صحافة إسرائيلية

إشادة إسرائيلية بالتطبيع.. حسّن موقف تل أبيب تجاه واشنطن

الاحتلال وسع هامش المناورة مع واشنطن بشأن إيران بعد عمليات التطبيع الأخيرة- جيتي

أكد كاتب إسرائيلي، أن تحالفات "إسرائيل" الجديدة سمحت لها بمجال مناورة أكبر تجاه الولايات المتحدة، بسبب دمج تل أبيب قوتها مع المال والنفط الخليجي.

وذكر رئيس البرنامج الدولي للأمن القومي في جامعة حيفا، البروفيسور دان شيفتان، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "عندما يتركز الانتباه على المواجهات، تجري حول إسرائيل تغييرات دراماتيكية في المبنى الاستراتيجي للشرق الأوسط، وعندما تضج الأستوديوهات بالانفجارات الموسمية للعمليات، لا ننتبه للفرص المهمة التي تكون أمام إسرائيل من أجل تعميق سيطرتها في المنطقة وتثبيت مكانتها الدولية".

ولفت إلى أن "قلب الموضوع هو قدرة المناورة وحرية العمل لإسرائيل كقوة عظمى إقليمية، وأساسا حيال الولايات المتحدة"، مضيفا: "في الغرب اعتادوا أن يشوشوا بين تعلق إسرائيل العميق بالمساعدة الأمريكية وبين المفهوم الذي يشرح هذه المساعدة أساسا في العطف على اليهود وبقوة اللوبي المؤيد لإسرائيل الممتاز في واشنطن".

وأضاف: "هؤلاء يفترضون أنه مع إدارة ديمقراطية، تعزز فيها جدا الجناح "التقدمي" المناهض لإسرائيل، ضاقت جدا حرية مناورتنا الاستراتيجية حتى في المواضيع التي تبدو حرجة في أهميتها"، معتبرا أن "تعزز قوة إسرائيل المتواصل يعرض صورة أكثر تشجيعا".

ورأى الكاتب أن "إسرائيل نجحت في الانخراط في نظام إقليمي منقطع عن الحاجة لموافقة أعدائها الأشد مرارة (الفلسطينيين)، وقد أتيح الأمر بعد اعتراف المحافل المقررة في العالم العربي بأربعة معطيات هامة: هي؛ فشل الربيع العربي، خطوة عدوان إيران، عمق السخافة السياسية لكل من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والحالي جو بايدن، ومصداقية إسرائيل"، بحسب زعمه.

وزعم أن "المعطى الأول أظهر ضعف العرب، والثاني أقنع بالحاجة الوجودية للدفاع ضد سعي طهران للهيمنة الإقليمية المتزايدة، والثالث أثبت مرة أخرى أن واشنطن أدمنت على السياسة المؤيدة لأعدائها على حساب حلفائها، وأما الرابع، فجسد تصميم إسرائيل على العمل ضد إيران وفروعها، وفتح التداخل بين كل هذه المعطيات بوابات المنطقة أمام إسرائيل، وسمح لها بالعمل كقوة عظمى".

 

 

اقرأ أيضا: موقع عبري: تشكيل "ناتو مصغر" وتحويل "قمة النقب" لمنتدى سنوي

 


ولفت إلى أنه "يمكن التغني بالتطبيع، والهزء بحل القضية الفلسطينية، والانشغال مرة أخرى بمدى العطف تجاه إسرائيل في الغرب، لكن البحث الجدي مطلوب من منظور آخر؛ ذاك الذي يركز على التحدي الإقليمي الأهم لإسرائيل، العائق الأساس للتصدي الناجح لهذا التحدي وطريق التصدي لهذا العائق".

ونوه شيفتان بأن "الزعيم الإيراني علي خامنئي أجاد في وصف التحدي قبل نحو شهر، وهو يرى في المنطقة كلها العمق الاستراتيجي لإيران، ويتحدث عن السيطرة عليها بأذرع القوة ذات الطابع العسكري، ويرفض المساومة مع الولايات المتحدة في هذا الموضوع الحرج"، موضحا أن "العائق هو السياسة الأمريكية، التي تقبل عمليا الإملاء الإيراني، وتتجاهل تخوفات حلفائها".

وبين أن "إسرائيل تتصدى للعائق بالتعاون مع هؤلاء الحلفاء الذين فقدوا ثقتهم بإدارة بايدن، وفي أعقاب تركهم لمصيرهم أمام تهديدات إيران، بعضهم يتجاهلون بفظاظة توجهات الولايات المتحدة في موضوع إنتاج النفط، العقوبات على روسيا، والمس بحقوق الإنسان في السعودية وسوريا".

وأشار الكاتب إلى أن "هذا الحلف يسمح بمجال كبير للمناورة أمام الإدارة؛ بسبب الدمج بين قوة إسرائيل وبين النفط، الغاز والمال السعودي والإماراتي، شرعية مصر، التأييد العلني والخفي لدول عربية أخرى، وحتى سوريا وتركيا تعترفان بقوة هذا المحور وتحاولان الارتباط به"، بحسب زعمه.

وأوضح أن "الحديث يدور عن عقدة مركبة من التحالفات والاعتبارات الإقليمية، ومفهوم أنه ليس كل الجهات تقبل بمكانة إسرائيل، ولكن هذه تناور جيدا في الساحة الجديدة، وصحيح أن إسرائيل بحاجة لدعم أمريكي، ولكن على مدى الزمن سيكون صعبا حتى على الولايات المتحدة أن تعول على نظام آيات الله الذين يحتقرون ضعفها لدحر إسرائيل وحلفائها الكثيرين في الزاوية الخطيرة للاعتراف بالعدوان الإيراني".