ملفات وتقارير

لماذا تهتم روسيا بترسيم الحدود البحرية السورية اللبنانية؟

أعلن مبعوث روسي أن بلاده تستطيع لعب دور الوسيط في قضية الحدود البحرية السورية اللبنانية- جيتي

أثار حديث روسيا بقضية ترسيم الحدود البحرية السورية اللبنانية، تساؤلات حول أهداف موسكو وأسباب هذا الاهتمام، وسط مخاوف تبديها المعارضة السورية من تولي روسيا إدارة هذا الملف.


وكان مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، أعلن قبل أيام أن روسيا تستطيع لعب دور الوسيط في مسألة ترسيم الحدود البحرية السورية اللبنانية، في حال تطلب الأمر، مضيفا أنه "بالنسبة للحدود اللبنانية السورية على وجه التحديد، يوجد طلب لبناني لنقدم الوساطة، وسنحاول بالطبع العمل في هذا الاتجاه"، وفق ما أوردته وسائل إعلام روسية.


حديث لافرينتيف جاء ردا على دعوة وزير الدفاع اللبناني، "إلياس بو صعب"، روسيا إلى القيام بدور في ترسيم الحدود البحرية مع سوريا.


وتعتبر قضية الحدود البحرية السورية اللبنانية واحدة من أبرز القضايا الشائكة بين البلدين، فما هي دلالات تحريك هذا الملف، في هذا التوقيت؟


ويجيب على ذلك القاضي المنشق عن النظام السوري والخبير بالدستور خالد شهاب الدين، قائلا إن "روسيا هي من طلبت من النظام السوري مؤخرا تحريك ملف الحدود البحرية"، مشيرا إلى وجود تنسيق بين موسكو وبيروت التي قبلت بالوساطة الروسية.

 

اقرأ أيضا: هذه شروط تل أبيب لبدء مفاوضة لبنان على الحدود البحرية


وحول أهداف موسكو من وراء ذلك، قال شهاب الدين لـ"عربي21" "للروس أهداف ومطامع بالثروات الباطنية في السواحل السورية، وهي تطمح للشروع بالتنقيب عن هذه الثروات، بعد الانتهاء من الخلافات على الحدود البحرية بين سوريا ولبنان".


وتابع بالإشارة إلى بيع الموانئ من قبل نظام الأسد إلى روسيا، وعلق بقوله "روسيا تخطط لجعل الساحل السوري منطقة استثمارية خالصة لها، بدون وجود ملفات خلافية قد تعرقل تحركاتها في هذه المنطقة"، مستدركا: "روسيا تريد استباق الأحداث، للحصول على أكبر قدر ممكن من الكعكة السورية".


وأضاف شهاب الدين أن "روسيا تهدف كذلك إلى إعادة العلاقات بين النظام السوري ولبنان من بوابة الانتهاء من الملفات الخلافية، وذلك لتعويم نظام الأسد من جديد، أي الحديث عن لجان من الجانبين، وكأن هناك سلطة شرعية تدير سوريا، علما بأن موسكو هي من تسيطر على قرار البلاد".


وعن مخاوف المعارضة السورية من إشراف روسيا على هذه القضية، قال إن "من قتل السوريين وهجر الملايين منهم، وفرط بالموانئ والثروات وكبل البلاد بالديون، لا يؤتمن على أبسط الحقوق، فكيف بترسيم حدود بحرية، يُقال أنها تحتوي على مخزون كبير من الغاز والثروات الأخرى".