حقوق وحريات

حجب مواقع ومنع مقالات.. آخر الجرائم بحق الصحافة المصرية

حجبت السلطات المصرية موقع "المال" الاقتصادي لينضم لأكثر من 500 موقع تم حجبه بالبلاد منذ منتصف 2017

حجبت السلطات المصرية موقع "المال" الاقتصادي المحلي، قبل أيام، لينضم إلى أكثر من 500 موقع إلكتروني وصحيفة تم حجبها بالبلاد منذ منتصف 2017.

وحتى كتابة هذه السطور، لا يمكن الوصول لصفحة الموقع المتخصص بالاقتصاد، والذي كان قد كشف عن حجم العجز بالموازنة المصرية الجديدة، كما تحدثت عن تخارج شركة "أسوس" العالمية من سوق الهواتف الذكية بمصر، قبل أيام.

ذلك الحجب يتزامن مع منع مقالين للكاتب اليساري عبد الله السناوي على مدار أسبوعين؛ لكونهما ينتقدان توجهات النظام، فيما نشرت صحيفة "الخليج" الإماراتية، المقالين بعنواني "الثورات لا تدفن في مقابر الصدقة"، و"أحداث 15 مايو.. شيء من المراجعة".

ومنع مقال لأول رئيس تحرير لصحيفة "الأهرام" بعد ثورة 25 يناير، الكاتب عبدالعظيم حماد بصحيفة "الشروق" الجمعة، حيث قال عبر صفحته بـ"فيسبوك": "المقال يثبت أن خسائر العرب تفوق كثيرا ودائما مكاسبهم من التحريض علي بعضهم البعض من أول حرب 67 حتي التبشير بضرب إيران".

وفي ردوده على متابعي صفحته، أكد أن المنع ليس قرار الصحيفة، ولا رئيس تحريرها الذي قال عنه إنه وغيره من الصحفيين "يقبضون على الجمر"، موضحا أن المنع جاء "مراعاة للسعودية".


 

واستمرارا للانتهاكات بحق الصحافة وحرية الرأي، أعلن الصحفي بالأهرام وليد الشرقاوي منع مقال الشاعر فاروق جويدة، الذي يتحدث عن الحال المتردي للإعلام بـ"أهرام" الجمعة، ولكن صحيفة "المصري اليوم" نشرته السبت بعنوان "الإعلام المصري.. ودورنا الغائب".


 

وكشف رئيس تحرير موقع "العربي اليوم" المحلي، الكاتب أحمد سعد، عن "وجود تعليمات سرية لرؤساء تحرير الصحف القومية بعدم نشر تصريحات الوزراء وكبار المسؤولين إلا بعد التأكد من عدم استخدامها كمادة ساخرة".

 

وقبل أيام أكد الإعلامي المصري بفضائية "الجزيرة"، عبدالعزيز مجاهد، أنه حصل على معلومة خاصة تكشف صدور تعليمات من جهات عليا للإعلام والصحف بعدم تغطية جولات وزير النقل العسكري كامل الوزير.

قرارات الحجب أخذت أيضا طابعا اقتصاديا؛ بحجب ثمانية مواقع لعرض مسلسلات رمضان 2019 والأفلام العربية والأجنبية مجانا، وهي: "عرب ليونز، أكوام، موفيز لاند، عرب سيد، مزيكا توداي، شاهد فور يو، شاهد فور أب، سيما فور أب"، حسب موقع "إيجي بيست".

صحفيون اعتبروا حجب الصحف والمواقع ومنع النشر بالأمر المباشر الأمني وفرض قيود على عمل الصحفيين وتوجيههم يمثل إنتهاكا لحرية الصحافة، وانتهاكا لحرية الرأي والتعبير.

ويعتقد الكاتب الصحفي عماد أبوزيد أن "الجماعة الصحفية باتت أكثر إدراكا لصعوبة المواجهة مع السلطة هذه المرة مقارنة مع معارك سابقة، إذ إنها تأتي في ظل عوامل ومتغيرات تجعل الصحفيين بمواجهة، ليس فقط مع مؤسسات الدولة التي توحَّدت بكاملها ضد الصحافة وحرية الإعلام، بل بمواجهة قطاع كبير من الرأي العام الذى جرى تَجْيِيشه وتعبئته ضد هذه الحريات خاصة من المحسوبين على النظام ولا سيما بقايا نخبة ما بعد ثورة 25 يناير 2011".

أبوزيد قال لـ"عربي21": "الصحفيون يعلمون جيدا أن السلطة هي الأكثر قمعا وخشونة مع الصحافة والحريات العامة مقارنة مع الأنظمة السابقة، ويظهر ذلك بسجل تراجع الحريات الصحفية؛ فهناك نحو 500 موقع إلكتروني وصحفية تم حجبها منذ 2017، وآخرها موقع (المال)، ونحو 90 صحفيا يقبعون بالسجون".

 وتابع: "وهنا نستطيع القول بأن السواد الأعظم من الصحفيين والكُتاب يدفعون الآن ثمن مواقفهم السابقة مع النظام وتأييد إجراءاته بعد 3 يوليو 2013".

وفي تعليقه قال الكاتب الصحفي حسن حسين إنه "لا يمكن لأى جماعة أن تواجه قمع النظام بمفردها"، مؤكدا لـ"عربي21" على ضرورة "إعادة تأسيس الحركة الوطنية من جديد".

الكاتب المعارض شدد على ضرورة أن تضم الحركة الوطنية بداخلها كل المقهورين والمتضررين من بقاء النظام بسياساته الظالمة وأساليبه البوليسية.

ويعتقد حسين، أنه "بغير ذلك سيستمر النظام في الانفراد بكل جماعة وحدها، وسيستمر الضعف والعجز الجماهيري أيضا".

اقرأ أيضا: كيف تعكس أزمة حرية الصحافة حالة مصر السياسية؟