نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا قالت فيه؛ إن طموحات روسيا ببناء قاعدة عسكرية بميناء بورتسودان، من أكثر المعابر البحرية انشغالا، قد فشلت في الوقت الحالي.
ولو نفذت الخطة لأعطت روسيا موطئ قدم لها في البحر الأحمر الذي يمره عبره 30% من سفن الحاويات كل عام. وكانت القاعدة البحرية أول خطة روسية تعطي روسيا الفرصة لاستعراض قوتها في منطقة المحيط الهندي.
وتشير المجلة إلى أن الطموحات البحرية الروسية في البحر الأحمر، كانت على ما يبدو ضحية النزاع المعقد في داخل المؤسسة العسكرية السودانية التي سيطرت على السلطة من المدنيين في انقلاب تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي.
وفي الوقت الذي دعم نائب رئيس المجلس العسكري الجنرال محمد حمدان دقلو والمعروف بحميدتي موسكو، إلا أن الحاكم الفعلي الجنرال عبد الفتاح البرهان لم يرد أن ينفر الغرب وحلفاءه الرئيسيين في المنطقة وبخاصة مصر. وقال مسؤول استخباراتي أمريكي؛ "إنهم مترددون بمنح منفذ لهم في الميناء ويحاولون العمل والمماطلة واستخدام أساليب التأجيل".
وأضاف: "نرى أنه من غير المحتمل تمرير صفقة بورتسودان في أي وقت وبالمستقبل القريب، وتحاول روسيا على أكبر احتمال البحث عن بدائل لو لم تنجح صفقة بورتسودان".
وحققت روسيا في السنوات الماضية تقدما في أفريقيا، كجزء من طموحات فلاديمير بوتين لتوسيع وتقوية حضور بلاده العالمي، رغم تراجع قوتها الناعمة واقتصادها الفقير. وفي الوقت الذي واصلت فيه روسيا العمليات العسكرية بأوكرانيا، فإنها وسعت من تأثيرها في مناطق غير مستقرة ومناطق نزاع في أفريقيا، بما فيها مالي وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى. واستخدمت ورقة صفقات الأسلحة وحملات التضليل وما يطلق عليهم بالمرتزقة من جماعة فاغنر، المقربة من الكرملين إلى جانب الاستثمار في القارة.
وقال جوزيف سيغل، مدير البحث في المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية بشهادة له أمام لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأسبوع الماضي: "لا جدال، فقد حققت روسيا تأثيرا في أفريقيا أكثر من أي دولة خارجية".
وعلى مدى السنوات الماضية، فقد تعرض مشروع القاعدة البحرية الروسية للتقلب والتغير، ويرى سيغل أن الجيش السوداني يحاول اللعب مع كل الأطراف. و"هم يريدون مغازلة الروس وفي الوقت نفسه، أظن أن الجيش يرى بأن الروس لن يجلبوا معهم الكثير من ناحية الاستثمار ورأس المال الذي سيحصلون عليه من المانحين الغربيين".
وبدأ التفاوض حول القاعدة البحرية في عام 2017 بين الرئيس في حينه عمر البشير وبوتين، لكن المفاوضات توقفت بعد ثورة شعبية أطاحت بالبشير عام 2019، حيث ركز قادة الحكومة الانتقالية على إخراج السودان من عزلته الدولية.
ونشرت موسكو في نهاية 2020 نسخة موقعة من طرف واحد عن اتفاق مدته 25 عاما لبناء قاعدة بحرية، في محاولة على ما يبدو لإجبار السودان.
وفي نسخة الاتفاق ترخيص لروسيا بالحفاظ على أربع سفن عسكرية على ساحل البحر الأحمر السوداني. وبالمقابل، ستزود روسيا السودان بالمعدات العسكرية ومساعدات أخرى. ولكن قائد الجيش السوداني الجنرال محمد عثمان الحسين، قال في حزيران/ يونيو 2021؛ إن الاتفاق تحت المراجعة، مشيرا إلى أن المجلس التشريعي الموكل بالمصادقة على اتفاقيات كهذه لم يشكل بعد.
وقالت تشيدي بلايدن، أكبر مسؤولة في الشؤون الأفريقية بوزارة الدفاع بشهادة أمام لجنة بالكونغرس يوم الثلاثاء: "أعداؤنا يفهمون جيدا أهمية أفريقيا الاستراتيجية ويكرسون المصادر للقارة"، و"كجزء من تواصلهما تقدم روسيا والصين، بشكل روتيني، التدريب والدعم الدفاعي للدول الأفريقية".
وروسيا ليست البلد الوحيد الذي يدفع باتجاه الحصول على منفذ في بورتسودان، فقد طرحت الإمارات فكرة بناء ميناء بـ 6 مليارات دولار ينافس بورتسودان. ومنحت رغبة الحكومة اجتذاب المستثمرين الأجانب، حتى في ظل الوضع السياسي، إشارة إلى أن أرصدة البلد هي لمن يحصل عليها. و "هم مفلسون بالكامل، ولهذا يقومون ببيع أرصدة الدولة في صفقات بيع مخفضة لأنهم بحاجة للمال".
وهناك ازدحام في القواعد العسكرية بمنطقة القرن، فقد أقامت الصين قاعدة عسكرية لها في جيبوتي التي للولايات المتحدة قاعدة فيها. ولأن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون بتراجع خطط روسيا في السودان، فهذا لا يعني توقف موسكو البحث عن خيارات أخرى، ففي عام 2018 عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعا مع نظيره الإرتيري عثمان صالح، ناقشا فيه إنشاء مركز لوجيستي على الساحل الإرتيري، ومن أجل التجارة والزراعة، ويمكن أن يقود إلى تعاون عسكري.
NYT: سقوط ليسيتشانسك يسقط أمل أوكرانيا في إقليم لوغانسك
NYT: متطوعون بلا خبرة في أوكرانيا يكلفون بمهام قتالية
كيف يمكن أن تكسب أوكرانيا حربها الطويلة ضد روسيا؟