نشر موقع "ذا هيل" الأمريكي مقالا للكاتب المتخصص بدول الخليج العربي، سايمون هندسون، بعنوان: "إظهار قوة إيران واستراتيجيتها في الهجمات على حقول النفط السعودية".
ويقول الكاتب إنه في جميع سنوات المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، يمكن القول إن "إيران قد تعلمت الكثير حول كيفية التعامل مع الولايات المتحدة، وليس العكس بالعكس".
وقال إن "المثال الأخير: الهجمات المنسقة لطائرات دون طيار التي وقعت على منشأة نفطية سعودية يوم السبت المنصرم، وأثارت قلق السوق العالمية القائمة على النفط - ومخاوف [بالدفع بالأمور إلى] مستوى جديد في الحرب القائمة على الطائرات دون طيار".
وأوضح أنه "بالانتقال إلى الخليج الفارسي، فإن وجهة نظر طهران هي أن أمن الممر المائي واحتياطياته الحيوية من النفط والغاز يجب أن تكون مسألة تتعلق بدول الخليج وحدها. وهذا تعريف لا يتضمن دورا للولايات المتحدة أو أي قوة أجنبية أخرى. وبالتالي، فإن النتيجة الطبيعية أيضا هي أنه إذا لم تتمكن إيران من تصدير النفط، فلن تستطيع دولة خليجية أخرى القيام بذلك أيضا"، بحسب ما ترجم موقع معهد واشنطن للدراسات.
وأوضح أنه "بشكل عام، هذا هو ما نحن عليه الآن، أو بالأحرى، حيث كنا منذ ثلاثة أشهر ونصف الشهر، عندما قامت إيران بتخريب ناقلات النفط، وتسببت في شن هجمات بطائرات دون طيار على خط أنابيب رئيسي للنفط عبر السعودية، ردا على العقوبات المتزايدة. وكرد فعل على ذلك، تراجع حليفا الولايات المتحدة، السعودية والإمارات، عن المواجهة. وعندما تم إسقاط طائرة استطلاع أمريكية دون طيار، لم توجه الولايات المتحدة ضربة مضادة، بل تم إيقافها في اللحظة الأخيرة".
وبين أنه "لا تزال تفاصيل الهجوم الذي وقع يوم السبت على معمل في بقيق لتثبيت النفط الخام في السعودية غير معروفة بصورة كاملة، لكن في ضوء الهجمات السابقة التي حرضتها إيران، فقد كان الهجوم الأخير متوقعا تماما. ويجب التذكر بأن معظم الناس [في الدول الغربية] لم يسمعوا عن بقيق من قبل، فهو مصنع مهم في السعودية، يعمل على تثبيت النفط للتصدير. وفي أعقاب هجوم فاشل شنه تنظيم «القاعدة» في عام 2006، أصبحت المملكة جادة في التعامل مع تهديد الإرهاب الداخلي.
ونفت إيران أي علاقة لها بالهجوم، لكن واشنطن تصر على أن لديها دليلا على تورط إيران".
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، بحسب الكاتب، "كيف ستتعامل السعودية -حليفة الولايات المتحدة- مع هذا الهجوم؟ إن وجهات نظر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي هو أيضا وزير الدفاع، بشأن إيران أكثر واقعية، وإن كانت غامضة، على الأقل وفقا لأولئك الذين ناقشوا الموضوع معه. فهو يرى أن الجمهورية الإسلامية تشكل تهديدا مباشرا لبلاده، ولا يمكن التعامل معها إلا من خلال رعاية عصيان مسلح، والإطاحة بالنظام في طهران".
وقال: "إن المشكلة في هذه الاستراتيجية، كما أشار المحاورون لمحمد بن سلمان في نقاشهم للأمور معه، هي أن مملكته معرضة أيضا لعمليات مؤذية مصدرها من الخارج".
"وحتى الآن، يبدو أن إيران قدّرت جيدا ما يمكنها أن تفلت منه في أي عقاب. ففي النهاية، وحتى نهاية الأسبوع الماضي، بدا كأن الرئيس ترامب سيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. [ومع ذلك]، ربما سيجتمع معه رغم التطورات الأخيرة، إذا اعتقدت واشنطن أن روحاني معتدل، ويمكنه تهميش المتطرفين المزعومين في طهران. وفي رأيي، فإن هذا النموذج الفكري معيب في أحسن الأحوال"، كما يقول الكاتب.
وأضاف: "ربما تكون طهران قد توصلت إلى نتيجة بأنه على الرغم من تبجح الرئيس ترامب، إلّا أنه يكره المخاطرة. وقد تكون الإقالة الفظة لمستشار الأمن القومي الأمريكي المتطرف جون بولتون من قبل الرئيس الأمريكي في الأسبوع الماضي قد زادت من جرأة أولئك الذين يدورون في فلك خامنئي. وربما كانوا يأملون أن يخسر ترامب في الانتخابات الأمريكية عام 2020، ليحل محله ديمقراطي أكثر ملاءمة لطهران".
وبين أن "الجانب الرئيسي الآخر من هجوم بقيق، سواء كان ذلك عن طريق الصواريخ أو الطائرات دون طيار، كانت بساطته التكنولوجية النسبية. ويبدو أنه لم يتم اكتشاف الهجوم مقدما، لكنه كان مدمرا من حيث تأثيره. وقد تكون هناك حاجة إلى إعادة النظر في ميزانيات الدفاع التي تقدر بمليارات الدولارات، فيما يتعلق بأهميتها وقيمتها".
ظريف: العقوبات الأمريكية على إيران استهداف للمدنيين
أمريكا تتحدث عن مكان انطلاق الهجوم على "أرامكو" بالسعودية
العفو الدولية تحذّر من أي رد عسكري أمريكي على هجمات السعودية