تستعد دولة
الاحتلال لتنظيم "مسيرة الأعلام" الاستيطانية المقررة يوم 18 أيار/ مايو، التي تمرّ عبر الجزء الشرقي من مدينة
القدس المحتلة، مع عدم توقع أي تغييرات في مسارها الأصلي هذا العام أيضًا، مع تسريبات إسرائيلية عن إجراء مباحثات في قنوات هادئة حتى يمر الحدث دون صراعات مسلحة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، كشف أن "مسيرة الأعلام المقررة ستمرّ عبر باب العامود هذا العام، ولا توجد نية لتغيير مسارها المعتاد، حتى إن أسفر ذلك عن
تصعيد عسكري مع الفلسطينيين".
وبحسب مسؤولين كبار في القدس المحتلة فقد تقرر هذا العام أن يكون التعامل مع المسيرة على مستوى شرطة الاحتلال في القدس، ولذلك فسيتم التصرف معها من خلال القنوات الهادئة لضمان مرورها دون اشتباكات عسكرية مع
المقاومة الفلسطينية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المسيرة مرتبطة بالصهيونية الدينية، وتشارك فيها عناصر متطرفة كل عام لترديد شعارات عنصرية ومواجهة الفلسطينيين في شرق القدس، ويُفسر العرض على أنه استفزاز وتحد للمقدسيين، فيما تستغل المنظمات الفلسطينية المسلحة لإثارة الأجواء الأمنية، علما بأنه في أيار/ مايو 2021، قرر بنيامين نتنياهو تغيير مسار المسيرة بحيث تصل إلى حائط البراق عبر باب يافا، وليس باب العامود".
وأشار إلى أنه "رغم تغيير مسار المسيرة، فقد ألغتها شرطة الاحتلال بعد ساعتين من بدئها عقب إطلاق صواريخ حماس من قطاع غزة، ما أدى إلى انطلاق حرب "حارس الأسوار" التي يسميها الفلسطينيون "سيف القدس"، وبعد عام في أيار/ مايو 2022، سمحت حكومة الاحتلال بقيادة نفتالي بينيت ويائير لابيد للمسيرة بالاستمرار في مسارها الطبيعي، متجاهلة تهديدات حماس بأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد عسكري، وهذا العام أيضا فإن المخطط الإسرائيلي يتمثل في إقامة المسيرة على الطريق المعتاد".
جوديث أوبنهايمر المديرة التنفيذية لجمعية "عير عميم" وتعني "مدينة الشعوب" المتخصصة في شؤون القدس المحتلة، أكدت أن "مرور المسيرة عبر باب العامود والحي الإسلامي تحت مزاعم الحكم والسيادة الإسرائيلية هو استعراض للقوة يهدف إلى إثارة التوتر في المدينة، مشيرة إلى أن وجود وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المسؤول عن الشرطة سيجعل المظاهرات أسوأ، ما يستدعي عدم السماح بمرور المسيرة في الحي الإسلامي وباب العامود".
تكشف هذه التخوفات الإسرائيلية أن قوات الاحتلال تتأهب لاحتمالية اندلاع مواجهات جديدة بين الفلسطينيين الرافضين لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، لاسيما من خلال مسيرة الأعلام، خاصة أنهم في مثل هذه الأيام من كل عام سيأتون إليها بأعداد كبيرة، فيما تواصل المقاومة إصدار تهديداتها بمنع حصول هذا الحدث الاستفزازي.
يشار إلى أن تنظيم هذه المسيرة يتزامن مع معركة "سيف القدس"، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، بسبب الأحداث ذاتها التي تتكرر هذه الأيام، والمتعلقة باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ومسيرات الأعلام الاستفزازية، فيما تتصاعد الاحتجاجات في المسجد إلى مستوى غير مسبوق.
ورغم انتهاء شهر رمضان، فإن التوتر في القدس لا يزال يحيط بالمدينة ومحيطها، وينتشر الآلاف من رجال الشرطة كل يوم على جميع طرق النقل الرئيسة وسط المدينة، وهم مستنفرون لأي سيناريو، تحسبا لاندلاع أي هجوم فدائي، خشية زيادة التوترات الأمنية، مع إعلان عدد من المنظمات اليمينية اليهودية عزمها على تنظيم مسيرة أعلام حول أسوار المدينة بعد أيام.