت إيران استرجاع أصولها التي تناهز قيمتها مليارات الدولارات المجمدة في البنوك الأمريكية، ونتيجة لنهب هذه الأموال ارتأى ترامب العودة بالعلاقات الإيرانية الأمريكية إلى الوضع الذي كانت عليه سنة 2012.

 

وفي المقام الثاني، لا تهدد سياسة ترامب إيران فقط، بل أوروبا أيضا التي تجمعها العديد من العلاقات التجارية مع طهران، ما يجعلها تتكبد خسائر فادحة.

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن العقوبات الأمريكية المفروضة ضد طهران تعد بمثابة دعم لإسرائيل، التي تعتقد أن تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة يهدد مصالحها.