صحافة دولية

WP: التقاعس بحل مشكلة أوكرانيا سيتردد في كل أنحاء العالم

معظم الأمريكيين يدعمون الشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للزميل في معهد أميريكان إنتربرايز، مارك ثيسين، قال فيه إن استطلاعا جديدا أجرته Politico-Morning Consult أظهر أن معظم الأمريكيين يدعمون الشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي.

ووفق استطلاع الرأي فإن 63% يريدون فرض عقوبات معوقة على روسيا إذا اجتاح فلاديمير بوتين أوكرانيا، ويؤيد 58% السماح لأوكرانيا بالتقدم لعضوية الناتو، ويقول 49% إنه يجب على الناتو ألا يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف لمنع غزو روسي، كما يؤيد 48% إرسال قوات أمريكية إلى أوروبا الشرقية لدعم حلفاء الناتو في المنطقة.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن أقليات صغيرة فقط تعارض معظم هذه السياسات، لكن عددا كبيرا من الأمريكيين يقولون لمنظمي استطلاعات الرأي إنهم حائرون.

وأضافت: "ومن المفهوم أن يتساءل الكثيرون: لماذا هذه مشكلة أمريكا؟ إنه سؤال معقول. والإجابة هي: لأنه إذا سمحت أمريكا لروسيا بغزو وإسقاط ديمقراطية أوروبية، فإن عواقب تقاعسنا ستتردد في جميع أنحاء العالم".

ولفتت إلى أن الصين تراقب ما إذا كان بإمكان بوتين غزو أوكرانيا، فقد تكون تايوان هي التالية، مشيرة إلى أنه في تشرين الأول/ أكتوبر، بعد انسحاب الرئيس بايدن الكارثي في آب/ أغسطس من أفغانستان، أرسلت الصين عددا قياسيا من المقاتلات والقاذفات إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية - وهو أكبر توغل لسلاح الجو الصيني على الإطلاق ضد تايوان.

ونبهت إلى أن كلا من كوريا الشمالية وإيران تراقبان ما إذا قام بوتين بالغزو، فسيكون لدى كلا البلدين كل الحوافز لتسريع تطوير الأسلحة النووية ووسائل إيصالها، حيث يعلم كلاهما أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ورثت أوكرانيا ترسانة مكونة مما يقرب من 2000 سلاح نووي استراتيجي.

 

اقرأ أيضا: NYT: أزمة أوكرانيا قد تتحول إلى صراع طويل يستهلك الغرب

وقد يؤدي هذا إلى سباق تسلح عالمي، فقد تعهدت السعودية بتطوير ترسانتها النووية إذا أصبحت إيران قوة نووية، كما حذر عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، من أن "السعوديين لن ينتظروا شهرا واحدا" للحصول على أسلحة نووية، ما يتيح للبلدان الأخرى أن تحذو حذوها، وسينتهي منع انتشار الأسلحة النووية كما نعرفه.

 ورأت "واشنطن بوست" أن مصداقية أمريكا ستصبح في حالة يرثى لها - وكذلك مصداقية الناتو، مشيرة إلى أن التحالف الممتد عبر الأطلسي يعاني أصلا من انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان، لكن الغرض من تأسيس الناتو كان ردع العدوان الروسي في أوروبا.

وتابعت: "إذا لم يتمكن الحلفاء من الموافقة على اتخاذ الخطوات اللازمة للقيام بذلك، فمن العدل أن نتساءل: لماذا لا يزال الناتو موجودا؟".

وأوضحت أن عواقب فشل الناتو في ردع روسيا سيتردد صداه في جميع التحالفات، وسيظل الناتو المحك في التزام أمريكا تجاه حلفائها في جميع أنحاء العالم وسيتم قياس كل اتفاقية تحالف أمريكية على الناتو.