سياسة عربية

سجين سابق عند "قسد" يروي تفاصيل مروّعة عن اعتقاله

قوات سوريا الديموقراطية كانت تمارس التعذيب الشديد بحق المعتقلين- جيتي

لا تختلف سجون قوات سوريا الديموقراطية، "قسد" الأمنية عن سجون النظام، حيث تشهد سجونها، ولاسيما الأمنيّة واقعا مزريا وفق شهادات ناشطين وعدد من السّجناء السّابقين، وسجن أبو غزالة (عايد) والمركز الصحي والمحمودلي (شمال الطبقة) وسجن ولات داود في شارع المنغية في مدينة صغيرة (الطّبقة) نموذج لهذه السّجون، وفق النّاشط مهاب النّاصر.


وقال الناصر في حديث لـ"عربي21" إنّ الواقع "الفاسد" في سجون الاستخبارات التّابع لـ"قسد" يبدأ من "لحظة الاعتقال حيث تحمل الاعتقالات صفة أمنيّة لأشخاص غالبيتهم أبرياء".


ومن هؤلاء، سجين سابق لدى "قسد" طلب من "عربي21"، عدم الكشف عن هويته، وقال: "بعد خروج تنظيم الدولة من الرقة زرتها قادما من أعزاز شمال حلب، وبناء على نصائح الأصدقاء ذهبت بنفسي لقسد وأخبرتهم أنّي أعمل في مطبخ لإحدى الكتائب في أعزاز، فاعتُقِلت مباشرة، وسجنت ثلاثة أيام في سجن بشارع المنغية في منزل يعود لآل العقربوسي الذي اتخذته قسد مقرا وسجنا، ونُقلت بعدها إلى سجن أبو غزالة، نسبة لسجان يدعى أبو غزال في منطقة عايد وتعرّضت لظروف اعتقال قاسية".


ووفق شهادته، فإنه احتجز في سجن يشمل 6 زنزانات اعتقال إفرادي، و 3 غرف، ويضم في الغرفة 70 شخصا رغم أنّ مساحتها لا تتجاوز 4×8، والثّانية 4×4 فيها 35 معتقلا، والثّالثة عبارة عن مطبخ فيه 30 معتقلا. 


وأضاف أن "هناك سجونا كبيرة عدا سجن أبو غزالة الذي اعتقل فيه عبد الحنان، ففي مدينة الطبقة وحدها (كما ذكرنا) أكثر من سجن حسب ناشطين وسجناء. يذكر أنّ أغلب السّجون في الطبقة بيوت سكنيّة أو دوائر حكوميّة تمّ تعديلها لتكون سجنا".


ولا تخضع سجون "قسد" لأيّة رقابة حيث تمارس شتّى صنوف التّعذيب النّفسي والجسدي وتنتهي عدد من حالات التّعذيب بالموت أو أمراض مزمنة ومن ذلك مقتل "حابس البليخ " من أهالي بلدة المنصورة بريف الرّقة في سجونهم بناحية المنصورة التّابعة لمنطقة الثّورة (الطبقة) بعد اعتقاله بسبب الاحتجاجات التي حصلت في المنصورة قبل أيّام، حسب ما أكّده النّاشط مهاب.


ومازال السجين السابق يعالج بمشفى أعزاز رغم مرور عام ونصف على خروجه من السّجن.


وأكد النّاشط مهاب أنّ "التّعذيب يشمل الشّبْح والاعتداء على المناطق الحسّاسة حيث يحرقون العضو الذكري للسجين بلفافات التّبغ"، فيما يقول عبد الحنان: "بقيت بعد تعذيبي الفظيع في اليوم السادس لاعتقالي 10 أيام يأخذونني للتواليت، ويساعدونني بخلع ملابسي فلا أستطيع تحريك يدي ورجلي من شدّة الضّرب، ومن أساليب التّعذيب وضع زاوية حديد بالأرض وإجلاس السجين جاثياً على الرّكب ورفسهم. وكذلك الضّرب بأنابيب المياه البلاستيكية القاسية".


ولا يقتصر التّعذيب على النّاحية الجسديّة، فالتّعذيب النّفسي يبدأ من اللحظة الأولى كما ذكر الجيين السابق لـ"عربي21" حيث يقوم عناصر "قسد" "بسبّ الذّات الإلهية وشتم النّبي صلى الله عليه وسلم استفزازا للعرب السّنّة"، لافتا إلى أن "السّجون غير مجهزة لاستقبال الأعداد الكبيرة، حيث أنهم لم يكونوا يستطيعون النّوم استلقاء، وعدد منهم يضّطر للبقاء واقفا".


وما يزيد الأمور سوءا، وفق قوله، هو "انتشار الرّشوة والمحسوبيّة حيث لا محاكمات، ولا رقابة على السّجون، فيذكر أنّه اعتقل 23 يوما دون محاكمة، وأطلق سراحه بعد وساطات بدعوى أنّه لم يؤذِ أحدا".


وأكد مهاب الناصر، أن "القيادات معظمها من عين العرب، وهناك عناصر من الطّبقة والرّقة"، فيما قال عبد الحنان إن "القائمين على السّجون يتعاطون حبوب الترامادول والسوتوفيد المخدرة".


ولم يغب الأطفال عن المشهد، فقد أكد السجين السابق: "اُعتقل معي ابنا أخي 13 و14 سنة وخرجنا معا". وتصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الاعتقالات الأمنيّة التي تقوم بها قوّات سوريا الدّيمقراطيّة.


ويُحَمِّل كثيرون الاعتقالات أبعادا أخطر من العامل الأمني، يقول محمد حجازي نائب رئيس المجلس الثّوري للرقة لـ"عربي21" إن "التّحالف يسمح لهذه الميليشيات بالقيام بهذه الممارسات في مدينة الرقة لإفراغها من سكّانها وجلب الأكراد أي إن هناك عمليّة تغيير ديموغرافي".


ويزداد الغضب الشّعبي من تصرّفات "قسد"، لكنّ الشّعب بين سندان "قسد" ومطرقة النّظام. وتعبّر المظاهرات التي تزداد وتيرتها عن هذا الرّفض والاحتقان آخرها مظاهرات مدينة الطّبقة الرّافضة للنظام السّوري و "قسد"، وفقا لحجازي.


 وفي هذا يقول مهاب: "مظاهرات الطّبقة مميزة، وأرسلت قسد تهديدات بشكل مباشر وغير مباشر للأهالي".


وتوثّق جهات عدّة ممارسات "قسد" عموما، والتجاوزات في السجون خصوصا لكنّها تبقى دون محاسبة، فـ"قسد" وفق حجازي "ميليشيا وليس دولة، وبالتالي المحاسبة القانونيّة تكون لأشخاص هذه الميليشيا".