صحافة دولية

روسيا تنشر أسلحة دفاع جوي بالقرب من قواعد أمريكية بسوريا

روسيا سبق أن سلمت سوريا منظومات الدفاع الصاروخية "أس-300"- جيتي

نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تعزيز روسيا لقوات الدفاع الجوي السورية، ما يسمح لموسكو بتوسيع نفوذها داخل سوريا.

 

وأوضحت أن نشر منظومة "أس-300" الروسية لن يقتصر على استخدام الجيش السوري لها على السواحل السورية فحسب، بل قد يمتد إلى وسط وشرق البلاد.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا تعمل على تحويل منظومة "أس-300" إلى مطار دير الزور التابع للقوات الجوية السورية.

 

وستُعقّد هذه الخطوة عمليات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، إذ إن الرادار الخاص بالمنظومة الروسية "أس-300" يغطي جميع المناطق شرق نهر الفرات، حيث تتواجد القوات الأمريكية.

في وقت سابق، وخلال انعقاد قمة مجموعة العشرين، نشر موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي بعض المعلومات حول نقل جزء من منظومة "أس-300" الروسية إلى منطقة دير الزور.

 

لكن، لم يتم التعامل مع هذه المعلومات بجدية، نظرا لسمعة الموقع الإسرائيلي السيئة بسبب نشره للشائعات في العديد من المناسبات.

 

اقرأ أيضا: روسيا تسلم نظام "أس300" رسميا للنظام السوري


وأضاف الموقع أنه في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، قام محللو معهد دراسات الحرب الأمريكي بتقييم الجهود التي يبذلها الجيش الروسي لإنشاء نظام دفاع جوي موحد في سوريا، وإمكانية نقل منظومة "أس-300" إلى منطقة دير الزور.

 

وذكر المحللون، نقلا عن مصادر المعارضة السورية، أنه قد تم نشر كتيبة من طراز "أس-300" في قاعدة "تي-4" الجوية الواقعة في محافظة حمص، التي بدأت المليشيات الإيرانية والقوات الموالية لطهران في مغادرتها منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وعلى الرغم من أن المنشآت العسكرية في دير الزور معززة أمنيا ومحمية بشكل جيد، لا سيما إثر تحرير المنطقة بعد حصار فاشل من تنظيم الدولة دام لثلاث سنوات، إلا أن مقاتلي التنظيم لا زال بإمكانهم التنقل في المناطق الصحراوية.

 

قاعدة "تي-4"

وأوضح الموقع أنه منذ تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2015، استخدمت القوات العسكرية الروسية قاعدة "تي-4" الجوية كمطار لانطلاق الجولات ومكانا لتوقف الطائرات لفترات قصيرة وإعادة التزود بالوقود والذخيرة.

 

ووفقا للمعلومات التي نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي "ستراتفور" في نهاية حزيران/ يونيو، وصور الأقمار الصناعية، تكبدت القاعدة خسائر كبيرة نتيجة هجوم نفذه مقاتلو تنظيم الدولة.

 

اقرأ أيضا: هذا هو المبلغ الذي حصلت عليه روسيا من سوريا مقابل أس300

 

من جهتها، نشرت شبكة "بي بي سي" صورا تظهر حطام مروحيات من طراز "مي-24" بعد تفجيرها من التنظيم. مع ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية خسارتها لبعض معداتها العسكرية في المنشآت.

وأشار الموقع إلى تعرض قاعدة "تي-4" للقصف في العديد من المناسبات من قبل الجيش الإسرائيلي، وهو ما توثقه بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت القاعدة تضم مراكز مراقبة الطائرات الإيرانية شاهد 129.

 

وفي الوقت الراهن، يعد الوضع هادئ نسبيا في منطقة القاعدة الجوية "تي-4" في حمص، كما تم تحرير منطقة دير الزور من تنظيم الدولة، لكن التوتر لا زال يطغى على مدينة هجين. وقد دفع ذلك وزارة الدفاع الروسية إلى نشر هذه المنظومة في تلك المناطق دون تردد، وذلك بحسب ما أفاد به الخبير العسكري، فيكتور موراخوفسكي.

 

روسيا وإسرائيل

ونقلا عن الخبير الروسي، تم نقل منظومة "أس-300" إلى سوريا بعد إسقاط طائرة "ايل20" في منطقة مصياف، كما أن خصوصيات التضاريس في هذه المنطقة وإمكانية تدمير منصات صواريخ "أس-300" الروسية يجعل من الممكن غلق المعابر التي تؤدي إلى الساحل السوري بالكامل.

ونقل الموقع عن موراخوفسكي أن "الضربات الجوية الإسرائيلية ضد بعض المواقع السورية كانت تنفذ انطلاقا من وادي البقاع في لبنان، وهو المكان الذي تستطيع إسرائيل من خلاله توجيه ضربات ضد دمشق ومناطق أخرى، بما في ذلك قاعدة "تي-4" الجوية، التي تعرضت في السابق لهجمات إسرائيلية. أما منصات صواريخ "أس-300" في منطقة مصياف، فلا يمكن استهدافها أو رؤيتها لأنها مخفية بين الجبال".

وبين الموقع أنه لرؤية الطائرات الإسرائيلية التي تحوم فوق سلسلة الجبال، من الضروري تحليق طائرة من طراز "أ-50" المجهزة بنظام إنذار مبكر، وهو أمر طبيعي بالنسبة لسوريا، أو وضع رادار احتياطي منفصل. لكن فيما يتعلق بردود الفعل والوسائل التي يجب اعتمادها لإلحاق ضرر بالعدو، فمن غير المستبعد نشر منظومة "أس-300" في قاعدة "تي-4"، وفقا لما أفاد به موراخوفسكي.


وأضاف الخبير أن "روسيا استخدمت في السابق القاعدة كمطار، لذلك من الطبيعي نشر المنظومة هناك. وسيتم نشر "أس-300" في قاعدة "تي-4" للسيطرة على جزء من المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، بالتالي، ستكون هذه الخطوة بمثابة رسم لحدود نشاط الطيران الروسي وطيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة". 

وأضاف الموقع نقلا عن موراخوفسكي أنه "في حال تم نشر منظومة "أس-300" في دير الزور، فسيُعطل ذلك عمل الطائرات الأمريكية في سوريا.

 

لكن حتى الآن، ووفقا للقيادة الروسية، لم تنتهك الولايات المتحدة الاتفاق المتمثل في منع وقوع حوادث في هذه المنطقة، فضلا عن موافقة القيادة العسكرية الأمريكية على توقيت ومكان جميع الغارات الجوية، ما يشير إلى غياب الحاجة الملحة لنشر المنظومة الروسية في دير الزور".