ملفات وتقارير

ما حقيقة الضغوط الواقعة على الأردن بشأن صفقة القرن؟

مدن أردنية شهدت مسيرات تأييد للموقف الرسمي- صحيفة الغد الأردنية

تصاعد الحديث عن ضغوطات تمارس الأردن، للقبول بـ"خطة السلام الأمريكية"، أو ما بات يعرف بـ"صفقة القرن"، والتي لم يكشف عنها حتى الآن، وكشف العاهل الأردني خلال لقاء بشخصيات عامة قبل أيام، عن ضغوط تمارس عليه من أجل القبول بها.

وشهد الشارع الأردني مسيرات، في عدد من المحافظات لـ"دعم وتأييد"، موقف الملك من القدس المحتلة، ومسألة الوصاية الدينية على المقدسات.

ويطرح الحديث الأردني عن ضغوطات تمارس بشأن القدس المحتلة، تساؤلات حول طبيعتها، والأوراق التي بحوزته للتخفيف من وطأتها.

 

جفاء واضح

الكاتب الأردني عمر كلّاب قال: إن "الجميع يستطيع لمس الضغوط الممارسة، من خلال الجفاء الواضح، في علاقة دول ما كان يطلق عليه حلف الاعتدال سابقا مع عمّان".

وأوضح كلّاب لـ"عربي21" أن "هناك ضغطا، اقتصاديا وسياسيا يقع على الأردن" متسائلا: "كيف يمكن قراءة، عدم وجود سفير أمريكي في الأردن منذ سنتين".

وبشأن الحديث عن حصول الأردن على منح ومساعدات مالية، ما ينفي صحة وجود ضغوطات قال الكاتب: "هناك منح ضئيلة جدا، وهناك خلط بين المنح والودائع، والموقف الوحيد الذي يسند عمّان حتى الآن، هو موقف الكويت، وكل الحديث عن مساعدات غير صحيح، سوى وديعة البنك المركزي".

وعلى صعيد لقاء الملك عبد الله الثاني مع كتلة الإصلاح البرلمانية، الممثلة للحركة الإسلامية في الأردن، أمس لفت كلّاب إلى أنه "جزء من تخفيف الاحتقان في الشارع، ومنح قطاعات واسعة الطمأنينة، فنحن نتحدث عن أكبر كتلة حزبية، وقع جفاء بينها وبين القصر، كان للإخوان دور فيه، ولليمين الموجود في السلطة ذراع فيه أيضا".

 

حديث غير مفهوم


من جانبه استبعد المحلل السياسي، والباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة، "وجود ضغوط تمارسها دول عربية على الأردن، للقبول بما يوصف بصفقة القرن".

وقال السبايلة لـ"عربي21" إن "ما نراه عبارة عن زيارات متبادلة، وقروض ومنح يحصل عليها الأردن، وهنا لا معنى للإشارة إلى ضغوط".

ودعا السبايلة إلى كشف الأطراف التي تمارس الضغوط، وعدم الاكتفاء بالحديث بشكل عام عن وجودها، مضيفا: "في لندن قدم الجميع مساعدات، وهناك ودائع خليجية في البنك المركزي".

ولفت إلى أن البعض "يخترع" أحاديث عن ضغوطات تمارس، مشددا على أن القمم العربية الأخيرة، "كلها جاءت متفقة مع ما ينادي به الأردن من حقوق في القدس، ولم يصدر أي موقف مخالف لذلك".


وبشأن الهدف من الحديث عن الضغوطات، في حال لم تكن واقعية، قال السبايلة: "الهدف غير مفهوم.. ومسألة الوصاية هي شيء رمزي، خاصة أن الأردن غير مسيطر على القدس المحتلة، ولا يمكنه التصرف بشيء هناك، فهي بيد الاحتلال"، وتابع: "أما قيمة الوصاية للهاشميين، فهي قيمة لا يمكن نزعها بسبب البعد الديني".

وانتقد السبايلة حديث الأردن المتواصل عن ضغوطات، في ظل "تقاعس الحكومات عن الاهتمام بالأوضاع الخدميه والمعيشية، في الأردن، وتضييع المساعدات والمنح، التي وصلت إليها خلال السنوات الماضية".

وقال: "لم يمنع أحد الأردن من إقامة مشاريع اقتصادية وصحية، أو حتى على مستوى النقل، تفتقده البلاد، لنخرج اليوم ونتحدث عن ضغوطات".