قضايا وآراء

زيلنسكي ورقة بايدن الرابحة لإقرار الموازنة

هل تنجح خطة بايدن في تجاوز الأزمة وتوحيد الأمريكان والنخبة السياسية من خلال إعادة رسم الأولويات الداخلية في مواجهة روسيا؟
تسعى إدارة بايدن لتمرير قانون يوفر ترليون و600 مليار دولار تجنبا لإغلاق حكومي في حال تأخر إقرار الموازنة العامة للعام المقبل 2023.

قانون التمويل المقترح يستبق أشغال الأغلبية الجمهورية لمقاعدهم في مجلس النواب؛ وانتخاب لجانهم الجديدة في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

إدارة بايدن تسعى لتمرير القانون عبر مساومات بين الجمهوريين والديمقراطيين خارج أروقة الكونغرس مستبقة انتقال الأغلبية من مجلس البطة العرجاء الحالي للمجلس الجديد في أغلبيته ولجانه الجمهورية.

 اللافت للنظر في مشروع القانون أنه سيمول موازنة ضخمة وغير مسبوقة للدفاع تعادل نصف المبلغ المقترح تقدر بـ 850 مليار دولار بزيادة 82 مليار دولار عما كانت عليه العام 2022؛ تخصص منها 4 مليارات دولار لتمويل مبادرة ردع روسيا في أوروبا.

موازنة تضع الجمهوريين أمام اختبار صعب يزيده حرجا زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي لواشنطن لمناقشة الدعم المقدم لحكومته ومقاتليه على الأرض في أوكرانيا؛ الزيارة الأولى لزيلنسكي منذ اندلاع القتال  في 24 من فبراير/ شباط من العام الحالي 2022.

زيارة زيلنسكي فاجأت أعضاء الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ وأحرجتهم خصوصا أن زيلنسكي سيلقي كلمته أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي طلبا للمساعدة والدعم؛ ما يجعل من زيلنسكي ورقة بايدن الرابحة في تمرير مشروع القانون؛ خصوصا أن إدارة بايدن تقترح تقديم 2 مليار و400 مليون دولار لكييف كمساعدات عسكرية وإنسانية تتضمن صواريخ باتريوت؛ فهل ينجح زيلنسكي في مهمته؟.

إقرار قانون التمويل الحكومي قبيل تولي المجلس الجديد صلاحياته و انتخاب لجانه يحسن قدرة إدارة بايدن على إدارة المفاوضات الشاقة مع الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب لإقرار موازنة العام 2023 بعيدا عن ضغوط الإغلاقات ونقص التمويل الحكومي للعام 2023؛ خطوة تتسم بقدر كبير من الذكاء والخبرة لدى جو العجوز الناعس وهو أمر مضحك للغاية فهو عجوز ناعس داهية.

زيارة زيلنسكي لواشنطن إشكالية؛ فهي اختبار حقيقي للكونغرس الأمريكي ولقوة التحالف الذي يمثله زيلنسكي مع الولايات المتحدة؛ فهل تنجح مهمة زيلنكسي؛ وهل يتجاوز الاختبار؟ أم تفشل مهمته على نحو درامي ومتدحرج ينتهي بإقالته واستبداله بوزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف بحسب بعض التلميحات؟
زيلنسكي لم يعد ذلك المقاتل المرهق المتنقل في شوارع كييف وخيرسون وخاركوف وأوديسا؛ فهو الآن يخوض معركة بايدن في أروقة الكونغرس الأمريكي؛ ويتحمل الانتقادات والاتهامات الموجهة إليه بالتواطؤ مع ابن الرئيس الأمريكي  "هنتر" المتهم  من خصوم بايدن وعلى رأسهم دونالد ترامب بالفساد وإساءة استخدام السلطة وعقد صفقات مشبوهة في أوكرانيا.

زيارة زيلنسكي لواشنطن إشكالية؛ فهي اختبار حقيقي للكونغرس الأمريكي ولقوة التحالف الذي يمثله زيلنسكي مع الولايات المتحدة؛ فهل تنجح مهمة زيلنكسي؛ وهل يتجاوز الاختبار؟ أم تفشل مهمته على نحو درامي ومتدحرج ينتهي بإقالته واستبداله بوزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف بحسب بعض التلميحات؟

الحرب في أوكرانيا معقدة؛ فهي تعد ملفا سياسيا أمريكيا داخليا؛ من أكثر الملفات  تعقيدا وحرجا لإدارة بايدن وللمؤسسات السيادية الأمريكية؛ وأكثرها إثارة للخلافات والانقسامات والجدل؛ فهي  محور حملة دونالد ترامب وخصوم بايدن السابقين والمقبلين في الانتخابات الرئاسية للعام 2024.

هل تنجح خطة بايدن في تجاوز الأزمة وتوحيد الأمريكان والنخبة السياسية من خلال إعادة رسم الأولويات الداخلية في مواجهة روسيا؛ وبإعادة انتاج زيلنسكي والحرب الأوكرانية على مقاس الكونغرس الجديد؛ أم إنه رهان سرعان ما سيسقط بمجرد انتهاء عمل كونغرس البطة العرجاء العام المقبل.

إنها أسئلة إشكالية وشائكة تؤكد أن الحرب الأوكرانية ليست حربا عادية فنيرانها المشتعلة تكاد تحرق ستائر البرلمانات الأوروبية والأمريكية كاشفة ستر وخفايا ساكنيها. 

 hazem ayyad
@hma36