حول العالم

5 مشايخ يدخلون السينما.. إلى أين يصل دعاة السيسي؟

مراقبون رأوا بموقف المشايخ هدما لبعض الثوابت، وحثا للمصريين للانفتاح على عروض السينما التي يغلب عليها مؤخرا الرقص المبتذل والعري
أثار إعلان خمسة من مشايخ الفضائيات المصرية ذهابهم لإحدى دور السينما بالقاهرة لمشاهدة فيلم "الضيف"، للكاتب المثير للجدل بنظرته للإسلام إبراهيم عيسى، الانتقادات والتساؤلات حول دلالات الحدث، وما طرأ على المشايخ من تغيرات بظل حكم النظام الحالي.

مجموعة من المشايخ التي تظهر عبر برامج فضائية "dmc"، يتزعمهم خالد الجندي، صاحب الفتاوى المثيرة والداعم لرأس النظام عبدالفتاح السيسي، بجانب المشايخ رمضان عبدالمعز، وأشرف الفيل، ورمضان عبدالرازق، ورمضان عفيفي، في تجربة وصفوها بـ"الرحلة التنويرية التثقيفية"، وبدعوى أن الفيلم يتحدث عن الحجاب.

مراقبون رأوا بموقف المشايخ الخمسة هدما لبعض الثوابت، وحثا للمصريين للانفتاح على عروض السينما التي يغلب عليها مؤخرا الرقص المبتذل والعري ومشاهد الإثارة الجنسية.

وحرصت "dmc"، التابعة لجهات سيادية على نقل الحدث وتصوير المشايخ وأخذ كلمة منهم أمام السينما، لتعرض ببرنامج "لعلهم يفقهون"، الذي تابع فيه المشايخ مساء الخميس، عرضهم وتحليلهم للفيلم وإشادتهم بصناعه وكاتبه، رغم أنه بنهاية الفيلم ينجح بطلها بإقناع بعض الفتيات بخلع الحجاب.

ومن أمام قاعة السينما ظهر الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بملابس كاجوال وقال: "أنا جاي السينما أستمتع، أنا مبسوط وفرحان وبحمد ربنا عشان أنا شيخ"، و"بشكر ربنا إنه بيمتعني بديني، وأن معنديش عقد، ومفيش على رأسي بطحة"، و"الفن والدراما من أدوات تجديد الخطاب الديني"، و"لو كان هناك مشاركة حقيقية لصناعة الوطن والحضارة وتجديد الخطاب الديني، إحنا جينا السينما نعلن أننا مع الفن والدراما طالما لصالح الوطن".

وربط رمضان عبد المعز، في المقطع نفسه بين حضوره للفيلم والدين،  وقال: "الحكمة ضالة المؤمن"، ولابد أن يكون واسع الاطلاع ويسمع الرأي الآخر، ولا ينتقد شيئا أو يمدحه دون أن يراه، وأضاف: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"، موضحا "يعني الحاجة الحلوة نشوفها والوحشة نغض بصرنا".


وفي الاستوديو، أكد الشيخ أشرف الفيل، أن الشيخ الجندي أقنعه بالذهاب للسينما، بدعوى أن ما ينشر بالإعلام يرد عليه بالإعلام، وأن "الفيلم يتحدث عن سيدات خلعوا الحجاب بنهاية الفيلم، فلنر الموضوع ثم ندرسه دراسة علمية ونرد على المسائل الفقهية التي تخصنا".


الفتنة كبيرة


وفي تعليقه قال الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور ياسر محمد: "هذه فتنة عمياء تصيب الإنسان بدينه وهؤلاء المشايخ باعوا دينهم  وآخرتهم بدنيا غيرهم"، داعيا المسلمين بألا يغتروا بما يقول أو يفعل هؤلاء، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من هؤلاء الناس الذين هم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها".

الأكاديمي الأزهري، أضاف لـ"عربي21"، أن هذا الأمر في زمن الانقلاب أصبح لا يقتصر على الإعلاميين والصحفيين والمثقفين، بل تعداهم إلى الدعاة والمشايخ، مؤكدا أن هدف المشايخ الخمسة من الظهور بالسينما والدعاية لها؛ هو فتنة للناس والتلبيس عليهم وتمييع المفاهيم والأسس والقواعد".

ويرى أن "الخوف، والرعب، والمال، والمنصب، أو العصا والجزرة جميعها سبب لما حدث من تغييرات طرأت على مشايخ بظل حكم النظام الحالي"، مضيفا: "هنا الكارثة أكبر بكثير من فتوى قد نقول هناك خلاف فقهي، فحضور نخبة مشهورة إعلاميا وأزهرية فيلم سينمائي، هو سابقة تقودنا للأسوأ".

 وأكد أن "الفساد الديني والأخلاقي منتشر بين كثير ممن يحملون الدكتوراة، وبعضهم يريد مكاسب دينية وسياسية دنيوية، ولذلك فالأمر ليس هين والفتنة كبيرة".

ليس كل أزهري عالم


من جانبه تحفظ الباحث السياسي عبدالله النجار، على وصف الجندي ومن معه بأنهم من علماء الأزهر، قائلا: "ليس كل مرتدٍ للزي الأزهري عالما، وليس كل خريج بالأزهر داعية، وليس كل إمام وخطيب من العلماء الثقات"، مؤكدا أن "علماء الأزهر الحقيقيين، هم أكبر وأجل من أن يضعوا أنفسهم مواضع الشبهات".
.

النجار أضاف لـ"عربي21": "شاهدت فيديو الجندي وزملائه يتحدثون أن ذهابهم للسينما خدمة للوطن وللدين؛ ولا أدري أي خدمة للدين يقدمونها بمشاهدة فيلم"، مؤكدا أن "الأمر، أقرب لدعاية لفيلم أخذوا ثمنها وباعوا دينهم بدراهم معدودة".

وانتقد الباحث المصري، تبرير أحدهم ذهابه للسينما بقول الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، ثم يشرح حينما نرى شيئا يستحق غض البصر فإننا نغض بصرنا، واصفا حديثه بأنه "إسفاف وإفتئات على الدين ونصوص القرآن".

وتساءل: "ما شأن مشايخ بما يحدث بالسينما؟ وهل إذا ذهب سيشاهد محجبات ومنقبات؟"، مجيبا بقوله، "إنهم يعلمون أنهم ذاهبون لرؤية مناظر محرمة، مع ذلك ذهبوا ودعوا الناس للذهاب"، نافيا قدرتهم على القول ببرنامجهم إنهم شاهدوا عريا وفسقا، وأنه يحرم على المسلم مشاهدته".

أُغلقت المساجد والشيوخ بالسينما


وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أثار مشهد العلماء بالسينما الغضب، وانتقد الدكتور مصطفى جاويش، قول الجندي: "أنا جاي أستمتع، أنا مبسوط وفرحان وبحمد ربنا، والدراما مهمة بتجديد الخطاب الديني".


وحول ربط الجندي، بين مشاهدة الفيلم والدين؛ تعجب الصحفي أحمد شعراني، بقوله: "يقصد أنه نازل يتفرج على فيلم بنية الدين، وقال شكرا يا رب إنك بتمتعني بديني".


وعلق الناشط محفوظ عبدالحليم، بقوله: "أُغلقت المساجد وذهب الشيوخ للسينما؛ ثم يتحدثون ببجاحة متناهية عن الفكر الديني".