ملفات وتقارير

كارثة صحية تعصف بفلسطينيي لبنان.. من المستفيد؟

التعاطي مع قضايا الفلسطينيين الصحيّة يخضع لمعايير الوزير المعني وتوجهاته القومية- جيتي

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بفعل تردي الخدمات المقدمة لهم، لا سيما من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وسط بروز حالات مأساوية لا سيما على الصعيد الصحي، كان أبرزها قبل أيام وفاة الطفل محمد وهبة نتيجة رفض المستشفيات استقباله من دون الحصول على مقابل مادي بلغ 1800 دولار أميركي.


وبينما تخرج تبريرات وكالة الأونروا و وزارة الصحة لتتنصل من مسؤولياتها تجاه التداعيات القاسية على الأطفال الفلسطينيين تحديدا، دعا أعضاء لجان شعبية في المخيمات و مسؤولو فصائل إلى تحرك عاجل من خلال لجنة متابعة لإيقاف النزيف المستمر في جسد الشتات الفلسطيني في لبنان عبر دفع الجهات المعنية للعب دورها والتوقف عن الانجراف وراء أجندات خارجية تخدم ما يخطط له في صفقة القرن.


أين تقع المسؤولية؟


وأكدت قيادات فلسطينية أنّ المتسبب الأول للمعاناة هو الاحتلال باعتباره مسؤولا عن النكبة وآثارها، وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أركان بدر: "الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب بهجرتنا من أرضنا وإنشاء دولة على أنقاضها و تشتيت شعبنا"، معتبرا في تصريحات لـ"عربي21" أنّ "النضال الفلسطيني مستمر في ظل غياب وصمت المجتمع الدولي".

 

اقرأ أيضا : رفضت مشافي لبنان استقباله فمات الطفل الفلسطيني على أبوابها


و أكد أن "الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف بانتظار عودتهم وفق القرار الصادر من مجلس الأمن رقم 194، بينما يرتبط قرار تأسيس الأونروا الذي يحمل رقم 302 بالقرار السابق، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عن دور الوكالة قبل إنجاز إعادة الفلسطينيين الى أرضهم".


وانتقد دور الدولة اللبنانية في رعاية اللاجئين الموجودين على أرضها، وقال: "يستوجب منها رعايتهم صحيا واجتماعيا، في وقت يُضيّق فيه الخناق عليهم لا سيما في مجال العمل حيث يُحرم الفلسطينيون في لبنان من 72 مهنة".

 

 

 

 

وكشف أنّ "التعاطي مع قضايا الفلسطينيين الصحيّة يخضع لمعايير الوزير المعني وتوجهاته القومية، كما فعل وزير الصحة السابق وائل أبو فاعور عندما تعهّد بمعالجة 25 حالة غسيل كلى لفلسطينيين رفضت الأونروا تقديم خدماتها إليهم"، معتبرا أن المبادرات الحكومية اللبنانية تقتصر على المبادرات الفردية للمسؤولين.


ودعا الجهات المسؤولة إلى إيقاف سياسة الحرمان، قائلا: "يستوجب على الأمم المتحدة دعم وكالة الغوث، كما على الدولة اللبنانية المضيفة أن تتعاطى إنسانيا مع اللاجئين عبر إصدار تشريعات قانونية تمنح الشعب الفلسطيني أبسط حقوقه في العمل والتملك، لأنّ ذلك يرفد نضال شعبنا في عودته إلى بلاده".


ووصف دور منظمة التحرير بأنّه لا يرقى إلى مستوى ما يكابده الشتات، وطالب بأن يتم تفعيل دورها لتأمين كافة احتياجات الفلسطينيين المتواجدين على أرض لبنان".


وأبدى بدر تفهما للانتقادات الموجهة للفصائل خصوصا بعد وفاة الطفل محمد وهبة، إلا أنّه دعا إلى التكاتف الشعبي والفصائلي وتبني استراتيجية تحرك مشترك من خلال تشكيل لجنة متابعة للضغط على المعنيين سعيا إلى تحقيق ما نصبو إليه من أهداف وعدم التصويب الخاطئ الذي لن يحلّ الأزمة".


البعد السياسي

 
و من جهته، حذّر عضو اللجان الشعبية في مخيمات الشمال أبو فراس موسى من خطورة المخططات الخارجية ضد الشتات، مبينا في تصريحات لـ"عربي21" أنّ "الأزمة التي يكابدها الفلسطينيون في لبنان تحمل بعدا سياسيا ولذلك يصعب أن تتراجع الأونروا عن خطواتها التراجعية في أدائها وخدماتها"، مشيرا إلى أنّ "الوضع الإنساني للاجئين تضاعف سلبيا عمّا كان عليه سابقا منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية".

 

اقرأ أيضا : نظام الأسد يعتقل لاجئين فلسطينيين عادوا طوعا.. لماذا؟


و أكد أنّ سياسات ترامب "تهدّد حياة وصحة اللاجئين الفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى منذ زمن النكبة، وتحديدا بالنسبة لفلسطينيي سوريا الذين يُعدون الخاسر الأكبر في ما يتم الإعداد له ضمن صفقة القرن".


وحمّل الأونروا مسؤولية "متابعة ورعاية أوضاع الفلسطينيين في مناطق الشتات"، داعيا إلى أن تلعب الدولة اللبنانية دورها أيضا عبر ضغط لبناني-فلسطيني مشترك و "تدخل مباشر من رئاسة الجمهورية بالتوازي مع ما يجب أن تبذله منظمة التحرير من جهد مسؤول لإعادة الأونروا إلى سياقها الطبيعي".


وكشف عن حالات صعبة لأطفال فلسطينيين يتواجدون في مشافي الشمال لا سيما مشفى السيدة، يعجز ذووهم عن تسديد الفواتير الباهظة التي تفوق قدراتهم، قائلا: "هذه الحالات أشبه بالموت النفسي، أقسى من الموت السريري".


ورأى أن التضييقات الحاصلة تصب في خانة "مشروع تهجير للفلسطينيين في الشتات خصوصا أن صفقة القرن تم تأجيل تفعيلها إلى بداية العام بناء على مطلب ترتيبي من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وذلك لتعرضه لمحاكمة بقضايا فساد"، لافتا إلى أن "الصفقة تتطبق في مناطق معينة وتحديدا في بعض دول الخليج التي تطبع مع الكيان الإسرائيلي".


و حول دور الفصائل في الدفاع عن حقوق المخيمات واللاجئين، قال: "المسألة لا تقع في عهدة الفصائل بقدر المسؤولية الملقاة على عاتق الدولة اللبنانية ووكالة الأونروا"، متابعا: "الفصائل تتحرك في فعاليات احتجاجية ضد تراجع وتقليصات خدمات الوكالة، غير أنّ المعالجة يجب أن تتم وفق آليات متعددة للسلطة الفلسطينية دور هام فيها من خلال طرح القضية بقوة في الأمم المتحدة".

 

 

#لبنان
جنازة الطفل الفلسطيني "محمد وهبة" الذي توفي بعد أن رفضت مستشفيات لبنانية في طرابلس استقباله لعدم قدرته على تأمين مصاريف العلاج! pic.twitter.com/EYeeFJEV7B