صحافة إسرائيلية

خلافات إسرائيلية حول استئناف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية

أثارت المكالمة بين لابيد وعباس خلافات داخل الأوساط الإسرائيلية - تويتر

تتكثف الاتصالات السياسية الإسرائيلية الفلسطينية مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورغبة الحكومة الجديدة بقيادة يائير لابيد بإظهار سلوك مغاير لسلفه نفتالي بينيت الذي أعلن مقاطعة رسمية للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، مما دفع بلابيد لإجراء اتصال معه، في حين انضم غدعون ساعر رئيس حزب "أمل جديد" إلى بيني غانتس رئيس حزب "أزرق-أبيض"، الذي يواصل اتصالاته مع رام الله.

مع العلم أن هذه التطورات أثارت غضب أوساط اليمين الإسرائيلي، حتى أنها دفعت بالمستشارة السياسية السابقة لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، شمريت مئير، للتأكيد أن أي لقاء يجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي مع أبو مازن، فإنه يعني الدخول في مفاوضات سياسية، تهدف في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية، رغم أن عاما كاملا مرّ منذ تعيين بينيت رئيسا للحكومة لم يشهد اتصالات برئيس السلطة الفلسطينية. 

إليشع بن كيمون مراسل شؤون الضفة الغربية ذكر في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ترجمته "عربي21" أن "اتصال لابيد مع أبو مازن شكّل إعلانا لاستمرار التعاون الثنائي بينهما، مما حمل دلالة هامة تعني أن عباس عاد إلى دائرة الضوء، مع أن هذه المحادثة قد تكون جزءًا من الطلبات الأمريكية قبل زيارة بايدن، ومن المحتمل أن يكون لابيد، المقرّب من الإدارة الديمقراطية، يتوقع أن يحصل على عائد من شأنه أن يساعده في الحملة الانتخابية". 

وأضاف أن "اتصال لابيد مع عباس يمنحه القدرة على أن يلعب في الهامش الذي يمتلكه للتغلب على منافسيه، لا سيما على الساحة السياسية من أجل إحداث نوع من التأثيرات الدراماتيكية، خاصة أن لابيد على مدى سنوات دأب على تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية التي كانت تمنحها رواتب للأسرى الفلسطينيين، وفي عام 2021 وحده، تم تحويل 841 مليون شيكل".

استغل اليمين الإسرائيلي هذه الاتصالات بين عباس ولابيد للتحريض عليه، واعتبار ذلك جزءًا من الحملة الانتخابية للجولة القادمة، بالزعم أن عباس ما زال يعمل ضد إسرائيل على الساحة الدولية، ويرسل ممثليه لدفع التحقيق في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهاجم إسرائيل بشأن التحقيق في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، لكن ذات اليمين الإسرائيلي يتجاهل قاصدا أن السلطة الفلسطينية تقدم مساعدات حيوية للاحتلال من خلال التعاون في القضايا الأمنية، وهو أمر بالغ الأهمية وضروري لدولة الاحتلال

صحيح أن الاتصالات السياسية بين لابيد وعباس تثير غضب خصومه الحزبيين، لكنها في الوقت ذاته تساعد في تقليل الاحتكاك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يجعل الاحتلال معنياً بالحفاظ على هذا التنسيق الأمني، لكن اليمينيين الإسرائيليين يطالبون بترك هذا التنسيق للاتصالات الأمنية لممثلي الجيش والشاباك، وليس المستوى السياسي، بزعم أن إجراء اتصالات سياسية وتفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد يكون له ثمن ذا مغزى.

 

اقرأ أيضا: واشنطن ترحب بالاتصال الأول بين عباس ولابيد

في الوقت ذاته، من المتوقع أن يتصدر الموضوع الفلسطيني أجندة الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في جولة الانتخابات المبكرة الخامسة المقبلة في نوفمبر، سواء من خلال تكثيف الاتصالات السياسية، أو زيادة مستوى التنسيق الأمني، وربما اندلاع أحداث ميدانية في الضفة الغربية والقدس وغزة، تعيد من جديد طرح موضوع الصراع معهم إلى الواجهة.