سياسة عربية

أزمة صامتة تغطي سماء العلاقات المغربية ـ الإماراتية

المغرب والإمارات.. فتور في العلاقات بسبب تباين سياسات البلدين (عربي21)

عادت السحب لتغطي سماء العلاقات المغربية ـ الإماراتية، بعد استدعاء أبوظبي فجأة لسفيرها في الرباط للعودة إلى الإمارات.

وقد زادت من ضبابية الموقف، نشر وسائل إعلام مغربية اليوم، خبرا عن اعتزام العاهل المغربي القيام بجولة خليجية تستثني دولة الإمارات.

 

إقرأ أيضا: السفير الإماراتي بالمغرب يغادر البلاد بـ"طلب عاجل" من أبوظبي

وبينما لا توجد معلومات مؤكدة عن سبب هذا الاستدعاء من الطرفين المغربي والإماراتي، فقد أكد وزير الإعلام المغربي السابق خالد الناصري في حديث مع "عربي21"، أن هذا الموضوع غير مطروح محليا، وهو لا يحظى باهتمام الرأي العام المغربي.

وقال: "ليست لدي معلومات عن هذا الملف، لكن ما أستطيع أن أؤكده أن المغرب وقف ولا يزال يقف على الحياد في الأزمة الخليجية، ولن يقبل لأي جهة أن تتدخل في شؤونها الداخلية"، على حد تعبيره.

لكن مصادر إعلامية مغربية مطلعة، تحدثت لـ "عربي21" وطلبت الاحتفاظ باسمها، كشفت النقاب عن وجود خلافات عميقة بين الرباط وأبوظبي، جوهرها داخلي يتصل بموقف مغربي قوي يقوم على رفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، أو التأثير على سياساتها الخارجية.

وأشارت المصادر، إلى وجود "وعي مغربي وإدراك بمسعى إماراتي للتأثير في المشهد السياسي والإعلامي المغربي الداخلي، من خلال التدخل في بعض المواقع الإخبارية، ومحاولة بناء رأي عام من داخل المغرب تابع للإمارات، وهذا شيء خطير لن يقبل به المغرب".

ووفق ذات المصادر فإن أمر فتور العلاقات المغربية ـ الإماراتية يعود إلى الأيام الأولى لإعلان السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر حصار دولة قطر، حيث رفضت الرباط الاصطفاف إلى جانبهم في هذا القرار.

ثم تتالت المواقف بعد ذلك، ربما كان أبرزها الموقف من قضية التصويت لاستضافة المغرب لكأس العالم ووقوف الإمارات والسعودية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وصولا إلى الموقف من ليبيا، حيث تدعم دولة الإمارات اللواء الليبي المتقاعد خليفة خفتر في تصعيده العسكري، ومسعاه لإجهاض اتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة بين الأطراف الليبية واستضافته المغرب.

وحسب ذات المصادر، فإن دولة الإمارات، التي تعتبر واحدة من أهم وأكبر الدول العربية استثمارا في المغرب، سعت إلى شراء ميناء طنجة المتوسط، أو أن تكون شريكة في الإشراف الأمني عليه، وهو ما لم تفلح فيه.

وكانت صحف إماراتية، قد نقلت في وقت سابق العام الماضي عن إلياس العماري رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة المغربية، قوله: "إن الإمارات تعد أكبر مستثمر عربي في بلاده بإجمالي استثمارات 15 مليار دولار موزعة على أكثر من 20 مؤسسة وشركة". 

 



وأوضح العماري، أن الاستثمارات الإماراتية موزعة في جميع القطاعات الاقتصادية منها قطاع الاتصالات من خلال مجموعة اتصالات الإمارات وشركتها التابعة اتصالات المغرب.

وذكر أن استثمارات الإمارات تمتد إلى قطاعات الموانئ والفنادق السياحية وأيضا من خلال الصناديق السيادية وذلك بالاستثمارات الكبرى في مشاريع الطاقة الشمسية والنقل.

وكشف عن ضخ استثمارات إماراتية جديدة في مدينة الإعلام المزمع إقامتها في طنجة لتضاهي كبريات مناطق التكنولوجيا والإعلام بالمنطقة والعالم على غرار دبي والقاهرة ولندن.

ولفت إلى أن مدينة طنجة تعمل حالياً على مواصلة مشروع الميناء الترفيهي بالتعاون مع مستثمرين إماراتيين.

ووفق ذات المصدر فإن "الإمارات شاركت المغرب في بناء أكبر ميناء أفريقي والرابع عشر عالمياً وهو ميناء طنجة المتوسط (شمال المغرب) وكان ذلك من خلال مجموعة موانئ دبي العالمية".

وكانت مصادر "عربي21"، قد أشارت إلى أن إلياس العماري، الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع أجنحة مؤثرة في الإمارات، قد تعرض هو الآخر إلى بعض التضييق عليه في الإمارات، وأن سلطات الإمارات قد ترددت في منحه تأشيرة كان يحتاجها للعبور إلى الهند، بل إن هناك مصادر تتحدث عن أن السلطات الإماراتية ربما تنصتت عليه.

وحسب ذات المصادر، فإن تغير علاقات الإمارات بإلياس العماري، ترافقت مع بداية تضييق أو عرقلة للمشاريع الإماراتية في المغرب.

وكانت صحيفة "الأيام24" المغربية، قد ذكرت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أنه من المرتقب أن يقوم الملك محمد السادس، خلال الفترة المقبلة، بجولة خليجية تشمل كل دول مجلس التعاون الخليجي، لبحث التطورات في المنطقة، وأفق تطوير العلاقات بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي.

 



ونقلت الصحيفة عن موقع "مغرب إنتلجينس"، تأكيده أن الرياض تستعد لاستقبال الملك محمد السادس، نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل، نقلا عن مصادر سعودية وصفها الموقع  بـ"المعتمدة".

وأضاف أن "الملك محمد السادس، لن يكتفي بالمحطة السعودية، إذ من المقرر أن يزور الكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين" .

وتساءل الموقع: "هل سيزور العاهل المغربي الإمارات العربية المتحدة؟" ليجيب: "في الوقت الحالي، لا توجد إشارات تفيد بذلك، ما عدا إذا تم ترتيب الزيارة في آخر لحظة".

وقام ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، 8 نيسان (أبريل) الجاري، جولة خليجية، من الرياض، وشملت الكويت والبحرين وقطر، ولم تشمل الإمارات.

وخلال الأزمة الخليجية، اختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة. كما أرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، وزار الملك محمد السادس الدوحة لاحقًا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، والتقى بأميرها.

وفي حزيران (يونيو) 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى حصارًا بريًا وجويًا على الدوحة بدعوى "دعمها للإرهاب".

وتنفي قطر صحة الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى "فرض الوصاية على قرارها الوطني".

 

إقرأ أيضا: الإمارات تستدعي سفيرها بالمغرب بـ"طلب سيادي عاجل"