يسعى الاحتلال
الإسرائيلي جاهدا بدعم من الإدارة الأمريكية، إلى توسيع
دائرة
التطبيع مع
الدول الإسلامية في أفريقيا وآسيا وضم المزيد منها إلى ما يسمى
بـ"اتفاقيات إبراهيم".
وأوضحت صحيفة "
إسرائيل اليوم" في تقرير لها أعدته شريت
أفيتان كوهين، أن "المزيد من اتفاقيات التطبيع على الطريق، في الوقت الذي
ينتاب الفتور التقدم في إقامة العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية،
بسبب الأزمة بين واشنطن والرياض".
وأفادت أن تل أبيب تسعى إلى توسيع اتفاقيات التطبيع في الأشهر المقبلة
وضم كل من إندونيسيا والصومال والنيجر وموريتانيا.
وعلمت الصحيفة، أن وزير الخارجية إيلي كوهين وطاقم وزارته
"يعملون مع موريتانيا والصومال والنيجر وإندونيسيا لتحقيق انفراجة في إقامة
العلاقات والتطبيع معهم".
ونوهت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "يشارك في هذه الجهود
والترويج للمحادثات من وراء الكواليس، ومعه كبار المسؤولين في وزارة الخارجية
الأمريكية، بمن فيهم أنتوني بلينكين وجيك سوليفان وعاموس هوشستين".
وزعمت أن "المحادثات مع موريتانيا تجري بوتيرة متقدمة، كما تم
التلميح الأسبوع الماضي في لقاء وزير الخارجية كوهين مع وزير الخارجية الألماني،
لذلك طلب منها رسميا استخدام علاقاتها لمساعدة إسرائيل في اختراق موريتانيا
والنيجر".
وذكرت "إسرائيل اليوم"، أنه "كان لموريتانيا سابقا
علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والتي أُنشئت رسميا في عام 1999 وانتهت بعد حوالي
عقد من الزمان بعد عملية "الرصاص المصبوب" (الحرب على غزة عام 2008-2009)،
في حين أن الأمر يتعلق تقريبا بنضوج العلاقات تجاه موريتانيا، فإن إسرائيل تعمل
بالتزامن مع الصومال والنيجر لبناء علاقات متوسطة المستوى في المرحلة الأولى".
ونبهت أن "العلاقات الدبلوماسية مع الصومال لم توجد قط، ولكن
العام الماضي، ذكر عدة مرات أن الرئيس الحالي حسن شيخ محمود مهتم بذلك"،
مؤكدة أن "لإسرائيل مصلحة في العلاقات مع الصومال، ويرجع ذلك جزئيا إلى
موقعها الاستراتيجي بين خليج عدن والمحيط الهندي عند مدخل البحر الأحمر".
كما أنه "حتى الآن لم تكن هناك علاقات رسمية مع النيجر، ولكن حتى
تلك التي كانت موجودة لفترة قصيرة عانت بشكل غير رسمي من صدمات خلال حرب 1973
والانتفاضة الثانية، ومنذ ذلك الحين، لم تُبذل أي جهود من جانب إسرائيل لإعادة
العلاقات".
ولفتت الصحيفة أن لتل أبيب مصلحتين تجاه النيجر تلك "الدولة
المتخلفة"، الأولى؛ أن "النيجر مورد عالمي لليورانيوم ويمكن للعلاقات مع
إسرائيل أن تحبط بيع المواد إلى دول معادية، والثانية؛ تخفيض تصويت الدولة ضد
إسرائيل في المحافل الدولية".
على صعيد آخر، "يحاول الوزير كوهين تأسيس بداية علاقات مع
إندونيسيا؛ وهي أكبر دولة إسلامية في العالم، حيث لا تقيم إندونيسيا علاقات رسمية
مع إسرائيل، ولكن في السنوات الأخيرة أقيمت علاقات غير رسمية بين الطرفين في
مجالات عدة؛ التجارة والتكنولوجيا والسياحة".
ونبهت أن "الاتفاقات والاحتفالات، فضلا عن انفراج رسمي مع الدول
الأربع، يجب أن تنتظر حتى نهاية شهر رمضان المقبل، ففي العالم الإسلامي يرصدون عن
كثب تعامل الحكومة مع العمليات في رمضان، وبشكل أساسي قضية المسجد الأقصى المبارك
والحفاظ على الوضع الراهن، ولهذا وافقت إسرائيل على عقد لقاء رسمي في الأردن
لمحاولة السيطرة على الأجواء قبل الأيام المتوترة في القدس".
وقدرت "إسرائيل اليوم"، أن احتمالات انفجار الأوضاع في
الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس المحتلة "لا تزال عالية جدا، وقد يبطئ التقدم
المحرز حتى الآن مع الدول الأربع"، منوهة أن "هناك محاولات من قبل
إسرائيل والولايات المتحدة، كي لا تؤدي الأيام المتوترة إلى انتكاسة للجهود التي
تم تحقيقها حتى الآن مع الدول الأربع في شأن التطبيع".