ملفات وتقارير

هكذا واجهت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن الكورونا (شاهد)

اونروا أوقفت رواتب من يعملون بنظام الأجرة اليومية في المخيمات، ما فاقم المشكلة بعد فرض حظر التجول لمواجهة كورونا- فيسبوك

يسارع الناشط الاجتماعي أحمد أبو الهيفاء ومجموعة من الجمعيات الخيرية في مخيم الشهيد عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين، في محافظة إربد (100 شمال عمّان)، لإغاثة أسر فقيرة وعمال مياومة تقطعت بهم السبل، بعد توقف أعمالهم نتيجة حظر التجوال وإغلاق المحال منذ العشرين من آذار/ مارس الحالي، لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

إلا أن الظرف الذي يواجهه المخيم أكبر من إمكانيات هذه الجمعيات، التي عجزت عن الوصول لكافة من تضررت أحوالهم؛ بسبب شح الإمكانيات، ما دفع هؤلاء الناشطين إلى توجيه رسالة إلى الملك عبد الله الثاني، مطالبين بمد يد العون لهم.

يقول أبو الهيفاء لـ"عربي21": الوضع الاقتصادي للأسر، خصوصا عمال المياومة الذين تضرروا سيئ جدا، أطلقنا في المخيم مبادرة لدعم الأسر المحتاجة بالمواد الغذائية الأساسية من بيض وخبز ومياه، المواد الغذائية التي وزعت على الفقراء ومن يعملون بأجر يومي، وجاءت هذه المبادرة بتبرعات من أهالي المخيم؛ مراعاة لظروفهم الاقتصادية؛ بسبب فرض الحظر، وتوقف دخولهم، واستطاع المتطوعون تأمين أغلب العائلات التي تقطعت بها السبل، لكن نعجز عن الاستمرار، نحتاج إلى موازنة كبيرة".



أما في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين (أكبر المخيمات في الأردن)، تطوع أهالي في المخيم لتعقيم الأزقة والشوارع، مستخدمين خلطات يدوية من الخل والكلور، ونفذت لجنة "شباب المساعيد" تعقيما لأحياء في المخيم على مدار أيام.

يقول خليفة دعاس، أحد الناشطين في اللجنة، لـ"عربي21": "بدأت الفكرة بتعقيم الحارة التي يسكنها 5 آلاف مواطن؛ بسبب عدم تواجد عمال المياومة، ثم توسعنا في التعقيم، لشوارع وأزقة في المخيم، بعد أن تبرعت شخصيات لنا بمواد التعقيم".



الأونروا: هذا ما قمنا به

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قالت في ملخص أرسلته لـ"عربي21" حول إجراءاتها في المخيمات لمواجهة انتشار فيروس كورونا، إنها عملت على تنفيذ عدد من الإجراءات الوقائية. 

وقال مدير عمليات الأونروا في الأردن، محمد آدار، إننا "نعمل دون توقف لتوفير الاحتياجات الرئيسية للاجئين في ظل هذه التحديات، واتخذت الوكالة كافة الإجراءات الاحترازية والتوعوية، وعقد دورات توعية، وإغلاق المدارس، واستخدام تقنيات التعلم عن بعد".

أما فيما يتعلق بالمساعدات المالية التي يتلقاها اللاجئون، فقالت الوكالة إنها "تدرس حاليا المساعدات المالية خلال فترة إغلاق البنوك؛ بسبب حظر التجول، مثل الحصول على المساعدة من القطاع الخاص في عملية التوزيع".

الأونروا توقف رواتب عمال المياومة

إلا أن الوكالة أوقفت رواتب من يعملون بنظام الأجرة اليومية في مناطق أونروا الخمس، بناء على قرار منها؛ للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد، وقررت أن تعطيهم رواتبهم عن شهر آذار/ مارس مقابل أيام العمل التي داوموا فيها فقط.

الأمر الذي دفع "اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة" في الأردن، لمطالبة الوكالة بالتراجع عن قرارها، وقالت اللجنة في بيان وصل لـ"عربي21" نسخة منه: "غالبية الفلسطينيين اللاجئين في الشتات والداخل يعتمدون في حياتهم المعيشية على الدخل اليومي لإعالة أسرهم، وهناك نسبة بطالة عالية جدا، خاصة بين الشباب وكبار السن، والكثير من الحالات الاجتماعية التي تحتاج إلى العون الصحي والغذائي، خاصة في مخيمات اللجوء".

وطالبت اللجنة الأونروا بالعمل على ممارسة كافة أشكال الضغط على المجتمع الدولي؛ من أجل توفير الدعم اللازم وزيادته نتيجة الأوضاع الراهنة، وألّا يكون هذا الدعم مسيسا، ووضع استراتيجية صحية واضحة لمواجهة الوباء، بالإضافة إلى استغلال المدارس كأماكن حجر صحي، وعمل مستشفيات ميدانية مجهزة بالأدوات الطبية اللازمة والكوادر الطبية. وتقديم كافة أشكال الدعم من مواد غذائية، ووقف التقليصات السابقة.

كما طالبت اللجنة بفتح كافة العيادات الطبية في المخيمات على مدار الساعة كحالة طوارئ، وتوفير الأدوية والطبابة للأمراض المزمنة والحالات الطارئة، والعمل على تعقيم المخيمات من الداخل والأسواق والأزقة وأماكن التجمع.

الحكومة الأردنية، بدورها، دعت عمال المياومة غير المقتدرين والمتضررين، ومن بينهم أبناء غزة المقيمون في الأردن، إلى التوجه للحصول على طرود غذائية من خلال التقدم بطلب إلكتروني من خلال موقع مؤسسة الضمان الاجتماعي.