صحافة دولية

قبل الانتخابات المحلية.. هكذا يخطط "يلدريم" لإسطنبول جديدة

قالت الصحيفة إن "إسطنبول عاصمة المشاريع العملاقة، وتحتاج إلى عمالقة من أمثال بن علي يلدريم"- الأناضول

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقابلة مطولة مع مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسةبلدية إسطنبول الكبرى بن علي يلدريم  في إطار الانتخابات المحلية التي ستُجرى نهاية الشهر الحالي.


وذكرت الصحيفة في حوارها، الذي ترجمته "عربي21"، إن بن علي يلدريم "لا ينظر إلى إسطنبول على أنها مدينة فحسب، وإنما يُشبّه إدارتها بإدارة دولة بأكملها، نظرا لقوتها السياسية والاقتصادية والثقافية التي تستمدها من موروثها التاريخي وموقعها الاستراتيجي، ويعتقد بن علي يلدريم أن إسطنبول تتمتع بقوة ونفوذ يفوق ذلك الذي تمتلكه العديد من الدول".


وأشارت الصحيفة إلى أن يلدريم، رئيس الوزراء ورئيس البرلمان السابق، "بدا واثقا خلال إجاباته حول المشاريع التي ينوي القيام بها في إسطنبول، وأجاب عن جميع الأسئلة التي يُمكن أن تشغل بال المواطن المقيم فيها، وسترتكز المشاريع بصفة أساسية على المجالات التكنولوجية والثقافية والعلمية".


وفي إجابته عن سؤال الصحيفة حول عمله السابق قبل عشرين سنة برفقة أردوغان في رئاسة بلدية إسطنبول، ذكر بن علي يلدريم أن "التجربة السابقة مختلفة تماما وكانت مليئة بالحماس وقلة الخبرة، ولم يكن هناك مسؤولية سياسية ملقاة على عاتقه كون أردوغان هو من كان يترأس البلدية، كما كانت البلدية تسعى لتلبية احتياجات الناس الأساسية مثل الهواء النظيف ومياه الشرب وغيرها، لتتحول إسطنبول من مدينة المشاكل إلى رمز اقتدت به بقية المدن والمحافظات".


وأشار يلدريم إلى أن "الحديث الآن عن بلدية إسطنبول يتمثل في تحقيق مشاريع الإصدار الرابع، حيث كان الإصدار الأول من إنتاج أردوغان قبل 25 سنة عندما عمل رئيسا لبلدية إسطنبول الكبرى، والعمل على تحسين البنية التحتية وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان، وتمثل الإصدار الثاني في إنشاء خطوط القطارات وتحسين المواصلات، أما الإصدار الثالث فتضمن مشاريع ضخمة من الجسور والأنفاق والقطار السريع والمطار الثالث".

 

اقرأ أيضا: انتخابات بلدية بثوب سياسي.. هكذا ينظر لها الأتراك


وأضاف يلدريم أن "الإصدار الرابع سيعمل على تحويل إسطنبول إلى مدينة ذكية، من خلال التقنيات التكنولوجية، لتحويلها إلى مدينة تعمل على مدار الساعة، مع ضرورة حل بعض المشاكل المتمثلة في الازدحام المروري وغيرها من خلال الذكاء الاصطناعي، والعمل على تحويلها إلى مدينة مُستدامة".


ونقلت الصحيفة حديث يلدريم عن المشاريع التي ينوي العمل عليها، و"على رأسها رفع حصة السكك الحديدية من المواصلات العامة في إسطنبول خلال السنوات الخمس القادمة، لتصل نسبتها إلى 48 بالمئة من مجموع المواصلات العامة، حيث تشكل حاليا السكك الحديدية 18 بالمئة فقط، تجدر الإشارة إلى أن زيادة السكك الحديدية والقطارات السريعة والخفيفة سيقلل 30 بالمئة من الازدحام المروري في المدينة، بالإضافة إلى العمل على زيادة سعة مواقف السيارات في المدينة".


ويقول يلدريم إن العمل "سيتركز أيضا في القسم الآسيوي من المدينة، من أجل توسيع رقعة الأماكن السياحية بدلا من تركزها في القسم الأوروبي من المدينة، وذلك من خلال إقامة مشاريع تجذب السياح إليها، بالإضافة للمراكز الثقافية والصناعية وغيرها، كما تتضمن المشاريع العمل على إنشاء طرق للمشاة وللدراجات الهوائية بالقرب من الينابيع في القسم الآسيوي، علاوة على العديد من الحدائق التي ستكون متنفسا للمقيمين في الجزء الآسيوي".


وعن طموحه بشأن صفات المدينة التي يسعى إلى أن تكتسبها إسطنبول، أوضح يلدريم أن "مدينة إسطنبول التي في مخيلته، هي مدينة مُنتجة وجميع جوانبها محاطة بالأشجار والعشب الأخضر، كما أنها مدينة آمنة لكل سكانها، وذكية أيضا"،

 

وأضاف أنه "سيعمل على تحقيق ذلك وفقا لأربعة عناوين رئيسية تتمثل في حل مشكلات البنية التحتية بصفة أساسية، وتسهيل عمل المستثمرين فيها، وزيادة إنتاجية ولاية إسطنبول، وجذب المزيد من السياح إليها، لتصبح بذلك من المدن الرئيسة في العالم".


وأوردت الصحيفة حديث يلدريم حول "مشروع إعادة بناء المنازل والمباني الآيلة للسقوط أو المهددة بالسقوط في حال حدوث هزة أرضية، حيث ذكر يلدريم أن العمل قد بدأ على إعادة بناء بعض المباني المهددة، غير أن العملية تحتاج إلى تعاون كبير بين البلدية والمواطنين والجهة المنفذة، من أجل ضمان حقوق المواطنين، وحمايتهم كذلك من خطر الهزات الأرضية، من خلال إعادة إنشاء منازلهم ومبانيهم لتصبح مضادة للزلازل".


وأشار إلى أن "إسطنبول تضم أعدادا كبيرة من المقيمين الأجانب، لا سيما من السوريين، لكن هذا الأمر ليس بالغريب، وهو يُشبه تماما الحالة التي كانت عليها ألمانيا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما تواجد عدد كبير من الأتراك في برلين، واليوم، يلجأ السوريون، هربا من الموت والحرب، إلى تركيا التي فتحت أبوابها لهم واستضافتهم".


واعتبر يلدريم أن كل "أجنبي في تركيا هو سفير لها، حيث يتعلم اللغة التركية، وسيتوجه إلى دولته بعدما تستقر الأوضاع فيها، وقد عاد فعليا أكثر من 300 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم، والأعداد ستزداد إذا تم تشكيل منطقة آمنة في شرق الفرات، كما أن اللاجئين والأجانب المقيمين في إسطنبول هم مُنتجون ويعملون، وأي شخص منهم يحاول تعكير الأجواء العامة في إسطنبول يُقطع الطريق أمامه على الفور وتُتخذ الإجراءات اللازمة بحقه".


وفي الختام، أضافت الصحيفة أن "إسطنبول عاصمة المشاريع العملاقة، وتحتاج إلى عمالقة من أمثال بن علي يلدريم لقيادتها إلى الأمام".