سياسة عربية

لبنان منقسم حول "مسيّرة" حزب الله والاحتلال يستعرض ردا عليها

المسيّرة "حسان" حلقت فوق أجواء فلسطين المحتلة ومرت فوق الجليل ثم اتجهت نحو بحيرة طبرية وعادت إلى لبنان

انقسم اللبنانيون "كعادتهم" حول عملية حزب الله فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر المسيرة "حسان"، فيما كان الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في مواجهة "حسان" يستعرض قوته الجوية فوق سماء بيروت.

ما بين مؤيد ومتفاخر، وآخر غاضب ومحذر من مغامرات غير محسوبة، انقسمت الصحافة اللبنانية في تغطيتها لعملية اختراق أجواء فلسطين المحتلة، الجمعة، حيث أعلن حزب الله عن تحليق طائرة مسيرة تابعة له في فلسطين المحتلة، في مهمة استطلاعية، قبل أن تعود بسلام.

وقال الحزب في بيان: "أطلقنا طائرة "حسان" وحلقت لمدة 40 دقيقة بعمق 70 كم داخل الأراضي الفلسطينية بمهمة استطلاعية".

صحيفة "الشرق" اعتبرت عملية حزب الله خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

وقالت الصحيفة: "الدويلة إياها (حزب الله) خرقت مجددا أمس قرار لبنان ومجلس الأمن الدولي في حد ذاته. فأطلقت مسيّرة مفخخة  في اتجاه إسرائيل، جاءت مباشرة غداة كشف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أن المقاومة أصبحت قادرةً على تحويل الصواريخِ التي لديها إلى صواريخ دقيقة، كما أنها بدأت تصنيع الطائرات المسيّرة وزيادة إمكاناتها وقدراتها منذ مدة".

صحيفة "الجمهورية" عبرت عن قلقها إزاء عملية حزب الله.

وتساءلت الصحيفة عن أهداف حزب الله من وراء العملية، وقالت: "لماذا هذا التصعيد في هذا التوقيت بالذات؟ ومن يسعى إليه؟ وما هي الغاية منه وأي أهداف له؟ وأي رسالة يُراد إيصالها من خلاله؟ وفي أي اتجاه؟ هل له علاقة بملف ترسيم الحدود البحرية؟ هل له علاقة بملفات إقليمية؟ هل له علاقة بتطورات الملف النووي؟ هل له علاقة بخلق مناخات توتير داخلية تؤثر على استحقاقات لبنانية مثل الاستحقاق الانتخابي؟".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يفشل في اعتراض "مسيّرة" لحزب الله.. حلّقت 40 دقيقة

في المقابل علقت صحيفة "الديار" على العملية بالقول إنها "إنجاز مميز للمقاومة".

واستعرضت الصحيفة تفاصيل عملية "حسان"، وقالت إن المسيرة "حسان" حلقت فوق أجواء فلسطين المحتلة ومرت فوق الجليل ثم اتجهت نحو بحيرة طبرية، وكانت ترسل الصور تلفزيونيا إلى مركز مختص لدى المقاومة. وقد طارت 70 كلم في عمق أجواء فلسطين المحتلة ثم اتجهت نحو البحر واستمر طيرانها 40 دقيقة في عملية نوعية لم يستطع العدو الإسرائيلي فعل أي شيء رغم أن القبة الحديدية مفعلة دون أن تستطيع إسقاط "حسان"، وانطلقت طائرات إسرائيلية في الجو لاعتراضها لكنها لم تستطع كشفها".

وأضافت الصحيفة: "قامت مسيرة "حسان" بأخذ صور مستمرة بواسطة آلات التصوير طوال الوقت، وأرسلتها إلى منصة إلكترونية في لبنان تابعة للمقاومة. وأكملت طيرانها 40 دقيقة ودخلت أجواء لبنان دون استطاعة طائرات العدو اكتشافها لإسقاطها، وعادت إلى نقطة في الأراضي اللبنانية ولم يستطع العدو تحديد مكان انطلاقها وهبوطها".

من جهتها احتفت صحيفة "الأخبار" بالعملية وكتبت تحت عنوان "المقاومة تتحدّى: تحليق آمن فوق فلسطين": "ما جرى يتجاوز عملية تحليق تقليدية لطائرة استطلاع، ويجري التعامل مع الحدث على أنه "عمل تأسيسي" يحمل في طيّاته رسائل متنوعة، تعكس القدرة والردع، وأن حزب الله قرر الارتقاء في التعبير عنها من موقف سياسي إلى خطوة عملياتية نفذها سلاح الجو التابع للمقاومة الإسلامية".

 

اقرأ أيضا: نصر الله: نصنّع "المسيرات" وقادرون على تطوير دقة صواريخنا

الانقسام الذي ظهر في الساحة اللبنانية، قابله غضب وارتباك ودهشة على الجانب الإسرائيلي، الذي حاول الرد على العملية باختراق مكثف للأجواء اللبنانية.

فقد حلق الطيران الإسرائيلي بشكل مكثف، الجمعة، في أجواء الجنوب اللبناني وشن غارات وهمية فوق بعض المناطق، ووصل بعد الظهر إلى فوق العاصمة بيروت على علو منخفض، حيث شاهد المواطنون طائرتين حربيتين إسرائيليتين وهما تخترقان الأجواء وتُحدِثان صوتاً مدوّياً وتقتربان من الأبنية السكنية لا سيما فوق العاصمة بيروت وضواحيها.

وأفادت وكالة "رويترز" عن سماع دوي انفجارات في سماء العاصمة. وأشارت المعلومات إلى أنّ الطيران الإسرائيلي نفّذ غارة وهمية فوق الضاحية الجنوبية، فيما تحدثت معلومات أخرى، عن أنّ الطيران الحربي الإسرائيلي خرق جدار الصوت.