سياسة عربية

ملك المغرب يمد يده للجزائر أملا في تحقيق الوحدة المغاربية

جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس الالتزام الصادق بنهج اليد الممدودة تجاه الجزائر - جيتي (أرشيفية)

جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس الالتزام الصادق بنهج اليد الممدودة تجاه الجزائر في أفق تحقيق طموحات الشعوب المغاربية في "الوحدة والتكامل والاندماج".

جاء ذلك في خطاب للعاهل المغربي، أمس الاثنين، بمناسبة الذكرى الـ20 لتوليه الحكم.

وأكد الملك محمد السادس "التزامنا الصادق، بنهج اليد الممدودة، تجاه أشقائنا في الجزائر، وفاء منا لروابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار، التي تجمع، على الدوام، شعبينا الشقيقين".


وأضاف: "وهو ما تجسد، مؤخراً، في مظاهر الحماس والتعاطف، التي عبر عنها المغاربة، ملكا وشعبا، بصدق وتلقائية، دعما للمنتخب الجزائري، خلال كأس أفريقيا للأمم بمصر الشقيقة؛ ومشاطرتهم للشعب الجزائري، مشاعر الفخر والاعتزاز، بالتتويج المستحق بها، وكأنه بمثابة فوز للمغرب أيضا".


وشدد الملك محمد السادس على أن "هذا الوعي والإيمان بوحدة المصير، وبالرصيد التاريخي والحضاري المشترك، هو الذي يجعلنا نتطلع، بأمل وتفاؤل، للعمل على تحقيق طموحات شعوبنا المغاربية الشقيقة، إلى الوحدة والتكامل والاندماج".


وكان العاهل المغربي قد دعا الثلاثاء 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، إلى فتح حوار "صادق" و"صريح" مع الجزائر، في خطاب ألقاه، بمناسبة ذكرى "المسيرة الخضراء"، التي تؤرخ لاسترجاع إقليم الصحراء من الاستعمار الإسباني، مقترحا تشكيل لجنة عليا مشتركة للنظر في القضايا الخلافية بين البلدين، ودعا إلى وضع حد للتفرقة والشقاق مع الجزائر.

اقرأ أيضا: ملك المغرب للجزائر: مستعد لحوار مباشر نطوي فيه الخلافات

وباعتبار قضية الصحراء أكثر نقطة خلافية بين البلدين، حيث يقول المغرب إنه استرد الأرض من الاستعمار الإسباني في 1975، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تقول بأنها تسعى لفصال المناطق الجنوبية عن المغرب، أكد الملك في خطابه أمس "تعلقنا الراسخ بمغربية صحرائنا، ووحدتنا الوطنية والترابية، وسيادتنا الكاملة على كل شبر من أرض مملكتنا". 

وأعرب العاهل المغربي عن اعتزازه "بما حققته بلادنا من مكاسب، على الصعيد الأممي والأفريقي والأوروبي، فإننا ندعو إلى مواصلة التعبئة، على كل المستويات، لتعزيز هذه المكاسب، والتصدي لمناورات الخصوم"، مشيرا إلى أن المغرب سيبقى "ثابتا في انخراطه الصادق، في المسار السياسي، تحت المظلة الحصرية للأمم المتحدة. كما أنه واضح في قناعته المبدئية، بأن المسلك الوحيد للتسوية المنشودة، لن يكون إلا ضمن السيادة المغربية الشاملة، في إطار مبادرة الحكم الذاتي. ذلك أن التحديات الأمنية والتنموية، التي تواجهنا، لا يمكن لأي بلد أن يرفعها بمفرده". 

وحدة المصير
قال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، في تصريح لـ"عربي21"، إن توجيه العاهل المغربي رسالة إلى الجزائر ووقوفه عند دلالات الحماس والتعاطف الذي حصل بين المغاربة والجزائريين بمناسبة فوز المنتخب الجزائري بكأس أفريقيا، لهو إعلان مد يد المغرب إلى الجزائر مرة أخرى، نظرا لوحدة المصير المشترك في الماضي والحاضر والمستقبل.


وأضاف: "ومرة أخرى يوجه الملك محمد السادس رسالة إلى المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي حول ملف الصحراء المغربية، فالملك يشير في خطابه إلى المكاسب الجديدة ويرسم الخطوط التي لا يمكن للمغرب أن يسمح بتجاوزها في ملف الصحراء والمتمثلة في أن هذا الملف هو بيد الأمم المتحدة دون غيرها، وأنه لا يوجد حل سياسي خارج السيادة المغربية"، مؤكدا أن "الحكم الذاتي هو الحل الوحيد لحل النزاع" .


من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، في تصريح لوكالات الأنباء المغربية، إن الخطاب الملكي لعيد العرش جدد الالتزام الصادق بنهج اليد الممدودة تجاه الجارة الجزائر. 

وأضاف الحسيني أن الخطاب الذي وجهه الملك، أمس الاثنين، بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش، جدد التأكيد على أن المغرب متشبث بصحرائه، حيث أكد الملك أن “المسلك الوحيد للتسوية المنشودة، لن يكون إلا ضمن السيادة المغربية الشاملة، في إطار مبادرة الحكم الذاتي”. 

 

اقرأ أيضا: خبراء يرصدون إيجايبات وسلبيات خطاب ملك المغرب في عيد الجلوس

يذكر أن النزاع حول إقليم الصحراء بدأ عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في 27 شباط/ فبراير 1976 من جانب واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة المغرب، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.

وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، بحثا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين للاتفاق.