صحافة إسرائيلية

تقدير استخباري سنوي بإسرائيل يستعرض التحديات والتهديدات

التقدير قال إن هناك مخاطر من اندلاع مواجهة عسكرية في غزة- جيتي

أصدر جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" تقديره للعام الجاري من خلال إجراء مسح ميداني لأهم تطورات الجبهات الساخنة المحيطة بإسرائيل، وفرص اندلاع مواجهة هنا وهدوء هناك.


وقال يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أن "التقدير الاستخباري الإسرائيلي أكد عمل إيران على زيادة تواجدها العسكري في العراق، بعد أن أجرت تغييرا في تمركزها الميداني داخل سوريا، وباتت تبتعد عن الحدود الإسرائيلية شرقا وشمالا".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هناك مخاطر من اندلاع مواجهة عسكرية في غزة، من خلال تنفيذ عمليات مبادر إليها من خلال الأنفاق القتالية، وهناك احتمال بأن تبادر حماس لتنفيذ هجمات محدودة لا تتسبب بحرب واسعة مثل اختطاف جنود".


وأشار إلى أن "هذين الحدثين هما اللذان سيطرا على التقدير الاستخباري السنوي لهذا العام، كما أنه تم تقديمه إلى هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أوائل فبراير".


وأوضح أن "الإنذار الأساسي لجهاز الاستخبارات حذر من مغبة نشوب مواجهة في الساحة الفلسطينية، التي ما زالت موضوعة على الطاولة منذ سنوات، وبين عام وآخر تزداد التقديرات بشأنها من إمكانية الانزلاق إلى اجتياحات ميدانية داخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وهي الجبهة التي حظيت بهدوء نسبي في ظل "الجزرات" الاقتصادية التي قدمتها إسرائيل للسلطة الفلسطينية".


وأشار إلى أن "اعتبارين مهمين يؤثران على الساحة الفلسطينية، أولهما، الوضع الصحي غير المستقر للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وثانيهما، خطة السلام الأمريكية للرئيس دونالد ترامب، التي سيتم عرضها وفق كل التقديرات بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية المقررة في أبريل".

 

الكاتب في صحيفة هآرتس يانيف كوفوفيتش ذكر أن "الجيش يعمل وفق توصيات المستوى السياسي بإعطاء أولوية للجبهة الشمالية قدر الإمكان، بسبب أذرع إيران العاملة في سوريا، وجهودها المتواصلة لمنح حزب الله قدرات عسكرية بصواريخ أكثر دقة، لكن الهدوء الذي عاشته ساحة قطاع غزة في الشهور الأخيرة مؤقت ليس أكثر".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "رئيس الأركان الجديد الجنرال أفيف كوخافي، أوصى بإبداء المزيد من الجاهزية والاستعداد حول القطاع لإمكانية حدوث تصعيد في الأشهر القادمة أو في فصل الصيف".


وأوضح أن "التقدير السنوي الاستخباري الإسرائيلي يتحدث عن إمكانية حدوث هجوم فلسطيني مبادر إليه من ساحة غزة، قد تشمل عملية برية، من أجل استدراج إسرائيل لمواجهة قتالية صعبة تستمر عدة أيام، في نهايتها تحقق حماس مطالبها بالتسهيلات الاقتصادية لغزة من الحكومة الإسرائيلية، بجانب استمرار ضخ الأموال القطرية بصورة شهرية، وتوسيع مساحة الصيد إلى 12 ميلا بحريا".


وشرح قائلا: "المقصود هنا عملية عسكرية فلسطينية محدودة جدا، دون أن تشمل اختطافا أو هجوما قد يخرج إسرائيل عن طورها، وفي هذه العملية قد تستعين حماس بأحد أنفاقها التي اجتازت الحدود الإسرائيلية بهدف تسلل المقاتلين للجدار الحدودي على الجبهة الشمالية".


وأضاف أن "هناك مخاوف إسرائيلية من نشوب حرب ما، في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية داخل سوريا الأمر الذي قد يزيد خطورتها في العام الجاري، مع ردود إيرانية متوقعة على استهداف مواقعها العسكرية ومخازن أسلحتها في سوريا".

 

الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري أمير بوخبوط، قال إن التقدير الاستخباري أورد ما قال إنها "جملة مؤشرات مقلقة لإسرائيل من بينها الرد الإيراني الأخير بقصف جبل الشيخ الشهر الماضي الذي يعتبر نموذجا مصغرا على ذلك، بجانب الحد من حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية بسبب حيازتها منظومة الدفاع الصاروخية إس300 التي منحتها روسيا للجيش السوري.


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هناك مؤشرا مقلقا ثالثا يتعلق بإعادة تأهيل الجنود السوريين بعد انتهاء الحرب الداخلية، لكن إسرائيل سوف تستغل أي فرصة سانحة لضرب هذه الأهداف، في الوقت الذي قد تتحول إلى قوة ضاربة فعالة بيد الجيش السوري".


وأشار إلى أن "الجبهة اللبنانية تشهد مواصلة الجيش الإسرائيلي استهداف التهديد الأرضي لحزب الله بعد انتهاء عملية درع الشمال لضرب أنفاقه، مع العلم أن شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية أبدت معارضتها للخروج إلى تلك العملية، وأوصت بالانتظار قليلا إلى حين التمكن من وضع اليد على كل المقدرات الأرضية للحزب".


وأضاف أن "الحزب قد لا يخرج للعمل ضد إسرائيل من جنوب لبنان فقط، فهناك هضبة الجولان التي سوف تشغل الجيش الإسرائيلي هذا العام، في ظل وجود ميليشيات إيرانية تزيد من انتشارها في المناطق التي أعاد الأسد سيطرته عليها من أيدي المعارضة، وهو ما يمكن أن يزيد من مستوى التوتر، ولذلك فإن توصية "أمان" أن يبدي الجيش مزيدا من الجاهزية والاستعداد للجبهة السورية".


وختم بالقول إن "السيناريوهات المعدة في التقدير الاستخباري السنوي تشير إلى أن الجبهة اللبنانية ساحة أساسية، والجبهة الفلسطينية في غزة ثانوية، في حين أن الجبهة السورية ستتم إعادة صياغتها من جديد، وتمثل جميعها تحديا للجيش الإسرائيلي".