فنون منوعة

"جدار الصوت" فيلم روائي يبرز فصولا من حرب 2006 على لبنان

يحكي الفيلم قصة وأحداثا يقول صناعه إنها مستوحاة من فصول حقيقية- تويتر

في فيلمه "جدار الصوت"، يقدم المخرج اللبناني أحمد غصين صورة مكثفة للمدنيين الذين تحاصر الحروب أحلامهم بالخلاص ويكتم الخوف أصواتهم.


والفيلم هو أول فيلم روائي طويل لغصين بعد عدد من الأفلام القصيرة وعُرض أمس الجمعة ضمن فعاليات الدورة الحادية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي بحضور غصين ومنتجي الفيلم جورج شقير وأنطوان خليفة.

يحكي الفيلم، الذي يقول صناعه إنه مستوحى من أحداث حقيقية، قصة شاب لبناني يتوجه إلى الجنوب لاصطحاب أبيه معه إلى بيروت بعد أن اندلعت حرب أغسطس آب 2006 التي شنتها إسرائيل على المنطقة.

وعندما يصل الشاب، ويدعى مروان، إلى منزل أبيه يجده مهدما بفعل القصف فيتوجه إلى منزل صديق أبيه باحثا عنه وهناك ترد أنباء عن انتهاء هدنة من القتال ليجد مروان بذلك نفسه محاصرا مع رجلين من أصدقاء أبيه وزوجين احتميا بالمنزل من القصف.

ومع احتدام القتال يكتشف المحاصرون الخمسة أن هناك جنودا إسرائيليين في الطابق العلوي من المنزل فلا يبقى أمامهم خيار سوى الصمت والهمس للنجاة من الموت المحدق بهم.


اقرأ أيضا: "ممالك النار" الإماراتي.. إقحام السياسة بحلبة الدراما


ويفسح مخرج الفيلم مساحة كبيرة لأصوات القذائف والصواريخ وطائرات الهليكوبتر، ولا يظهر الجنود الإسرائيليون على الشاشة فيما تدور معظم أحداث الفيلم داخل جدران المنزل الذي يحاصر فيه الخمسة ولا يسمعون إلا أحاديث الجنود القابعين في الطابق العلوي.

ويتساءل مروان أكثر من مرة عن السبب الذي دفع أباه وأصدقاءه للبقاء في الجنوب ليعبر بذلك عن رغبته في الابتعاد خاصة عندما نعلم بأنه كان على وشك السفر للخارج قبل أن تغير الحرب حساباته.

وبمرور الأحداث تذوب قصة مروان في قصص الآخرين الذين لا يبقى أمامهم سوى انتظار النجاة. فحتى صديق أبيه، الذي كان يصر على البقاء في المنزل مع بداية أحداث الفيلم، يتحدث في مشهد مؤثر لاحق إلى بقرة خارج المنزل وينصحها بالهرب لكنها تظهر في مشهد تال مقتولة تأكيدا على وطأة الحرب وآثارها على مظاهر الحياة المختلفة.

ومع زوال الخطر، يقدم الفيلم لقطات للدمار الذي خلفته الحرب وينتهي بمروان وسط هذا الدمار الذي يعكس ما خلفته التجربة والخوف في روحه.

وفيلم "جدار الصوت" من بطولة كرم غصين وبطرس روحانا وعادل شاهين وسحر منقارة، وحصد ثلاثا من جوائز مهرجان البندقية السينمائي هذا العام من بينها جائزة الجمهور.

 

ويتنافس الفيلم مع فيلمي "بين الجنة والأرض" للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار و"احكيلي" للمخرجة المصرية ماريان خوري، وأفلام أخرى من دول غير عربية على جوائز المسابقة الدولية السبعة في مهرجان القاهرة،وفي مقدمتها جائزة الهرم الذهبي أهم جوائز المهرجان.

ويسدل الستار على المهرجان يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.