حقوق وحريات

تقرير: اليمن وسوريا ضمن الدول الأخطر على الصحفيين في 2022

قُتل 3 صحفيين في اليمن خلال تغطيتهم للحرب بين التحالف العربي وجماعة الحوثي خلال 2022 - جيتي
نشرت منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريرها السنوي بشأن وضع الصحفيين حول العالم، حيث أشارت إلى أن اليمن وسوريا من ضمن البلدان التي تمثل خطرا على حياة الصحفيين.

وتوقع التقرير أن يواجه مزيد من الصحفيين في اليمن الموت خلال تغطيتهم للاشتباكات بين التحالف العربي والمتمردين الحوثيين.

الدول العربية
وخلال عام 2022، قُتل هناك ثلاثة صحفيين، وسط مناخ متزايد من الخوف الذي يثني وسائل الإعلام عن القيام بعملهم، بحسب التقرير.

كما تطرق التقرير إلى وضع الصحفيين في سوريا، وقال إنه "حتى لو خفت حدة الحرب الأهلية هناك، فإنها لا تزال تلقي بظلالها على الإعلاميين".

وكشف أنه تم قتل صحفيين اثنين في أثناء تغطيتهما الاشتباكات بين المليشيات المسلحة وتنظيم الدولة، فيما قُتل آخر الضحايا، وهو عصام عبد الله، مراسل وكالة أنباء (أحنا)، في كردستان سوريا.

شيرين أبو عاقلة
كما تناول التقرير استشهاد مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت برصاص الاحتلال الإسرائيلي في أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش لمخيم جنين.

وقالت المنظمة إن الصراع في الأراضي المحتلة أثبت أنه سبب لمقتل العديد من الصحفيين في عام 2022، حيث قُتل صحفيان فلسطينيان، بينهما شيرين أبو عقلة، مراسلة الجزيرة المعروفة.
 
وعلى الرغم من أن العديد من التحقيقات المستقلة خلصت إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق عليها النار عمدا على الرغم من تعريفها بوضوح كصحفية، رفض الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن قبول اللوم وتحديد الشخص المسؤول، بحسب التقرير.

علاء عبد الفتاح
كما لفت نفس التقرير إلى الصحفي المصري، علاء عبد الفتاح، الذي كاد أن يموت في السجن لمحاولته جذب انتباه العالم خلال مؤتمر المناخ "COP 27" في مصر. 

وفي إضراب عن الطعام منذ أبريل؛ احتجاجًا على سجنه التعسفي منذ عام 2019، توقف المدون البريطاني-المصري عن شرب الماء لمدة ستة أيام في أوائل نوفمبر، وهي فترة طويلة أثارت قلق حقوقيين، "حيث اتسمت برفض السلطات العنيد للسماح لأسرته بزيارته".

وسلط تقرير "مراسلون بلا حدود" السنوي الضوء على عدد الصحفيين المعتقلين حول العالم، مع ارتفاع ملحوظ هذا العام في عدد الصحفيات المعتقلات بارتفاع بلغت نسبته 30 في المئة مقارنة بعام 2021، وهو "رقم قياسي"، وفق تعبير المنظمة الدولية.

وباحتساب الرجال والنساء معا، يتركز ثلاثة أرباع السجناء في منطقتين من العالم، إذ أوردت المنظمة أن "نحو 45 بالمئة من الصحفيين محتجزون في آسيا، وأكثر من 30 بالمئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". 

وجاء في التقرير أنه اعتبارا من 1 كانون الأول/ ديسمبر 2022، تم احتجاز ما مجموعه 533 صحفيا؛ "بسبب قيامهم بعملهم لا غير"، وتم اعتقال أكثر من ربعهم خلال العام، فيما قالت المنظمة إنها لم تسجل من قبل مثل هذا العدد الكبير من الصحفيين المسجونين. 

وقالت "مراسلون بلا حدود": "تؤكد هذه الزيادة الأخيرة في عدد الصحفيين المحتجزين (زيادة 13.4 في المئة في عام 2022، بعد ارتفاع بنسبة 20 في المئة في عام 2021) أن الأنظمة الاستبدادية أصبحت تميل أكثر فأكثر لسجن الصحفيين الذين "يضايقونها"، وفي معظم الحالات دون حتى محاكمة؛ "ثلث الصحفيين المعتقلين فقط تمت إدانتهم، أما الآخرون (63.6 في المئة) فهم معتقلون دون محاكمة".

ويتوزّع أكثر من نصف الصحفيين المسجونين في العالم على خمس دول، هي الصين (110) وبورما (62) وإيران (47) وفيتنام (39) وبيلاروس (31).

وإيران هي الدولة الوحيدة التي انضمت إلى هذه "القائمة القاتمة" هذه السنة، وفق ما أوضحت المنظمة، التي تصدر هذا التعداد السنوي منذ عام 1995.

ولا تزال الصين، حيث وصلت الرقابة إلى مستويات قصوى، أكبر دولة تسجن الصحفيين في العالم، مع ما مجموعه 110 محتجزين حاليًا. 

وفي ميانمار ، حيث أصبحت الصحافة محظورة فعليا، كما رأينا من قبل العديد من وسائل الإعلام التي تم حظرها بعد الانقلاب العسكري في فبراير 2021، هناك 62 صحفيًا محتجزون حاليًا. في علامة أخرى على حملة قمع كبيرة، بينما أصبحت إيران، مع 47 صحفيًا محتجزًا، ثالث أكبر سجين للإعلاميين في العالم، بعد شهر واحد فقط من اندلاع الاحتجاجات الحاشدة.

إلى ذلك، تفيد الحصيلة بارتفاع عدد الصحفيين الذين قتلوا إلى 57، لا سيما بسبب الحرب في أوكرانيا، بعدما سجل مستويات "متدنية تاريخيا" في 2021 (48) و2020 (50).

وأكدت "مراسلون بلا حدود"، أنّ "من بين ثمانية صحفيين قتلوا منذ بدء النزاع في أوكرانيا، هناك خمسة صحفيين أجانب".

وأشارت المنظمة إلى أنه "تم استهداف نحو 80 بالمئة من العاملين في مجال الإعلام الذين قُتلوا في عام 2022 عن قصد؛ بسبب مهنتهم والمواضيع الذين كانوا يعملون عليها"، مثل "الجريمة المنظمة والفساد".