قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدفع الاقتصاد الألماني إلى حافة الانهيار، وسط مخاوف واسعة من تسارع معدلات الهجرة الجماعية للوظائف من قطاع التصنيع، وتوقف الإنتاج بالعديد من المصانع.
وأكدت الوكالة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن قرار بوتين خفض تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب الرئيسي إلى أوروبا بنسبة 60 بالمئة، حوّل هواجس نقص إمدادات الطاقة إلى حقيقة واقعة.
وأضافت: "منذ عقود تعمل بعض الأفران الصناعية في ألمانيا، على مدار الساعة ودون انقطاع. فإذا توقفت فجأة، تتصلّب المواد المنصهرة، وينهار النظام"، مشيرة إلى تصاعد القلق من تفاقم أزمة الطاقة غير المسبوقة التي يواجهها الاقتصاد الألماني، وهو أكبر اقتصاد في أوروبا.
وفي ظل تنامي المخاوف من حدوث ركود اقتصادي بسبب نقص إمدادات الغاز، أوضحت الوكالة أن المخاطر تصل إلى ما هو أبعد من الركود، وشتاء تتجمد فيه المنازل وتغلق المصانع أبوابها.
وتابعت: "على مدى عقود، ازدهرت ألمانيا بفضل الغاز الرخيص، وكانت الاستجابة لاحتياجات الاقتصاد المتنامية تتمثل في كثير من الأحيان في إنشاء خط أنابيب جديد إلى روسيا. واليوم، انتهى هذا العصر، وبدأت الشركات، تتعايش مع الواقع الجديد".
وأكدت الوكالة أن اتجاه الشركات لإيجاد حلول سريعة، مثل إعادة تشغيل محطات الفحم الملوثة، والتحوّل إلى استخدام الوقود في العمليات الصناعية، لن يكون مجديا مع القضايا الهيكلية التي تلوح في الأفق، لافنة إلى أن التحول إلى استخدام طاقة متجددة ميسورة التكلفة، سيستغرق سنوات.
اقرأ أيضا: أوروبا تستعد لمواجهة "شتاء صعب" بسبب أزمة الطاقة
ونقلت الوكالة عن العضو المنتدب لـ"إنيرجي كونسلتنغ غروب"، ولفغانغ هان، قوله: "لا يمكنك تصحيح 20 عاما من الأخطاء السياسة في غضون عامين أو ثلاثة أعوام".
وأردفت: "قد تضطر الشركات التي تصنع المعادن والورق وحتى المواد الغذائية، إلى تقليص عدد مواقع الإنتاج في ألمانيا أو إغلاقها، الأمر الذي سيسرع الهجرة الجماعية المتواصلة للوظائف من قطاع التصنيع، ويحدث ضررا دائما في الواقع الاقتصادي للبلاد ككل".
ولفتت الوكالة إلى أن ألمانيا، التي لا تزال تعتمد على روسيا في أكثر من ثلث إمداداتها من الغاز، رفعت مستوى التهديد لديها إلى ثاني أعلى مرحلة "الإنذار" يوم الخميس الماضي، متوقعة أن تبدأ ألمانيا في تقنين الإمدادات وتوزيعها بموجب الحصص في حال اشتداد الضغط.
وأضافت: "من المرجح أن تواجه البلاد لحظة الحقيقة، الشهر المقبل، عندما يتوقف تدفق الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم بسبب عملية الصيانة المقررة"، مشيرة إلى أن ألمانيا تخشى من أن خط الأنابيب قد لا يعود أبدا إلى العمل بعد ذلك.
وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، الخميس، في مقابلة مع قناة التلفزيون العامة "زي دي إف": "سأضطر إلى الكذب إذا قلت إنني لا أخشى ذلك".
وفي السياق، قارن نائب المستشار الألماني بين أزمة الغاز، ودور بنك "ليمان براذرز" في إشعال الأزمة المالية العالمية. فإذا استمر موردو الطاقة في زيادة الخسائر من خلال إجبارهم على تغطية الإمدادات الروسية المفقودة مقابل أسعار مرتفعة، فسيبرز خطر حدوث انهيار أوسع، وفقا للوكالة.
وقالت شركة "يونيبر"، أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا، إنها قد تواجه بالفعل صعوبات في الوفاء بعقود التوريد للمرافق والمصنعين المحليين، إذا قامت موسكو بإطالة أمد وقف الغاز أو زيادته.
بوتين: الغرب يكرر ما فعلته ماري أنطوانيت بسبب أزمة الخبز
ألمانيا تلجأ للفحم بعد نقص الغاز الروسي.. "إجراءات طارئة"
انخفاض حاد بأسهم أوروبا بعد ارتفاع التضخم الأمريكي