قال
الصحفي ديفيد سانغر، في مقال نشرته صحيفة "
نيويورك تايمز"، إن مواجهة الرئيس
الأمريكي جو
بايدن، لإدارة
روسيا العدوانية والصين التي تجازف في المخاطرة، بمثابة
التحدي الأكبر في العامين المقبلين.
وأشار
المقال إلى أن ملفي روسيا والصين يشغلان اهتمام بايدن المتزايد، خاصة بعد أن تنتهي
سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب تقريبًا على جدول أعماله التشريعي المحلي.
ورأى المقال أن العداء مع موسكو وبكين،
دفع بايدن للنظر بشكل خاص خلال خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بايدن، حيث اختار قضاء
وقت قصير نسبيا في دور أمريكا العالمي، مع التركيز على جهوده في مشروع "صُنع
في أمريكا" لإعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة، حتى على حساب إغضاب
أقرب حلفاء أمريكا وكبار شركائها التجاريين.
واعتبر أن بايدن يعلم بأن إعادة مشاركة
أمريكا في العالم باهظة الثمن، مشيرا إلى أن احتواء روسيا والتنافس مع
الصين قد
يكون عملا لعقود من الزمن، لكنه سيضيف عشرات أو مئات المليارات من الدولارات إلى
ميزانية مرهقة بالفعل.
ولفت إلى أن التوتر الحاصل بين أمريكا
وروسيا، يدل على أن الحرب قد استقرت في صراع طويل وطاحن، صراع تجد فيه واشنطن
وموسكو نفسيهما في كل نزاع مسلح ما عدا المباشر، ويمكن القول إنها أشد اللحظات
توترا بين القوتين العظميين منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
وكلما زاد نجاح الأوكرانيين في استخدام
الصواريخ الأمريكية الدقيقة والدبابات الألمانية الصنع وذخيرة الناتو، زاد احتمال
أن يهدد بوتين مرة أخرى، إذا لزم الأمر، أنه سيفجر سلاحا نوويا للفوز بما يراه
معركة وجودية.
وأكد المقال أن وكالات المخابرات الأمريكية
منذ الصيف كانت تعمل على إعادة تقييم الصين التي تبدو أكثر استعدادا للمغامرة فيما
يتعلق بتهديد تايوان، والدفاع عن الأراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
ولفت إلى أن فريق الأمن القومي التابع
للرئيس بايدن يناقش شكل الصين التي سيكون التعامل معها صعبا، متسائلا هل ستكون قوة
واثقة صاعدة، أم تلك التي يبدو أنها في الأشهر الأخيرة متعثرة وغير قادرة على
إدارة فيروس كوفيد-19، وتشدد بشكل متزايد على أنها تحاول استعادة النمو الاقتصادي
المذهل الذي كان مفتاح قوتها.
ورأى كاتب المقال أن بايدن اكتشف إمكانية
تصاعد الأزمات بسرعة مع الصين، على غرار ما حدث في أزمة منطاد التجسس.
وجادل الجمهوريون بأن بايدن كان
"ضعيفا" لأنه أمر بإسقاط البالون فقط بعد أن شق طريقه عبر البلاد؛
واتهمته بكين بارتكاب "رد فعل مبالغ فيه" وقالت إنها تحتفظ بالحق في
الانتقام.
وكان ذلك بمثابة تذكير بأنه في كلا
البلدين، يمكن للمطالب السياسية المحلية أن تجبر القادة على اتخاذ موقف أكثر
تشددا، وهي وصفة لتأجيج علاقة متوترة أصلا.
وأشار المقال إلى أن هذه هي القضايا
التي هيمنت على أيام بايدن، حيث ينزل إلى غرفة العمليات لقياس التقدم في منطقة
دونباس بأوكرانيا، أو يسافر إلى احتفالات رائدة لمصانع إنتاج أشباه الموصلات Intel أو IBM الجديدة، بحيث تكون
الولايات المتحدة أقل اعتمادا على الإنتاج الصيني.
ومع ذلك، ذكر بايدن أوكرانيا لفترة
وجيزة ليلة الثلاثاء فقط - أقل بكثير مما فعل العام الماضي، حيث دعا السفير
الأوكراني إلى الخطاب، لكنه لم يشر أبدا إلى فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني
الذي زار واشنطن قبل شهرين فقط.
وبدلا من ذلك، ركز بايدن خلال الخطاب على
خططه لإنفاق 52 مليار دولار لبدء إنتاج الرقائق. وقال: "سوف نتأكد من أن
سلسلة التوريد لأمريكا تبدأ في أمريكا".