نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أعده جوش نوبل وسايمون كير للصحيفة قبل انطلاق نهائي
كأس العالم والحفل الختامي، قالا فيه إن مونديال
قطر 2022 الأكثر تمحيصا في تاريخ مباريات العالم، حيث ظل الإعلام الغربي يثير قضايا مثل حقوق العمالة ومعاملة العمال الذين شاركوا في بناء البنى التحتية، إلى جانب لبس شارات المثليين، ومنع البيرة في الملاعب، وقضايا تتعلق بالسكن غير المكتمل، ومشاكل في التذاكر الإلكترونية.
إلا أنه وبعد الصافرة النهائية في مباراة السعودية والأرجنتين في اليوم الثالث من المباريات، التي بدأت قبل شهر، وأكدت انتصار المنتخب السعودي، شعر المنظمون بالارتياح، فقد هناك شيء جديد غير القضايا التي أثارها الإعلام. فعندما بدأت المباريات كانت توقعات من حضروا إلى الدوحة متدنية. إلا أن التحركات في الملعب طغت على كل الكلام، فقد تبع فوز السعودية مفاجآت أخرى إلى جانب لحظات رائعة، حيث تعود المشجعون على وتيرة الدوحة وجوها الكوزموبوليتي.
ونقلت الصحيفة عن القطري عبد الله درويش قوله "كنت في حالة عصبة قبل افتتاح المباريات، أي شيء صغير كان الإعلام يلتقطه" و"شعرت بالراحة بعد انطلاق المباريات".
فقد قدمت منافسات كأس العالم الكثير من القصص التي لا تنسى، مثل المغرب الذي أصبح أول بلد عربي وأفريقي يبلغ نصف نهائيات كأس العالم واللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل هدفه في خامس مباريات كأس العالم وهو الأول الذي استطاع تحقيق هذا.
وقالت الصحيفة إن نهائي الكأس يوم الأحد يعد بتقديم نهاية عظيمة حيث المواجهة بين ليونيل ميسي وكيليان إمبابي وكلاهما زميلان في نادي باريس سان جرمان الذي تملكه قطر.
وتقول الصحيفة إن المنظمين القطريين شعروا بالراحة للطريقة التي تكشفت فيها المباريات. وكان نظام المواصلات في الدوحة قادرا على استيعاب التدفق الهائل من الزوار، مترو الدوحة بمحطاته الـ 37 محطة وأسطول من الحافلات، 4.000 حافلة.
وحضر مونديال قطر 2022 أكثر من 3.2 مليون مشجع، حيث عقدت المباريات بدون أي حادث يتعلق بالسلامة.
وقال مستشار :"تشعر قطر أنها نجحت" و"أثبتوا خطأ المشككين وجعلوا المنطقة فخورة وكانت مهمة لماركة قطر". ولم تقدم المباريات صورة عن قطر لكنها سرعت بناء البنية التحتية التي كانت جزءا من دفع الحكومة لتنويع الاقتصاد وإبعاده عن الهيدروكروبون الذي يغذي ثروتها العظيمة.
وقالت كارين يونغ، الباحثة البارزة في جامعة كولومبيا إن الدولة المضيفة أنفقت 200 مليار دولار جلبت "الماركة المعترف بها والاسم الذي يستحق العناء بالنسبة للقطريين". و"فعلوا هذا بأنفسهم بدون مساعدة إقليمية في بلد صغير جدا وهو أمر رائع".
وقال جيانو إنفانتينو، رئيس الفيفا يوم الجمعة في مؤتمر صحافي قبل مباريات النهاية إن مونديال قطر هو "الأحسن أبدا" وساهم في ردم الانقسام الثقافي بين الشرق الأوسط وبقية العالم. وقال "بالنسبة لي كان كأس العالم نجاحا بشكل لا يصدق وعلى كل الجبهات".
ومن الناحية المالية نجحت المباريات في التقديم للفيفا وأعضائها الـ 211، والموارد المالية من الدورة الحالية من أربعة سنوات وصلت إلى 7.5 مليار دولار، بزيادة عن 6.4 مليار دولار قبل نفس الدورة لكأس العالم في روسيا عام 2018. ومن المتوقع أن يزداد النمو السريع. وقدم إنفانتينو توقعات مبدئية لدورة 2026 بـ 11 مليار دولار، عندما ستعقد المباريات بطريقة مشتركة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ولم تبخل بعض الشخصيات المهمة والمتابعين لمباريات
كرة القدم في مديح قطر والفترة التي قضوها هناك. وقال ديفيد دين، نائب رئيس نادي أرسنال السابق إن المباريات كانت "ناجحة جدا". وقال للصحافيين أمام فندق ولدورف إستوريا "يستحق القطريون الثناء بشأن الطريقة التي أداروها" و"قاموا بعمل جيد".
وتشير الصحيفة أن المونديال لم يكن بدون بعض المشاكل مثل ملاحقة المشجعين الإيرانيين الذين حاولوا الاحتجاج ضد حكومتهم والشدة مع المشجعين المغاربة في المناطق المخصصة لهم، بالإضافة لمنع المشجعين الذين حاولوا لبس شارات المثليين خلافا لتعليمات الفيفا.
وترى الصحيفة أن الجدل سيظل يلاحق قطر بعد إطلاق الحكم صافرته الأخيرة في المونديال، في ضوء اتهام مسؤولين في الاتحاد الأوروبي تلقي رشاوى من قطر للتأثير، ووصفت الدوحة الاتهامات بتورطها بأنها "عارية عن الصحة".
وستظل هناك أسئلة حول ميراث المونديال وماذا ستفعل قطر بالمنشآت التي بنتها، فقد بنت أماكن خاصة بالمناسبة، بما فيها ملعب لوسيل الذي يستوعب 90.000 ألف مشجع. ولا حاجة للبلد إلى هذه البنى التحتية إلا أن ما ستفعل بها قطر لا تزال غامضة. وملعب 974 الذي وصف بأنه مؤقت فسيتم تفكيكه وشحنه إلى مكانه الجديد الذي لم يحدد بعد. وقالت الصحيفة إن جماعات المشجعين في أوروبا كانت متحفظة في تقييمها لمباريات قطر.
وقال رونان إيفين، رئيس رابطة المشجعين في أوروبا إن السلامة والسكن والنقل في قطر 2022 كانت "جيدة جدا وأكبر من المتوقع".
وقال إن التواصل مع المنظمين كان فقيرا، كما أن أسعار السكن والتذاكر العالية جعلت الكثير من المشجعين بأموال قليلة بدون خيار وهو الانتظار بين المباريات في بلد المعالم السياحية فيه قليلة. وقال إيفين "بالنسبة للمشجعين الذين قضوا وقتهم في فنادق راقية فالتجربة كان جميلة كما أرى" و"بالنسبة لمن سافروا بميزانية محدودة فقد كان انتظارا طويلا ومملا في قطر".