سياسة عربية

استقالة جديدة بالائتلاف السوري هذه المرة رئيس دائرته القانونية

هيثم المالح كان يشغل رئيسا للدائرة القانونية في الائتلاف السوري- تويتر

يشهد الائتلاف السوري تصدعا جديدا، مع استقالة جديدة لشخصية معارضة كبيرة، وسط خلافات داخلية تعود للواجهة، بعد استقالات مماثلة شهدها العام الماضي.

وأكد رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف السوري هيثم المالح، لـ"عربي21"، السبت، تقديم استقالته من الائتلاف السوري، متحدثا عن "محاولات لتهميشه وإقصائه"، من قيادات داخل الائتلاف الوطني. 

وعن سبب استقالته، أوضح المالح، أن ذلك يعود إلى أن الائتلاف المعارض بات "غير منضبط"، ويحتاج إلى إصلاح، وأنه بات يشعر أنه يغرد وحيدا خارج السرب، وفق تعبيره.

وسبق أن شهد الائتلاف السوري سلسلة استقالات العام الماضي في شهر نيسان/ أبريل، أبرزها استقالة العضو البارز في الائتلاف جورج صبرا، وكلا من القيادي سهير الأتاسي وخالد خوجة. 

وعادت التصدعات لتضرب الائتلاف من جديد، مع استقالة المالح، الذي يعد من بين أبرز الأعضاء داخله.

وقال المالح إنه يتوقع استقالات مماثلة قد تضرب الائتلاف بسبب ما قال إن القيادات التي تحمل جنسيات أجنبية تتصدر المشهد، ولا تريد أن ينافسها أحد آخر، وسط تجاهل لمطالب الإصلاح، وفق قوله.

وأضاف: "أنا رجل قانون ومحامي منذ 60 عاما، وهذه مهنتي، إلا أنني أشعر بأن الائتلاف ضد القانون، ولا يريد أن يستمع لأهله".

وأوضح أنه أعد صفحات عدة من أجل إصلاح الائتلاف، وبعض الملفات القانونية بصفته رئيسا للدائرة القانونية في الائتلاف، إلا أنه تم "تجاهلها كلها"، وقال إن القيادت لا تريد أن تنظر إليها، مضيفا: "كل شيء عن طريقي لا يؤخذ به"، واصفا القيادات داخل الائتلاف بأنها "خاطئة وفاشلة".

وشدد على حاجة الائتلاف للإصلاح، مشيرا إلى أنه بات يفقد شرعيته بيده، لا سيما بعد أن أدخل منصتي موسكو والقاهرة، ومخالفة قيادات مثل الجربا لقرارات الهيئة العامة للائتلاف ورضاه بالمنصتين، وكذلك معاذ الخطيب الذي كان لا يريد أن يحاسب أحدا، ولا يريد أن يعمل وفقا للقانون. 

 

اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21":مقترح لنشر قوات "تيار الغد" على حدود تركيا


وانتقد أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، يوظف مفاوضين أقوياء على عكس الائتلاف السوري، الذي رأى أنه يوظف أشخاصا لا علاقة لهم بالتفاوض، وليسوا على قدر من الكفاءة لتحمل هذه المسؤولية.

في المقابل، نفى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري، يحيى مكتبي، في حديثه لـ"عربي21"، الأنباء التي تتحدث عن استقالته كذلك، وعن استقالة المالح، قال: "هو قامة وطنية سورية كبيرة، وأي مكان يشهد تواجده فيه فإنه يشكل إضافة نوعية، ومكسبا".

وأوضح موقف الائتلاف السوري من استقالة المالح، قائلا: "نشعر بالأسف بسبب قراره الاستقالة، ولا يمكن أن نتمنى بأن يحصل ذلك، تحت أي ظرف".

وأقر بأن "هناك خلافات داخل الائتلاف السوري بلا شك"، ولكنه اعتبر أنه كان يمكن تجاوزها دون اللجوء إلى الاستقالة، معتبرا أن القرار كان متسرعا من المالح، معبرا عن تطلعه بأن يعود المالح عن الاستقالة.

وكشف لـ"عربي21"، عن أنه قد يكون هناك فرصة للحديث مجددا مع المالح من أجل دفعه للعودة عن الاستقالة، مشيرا إلى أنه وفق ما يلمسه داخل الائتلاف السوري فإنه يمكن القول بأنه لن يشهد استقالات مماثلة في الوقت الحالي.

وبشأن مطالب الإصلاح التي يطالب فيها المالح، أوضح مكتبي، بأن هذا الأمر مستمر، وموجود دائما، ولا يتبناه أحد بمفرده، بل هو توجه مجمع عليه داخل الائتلاف، وغير محصور بأحد، ويجب أن يستمر.

وأكد أن الائتلاف السوري يشهد ضخ دماء جديدة، كاشفا عن أنه شهد خلال العامين الماضيين دخول نحو 35 شخصية جديدة.

وشدد على أن الائتلاف السوري يعد تجمعا لقوى سياسية وعسكرية معارضة وتركمانية والكيانات المشكلة للمجلس الوطني السوري، والإخوان المسلمين والمجالس المحلية والمجلس الوطني الكردي ومكونات أخرى موجودة فيه، وهذا ما يعزز من أهمية الائتلاف ويجب التركيز عليه.

ولكنه أكد أن الائتلاف يشهد إشكالات ووجهات نظر مختلفة، ولكنه اعتبر أن الأمر طبيعي، ويجب أن يستمر الإصلاح.

وختم بالقول: "نتأمل أن يتجاوز الائتلاف السوري الإشكالات التي يشهدها، وأن يستمر بالسعي نحو تحقيق حل سياسي، وما يرضي الشعب السوري ويحقق طموحاته في ظل الأوضاع السياسية والعسكرية الحالية".