حول العالم

للمرة الأولى في غزة.. خطبة الجمعة بلغة الإشارة للصّم (صور)

يقدر عدد المصابين بالصم وفقا لبيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني بنحو 15 ألفا في قطاع غزة- عربي21

بأجواء عامرة بالإيمان، شهد مسجد الفاروق في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، أول خطبة في يوم الجمعة بلغة الإشارة، ليتسنى لذوي الإعاقة السمعية مشاركة المصلين في تعلم مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف.

المبادرة التي أطلقها الشاب إسماعيل الديراوي، جاءت بعد أن شعر بحاجة هذه الفئة لاهتمام من قبل الجهات المختصة في وزارة الأوقاف، نظرا لما يعانيه الصُّم من صعوبة في فهم وإدراك ما يلقيه خطيب المسجد من حديث فأثناء خطبة الجمعة.
ي 
فكرة المبادرة

ويضيف الديراوي لـ"عربي21": "جاءت الفكرة حينما قابلت بالصدفة عددا من الصُّم يواظبون على حضور خطبة الجمعة، ولكنهم يجلسون بشكل منعزل عن بقية المصلين، ويحاولون التفاعل كما يفعل المصلون مع ما يلقيه الخطيب من دروس دينية في أثناء الخطبة، إلا أن هذا التفاعل يكون مرده قراءة ملامح الحضور، دون أن يفهموا ما يدور من أحداث يلقيها الشيخ على المنبر".

وتابع الديراوي: "هذا الأمر دفعني للتفكير باقتراح لتوفير شباب قادر على ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة في أحد مساجد المنطقة، وبعد التواصل مع الجهات المعنية في وزارة الأوقاف، تمت الموافقة على المبادرة، ليكون يوم الجمعة من كل أسبوع في مسجد الفاروق مخصصا لذوي الإعاقة السمعية".

ويشير الديراوي إلى أنه "تم إطلاق مادة إعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي ليتسنى للصُّم مشاهدتها، تتضمن تفاصيل تتعلق بمكان وتوقيت تجمعهم في المنطقة الوسطى التي تضم كلا من دير البلح، والزوايدة، والنصيرات، والبريج، والمغازي، لنقلهم إلى المسجد ذهابا وإيابا".

ويطلق مصطلح (لغة الإشارة) كوسيلة للتواصل غير الصوتية لذوي الاحتياجات الخاصة سمعيا (الصُّم)، وصوتيا (البُكم).

ويقدر عدد هذه الفئة وفقا لبيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني بنحو 15 ألفا في قطاع غزة، جزء منهم عانوا منها منذ الولادة، والقسم الآخر جاء نتيجة الصدمات النفسية التي تسببت بها الحروب الأخيرة على غزة بفعل أصوات الصواريخ والقذائف القوية.

ترحيب واسع

من جانب أخر يشير يحيى أبو مزيد، رئيس رابطة المساجد في المنطقة الوسطى وممثل وزارة الأوقاف، أن "عدد الحضور من الصُّم في الجمعة الأولى لهذه المبادرة بلغ 40 مصليا، وقد وصلت إلينا الكثير من الرسائل لعائلات يعاني أبناؤهم من معضلة السمع بشكل كلي أو جزئي، مبدين رغبتهم في حضور الجمعة القادمة".

وأضاف أبو مزيد، أن "حجم التفاعل مع المبادرة سواء ممن حضروا الخطبة أو من قبل العائلات يشير إلى نجاح الفكرة، ونأمل أن يتم تعميمها لتكون متاحة أمام عدد أكبر من المساجد في محافظات القطاع الخمس".

وتابع: "حينما أعلنا عن إطلاق هذه المبادرة، تطوع الفتى محمد الغول من مدينة غزة ليكون متفرغا لترجمة ما يلقيه الخطيب بلغة الإشارة، دون أن يضع شروطا تتعلق بتوفير المواصلات أو الحصول على مكافأة مادية".

رغم قلة الإمكانيات التي تعاني منها غزة، إلا أن جمعيات ومؤسسات خيرية رسمية وأهلية ودولية، نجحت خلال السنوات الماضية بإطلاق مبادرات لدمج الصُّم في المجتمع، كان أبرزها مبادرة مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية القطرية في العام 2012، لتدريس المصحف الإشاري للطلبة الصُّم في المرحلة الثانوية، تمهيدا للانطلاق بهذه الفئة نحو تعليم تفسير القرآن الكريم لمجتمع الصم كافة في قطاع غزة.

أما على المستوى الرسمي، فقد ألزمت الحكومة في غزة الوزارات والدوائر الحكومية بتوظيف 5 بالمئة من عامليها ليكونوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، التزاما بقانون العمل الفلسطيني رقم (4) لسنة 2000.