صحافة إسرائيلية

صحيفة: احتلال إسرائيل للضفة يخدم أمريكا ويحمي الأردن

إسرائيل بسيطرتها على الضفة الغربية حولت حدودها مع الأردن لتصبح الأكثر أمانا معه- جيتي

ينوه كاتب سياسي إسرائيلي بأن الاستمرار في السيطرة على الضفة الغربية المحتلة يشكل خدمة للمصالح الأمريكية، وفي ذات الوقت حماية للأردن.

ويرى يورام أتينغر في مقاله على موقع "نيوز ون" الإخباري، وترجمته "عربي21" أن "فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والجولان وغور الأردن يحولها من دولة ضعيفة مهددة، إلى دولة هجومية رادعة، وتوفر احتياجاتها للأمن القومي".

ويقول الخبير الإسرائيلي بشؤون الشرق الأوسط: "هذه القناعة تنطلق من فرضية مفادها أن إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة هي حاملة الطائرات الأكبر في الشرق الأوسط، ولكن بدون جنود أمريكيين، وفق مقولة الجنرال هيغ القائد الأعلى لقوات حلف الناتو ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق".

وينوه أتينغر إلى أن "السياسة الأمريكية تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية مرتبطة بسياستها العامة في الشرق الأوسط، فواشنطن تنظر لهذه المنطقة انطلاقا من التهديدات الأمنية القائمة فيها، وهي نظرية الرئيسين رونالد ريغان ودونالد ترامب، وليس انطلاقا من الموضوع الفلسطيني وفق نظرية الرئيسين جيمي كارتر وباراك أوباما".

 

اقرأ أيضا: الرئيس الإسرائيلي يلتقي أميرا أردنيا بلندن ويهديه مصحفا


ويعزز الكاتب الإسرائيلي مزاعمه بالقول إن "شهر سبتمبر 1970 شهد اجتياحا من قبل جيش سوريا الموالية آنذاك للاتحاد السوفييتي، للأراضي الأردنية الموالية في حينه للولايات المتحدة، لكن التواجد العسكري الإسرائيلي في الجولان، وتهديد إسرائيل لسوريا دفع الأخيرة لسحب جيشها للانسحاب بعد خمسة أيام فقط من الاجتياح، فيما كانت أمريكا متورطة في حرب فيتنام".

وأشار إلى أن "واشنطن في حينه كانت معنية بإرسال جيشها لإنقاذ الهاشميين خشية من سقوط دولتهم، وما قد يتبعه من تدهور الأوضاع في المنظومة الخليجية، التي بدأت أمريكا بالاعتماد عليها في استخراج النفط في مراحله الأولى".


وأوضح أن "إسرائيل بسيطرتها على الضفة الغربية حولت حدودها مع الأردن لتصبح الأكثر أمانا معه، بحيث توفر له معلومات أمنية خطيرة، وتمنع أي نشاطات معادية له منطلقة من سوريا والعراق، وأدى تحسن الردع الإسرائيلي بفضل السيطرة على الضفة الغربية إلى زيادة التعاون مع مصر والأردن والسعودية ودول الخليج أمام التهديدات الفتاكة المحيطة بها".


وزعم أن "انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية، وإقامة دولة فلسطينية سيؤدي إلى تهديد وجودي على الأردن، ويحوله إلى قاعدة للعمليات المسلحة، داخليا وخارجيا، كما هو الحال في ليبيا واليمن والعراق وسوريا، ويساعد الإيرانيين في الاقتراب من البحر المتوسط".


وأردف قائلا: "التحذير من إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية يأتي لأن هذا الأمر يحمل تهديدات أمنية على الأردن انطلاقا من عدة أسباب، بينها أن سبعين بالمئة من سكان المملكة فلسطينيون، وهناك مزاعم تتحدث عن أن 78% من أراضي المملكة تابعة لفلسطين الانتدابية".


وأضاف أن "جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تسعى لإقامة خلافة إسلامية بدل الأنظمة العربية الحالية، في حين أن القبائل البدوية في الأردن المسيطرة على منظومة الدولة ومؤسساتها في المملكة، تشهد بينها خلافات داخلية، وعدم توافق حول نظرتها للمملكة، وعلاقتها مع النظام السوري".

 

وختم بالقول إن "الفلسطينيين يأملون في أن يؤدي الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية إلى نشوء كيان معاد لأمريكا، ويفتح الباب واسعا لموطئ قدم لروسيا والصين وإيران، وكل ذلك يؤكد أن استمرار السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية يقدم خدمات أمنية كبيرة للولايات المتحدة، ويعزز التحالف الاستراتيجي القائم بينهما".