ملفات وتقارير

تصاعد خلاف "تحرير الشام" و"حراس الدين" هل يصل لمواجهة؟

"تحرير الشام" تسيطر على غالبية إدلب السورية- جيتي

برزت مؤخرا بوادر مواجهة عسكرية بين "هيئة تحرير الشام" وتنظيم "حراس الدين" الذي يتبع لتنظيم القاعدة في الشمال السوري، حيث سجل تراشق بالتهم بين الجانبين، وسط خلافات طفت إلى السطح حول أسلحة متنازع عليها.

وسرعان ما بدت الخلافات المتراكمة بينهما قد بلغت نقطة اللاعودة، وذلك على خلفية رفض تنظيم "حراس الدين" الدخول في غرفة عمليات عسكرية شاملة وموحدة لكل التشكيلات العسكرية المنتشرة في إدلب وريفها.

وكانت أنباء قد ترددت عن تقديم قيادة "الهيئة" عرضا لـ"حراس الدين" بالانضمام إلى المجلس العسكري الذي يتم العمل على تشكيله بالتنسيق مع "فيلق الشام" المدعوم تركيا، الأمر الذي رفضه تنظيم "حراس الدين"، واصفا العرض بـ"المشاريع التي تقتل الروح الجهادية في النفوس".

 

مواجهة متوقعة


وفي هذا الصدد، اعتبر الصحفي إبراهيم إدلبي، أنه "لدى النظر إلى ما جرى سابقا، وما يجري حاليا من خلافات وانشقاقات داخل الهيئة وذهاب المنشقين باتجاه حراس الدين، فإن المواجهة قريبة ومتوقعة".

وقال في حديثه لـ"عربي21" إن التغيرات السياسية التي تبديها "الهيئة" أحدثت شرخا في علاقاتها مع "حراس الدين"، مؤكدا أن الأخيرة بصدد إعادة هيكلة نفسها، للاستقلال بشكل تام عن قرار النصرة التي ما زالت موجودة داخل بعض مفاصل "الهيئة".

وأضاف أن "الليونة التي تبديها قيادة "الهيئة" لم تعجب "حراس الدين" الذي يعتبر صندوقا للمقاتلين الموالين لفكر القاعدة".

 

اقرأ أيضا: فصيل معارض في إدلب يعلن رفضه الاتفاق الروسي التركي

وأبعد من ذلك، أنه ذهب إدلبي إلى اعتبار أن قتال "الهيئة" لـ"حراس الدين" بمنزلة الفرصة التاريخية أمام الجولاني زعيم "الهيئة"، وقال إن "قتال الهيئة سيثبت للأطراف الضامنة لمحادثات أستانا، أنها لم تعد فصيلا متطرفا".

ورأى إدلبي، أن قتال "حراس الدين" سيعطي "الهيئة" فرصة للظهور بمظهر الفصيل المعتدل.

ومتفقا مع إدلبي، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد أديب عليوي، أنه في حال تم الاستمرار في تنفيذ المخطط القادم لإدلب دون عوائق، فإن القتال بين "الهيئة" و"حراس الدين" قادم بكل تأكيد.

وقال لـ"عربي21": "إن كل الجهود الحالية الإقليمية منصبة على قسم "الهيئة" إلى قسمين، الأول قسم معتدل يقوده أبو محمد الجولاني، وقسم متطرف يذهب باتجاه "حراس الدين".

وأضاف عليوي أن تعامل تركيا مع المعتدلين من "الهيئة" ليس بجديد، حيث بدأ مع تأسيس أول نقطة مراقبة تركية في محيط إدلب، موضحا: "كان تأسيس نقاط المراقبة بالتنسيق مع المعتدلين داخل الهيئة، وهذا الأمر واضح".

ولفت في السياق ذاته، إلى استقالة شرعي "الهيئة" أبي اليقظان المصري، وعلق بقوله أنها تعد "الخطوة الأولى باتجاه المواجهة، وضمن هذه الظروف والمعطيات فإن الصراع قريب".

 

اقرأ أيضا: ما دلالة استقالة أبي اليقظان شرعي "تحرير الشام" بإدلب؟

وبعيدا عن الرأيين السابقين، استبعدت مصادر محلية حدوث مواجهة عسكرية بين "الهيئة" و "حراس الدين" بسبب التحالف القديم ما بينهما، حيث كان الأخير أحد التشكيلات المنضوية في "جبهة النصرة سابقا".

وينتشر تنظيم "حراس الدين" الذي أعلن عن تشكيله في الربع الأول من العام الماضي، من تشكيلات موالية لفكر القاعدة، منها جند الشريعة، وجيش الملاحم، في ريف إدلب الغربي، بجسر الشغور ومحيطها، وريف إدلب الجنوبي بمورك، وفي الساحل السوري.