سياسة عربية

تونس.. مبادرة لتوحيد أنصار الثورة في الرئاسيات المقبلة

أكاديميون ونشطاء تونسيون: تشتت أنصار الثورة بقوي من فرص عودة النظام القديم (جيتي)

توجهت مجموعة من الكفاءات الوطنية والشخصيات السياسية التونسية منذ أسابيع بمقترح لرص الصفوف ولتنسيق الجهود في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، وذلك عبر الاتفاق على مشروع إصلاحي وتنموي شامل وكذلك التنسيق في اختيار المرشحين. 

وطالبت المجموعة، في مبادرتها التي واكبتها "عربي21"، بضرورة العمل على توحيد صفوف المعارضة التي تدافع على إنجاح وتركيز الانتقال الديمقراطي والتنموي وذلك من خلال المشاركة في الانتخابات المقبلة بمرشح رئاسي واحد وكتلة موحدة من المرشحين للتشريعيات. 

وذكر أنور الغربي، وهو أحد الأعضاء المؤسسن والناطقين باسم المبادرة، في حديث مع "عربي21"، أن "هذه المبادرة تعتبر واحدة من المبادرات السياسية التي تضمن عدم تشتت الأصوات وتمكن من إيجاد آلية ديمقراطية وشفافة لاختيار مرشح واحد وتكوين كتلة تشريعية وجبهة رئاسية قادرتين على مواجهة وهزم مرشحي المنظومة القديمة". 

 

إقرأ أيضا: هل تنجح مبادرة الأحزاب "التقدمية" بقلب معادلة السياسة بتونس؟

وأبلغ الغربي، وشغل منصب مستشار الرئيس التونسي السابق للشؤون الدولية، "عربي21"، أن المجموعة توجهت بمقترحاتها إلى عدد من رجال الدولة وحماة البلاد التي ترى فيهم الكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن، وذكرتهم بالمسؤولية المشتركة التي لا تخفى عليهم أمام التحديات السياسية والتنموية التي تواجهها البلاد ووجدت لدى أغلبهم الاستعداد والقبول بالمشترك ومزيد التحاور حول الاليات".
 
وأضاف: "على هذا الأساس تدعو مجموعة الكفاءات كل قوى ورموز الإصلاح الوطني إلى جمع الصفوف وتجاوز الخلافات والاستجابة لنداء الوطن وانتظارات الشعب في الدفاع عن مصالحه".

وأوضح الغربي، أن المبادرة تقوم على أساس الالتقاء حول برنامج ينطلق من التمسك بأهداف الثورة والمتمثلة في الدفاع عن الحريات العامة والخاصة وتحقيق النمو والعدالة الاجتماعية والتوازن بين الجهات والفئات ومحاربة الفساد بكل أشكاله وأساليبه.

كما تسعى المبادرة إلى تفعيل الدستور وتحقيق أهدافه عبر اقتراح حلول وبدائل عملية وتشاركية ضمن رؤية متكاملة للإصلاح الشامل والتنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني والثقافة والتعليم والصحة والاعلام والقضاء.

وتقترح المبادرة إجراء دورة انتخاب أولية لاختيار مرشح واحد للانتخابات الرئاسية المقبلة أو القيام بسبر أراء عبر مكاتب مختصة يتم الاتفاق حولها لمعرفة المرشح الأكثر حظوظا وذلك لتقديمه وجمع كتلة مساندة له.

وأكد الغربي أن المجموعة أبلغت الشخصيات الذين تواصلت معهم أنها تضع نفسها على ذمة المعنيين للنقاش وتبادل وجهات النظر وتقديم ورقات أولية للإثراء والاضافة. 

وأشار إلى أنه سيتم الإعلان لاحقا عن مخرجات الاجتماعات وأسماء الشخصيات الوطنية التي ستشرف على وضع آلية ديمقراطية وشفافة ومتفق عليها مهمتها التنسيق في البرلمانيات واختيار مرشح واحد ومتفق عليه للمشاركة في الرئاسيات.

وتأتي هذه المبادرة بينما يستعد التونسيون نهاية العام الجاري إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهي ثالث انتخابات من نوعها بعد الثورة، حيث كانت الأولى في العام 2011، وانتخاب المجلس الوطني التأسيسي، والتوافق ضمن تحالف حكومي بين الأحزاب المتصدرة لنتائج الانتخابات على ترشيح المنصف المرزوقي لرئاسة الدولة، ثم كانت الثانية في أواخر العام 2014، وانتخاب البرلمان الحالي والرئيس الحالي الباجي قايد السبسي.

وعلمت "عربي21" أن المجموعة طرحت أفكارها على عدد من الأسماء والشخصيات الوطنية المرشحة للرئاسيات المقبلة، ومنهم الرئيس السابق المنصف المرزوقي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، ورئيس الحكومة التونسي السابق حمادي الجبالي، والقانوني قيس سعيد، وآخرين.