قالت وسائل إعلام عبرية إن الشرطي
المصري الذي نفذ عملية إطلاق النار عند حدود مصر مع الاحتلال يُدعى محمد صلاح، فيما يتواصل التعتيم الإعلامي من الجانب المصري.
والاثنين، سلم الاحتلال
الإسرائيلي جثمان الشرطي المصري محمد صلاح إبراهيم، للسلطات المصرية، وذلك بعد نحو 48 ساعة على عملية إطلاق النار التي خلفت ثلاثة قتلى من جنود إسرائيليين، وإصابة آخر، في تبادل لإطلاق النار.
والسبت، اخترق الشرطي المصري الشريط الحدودي وتوغل مسافة قدرتها وسائل إعلام عبرية بأنها تبلغ 5 كيلومترات شرقي السياج واشتبك مع القوات الإسرائيلية وقتل ثلاثة جنود.
وبحسب الإعلام العبري، فإن المجند المصري يدعى محمد صلاح إبراهيم وهو شاب يبلغ من العمر 23 عاما من أبناء منطقة عين شمس شرقي القاهرة، وكان يؤدي خدمته العسكرية في منطقة سيناء.
وكان من المفترض أن ينهي إبراهيم خدمته العسكرية قريبًا، فيما أشار مغردون إلى أن أصدقاءه كانوا يلقبونه بالرسام لأن هوايته كانت الرسم، مشيرين إلى أنه كان يهوى "السفر والرحلات والقراءة"، وكان هادئا ومحبوبا بين زملائه.
ووصفه أحد أصدقائه في حديث خاص لـ"
عربي21" بأنه شاب "صادق في وعده وذو سمعة طيبة في أوساط معارفه وجيرانه".
وفي آخر تدوينة للمجند في قوات "الأمن المركزي" التابعة للشرطة المصرية، محمد صلاح إبراهيم، على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتب: "اللهم كما أصلحت الصالحين أصلحني واجعلني منهم"، وأرفقها بصورة له وهو يمتطي حصانا في منطقة صحراوية.
وفي منشور آخر، أعرب الشرطي المصري عن دعمه لفلسطين خلال العدوان الإسرائيلي عام 2021، كاتبا: "الله يقف مع فلسطين"، في تعليق على تغريدة لنائب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، مايك بنس، قال فيها إن "الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل".
ورغم مرور 48 ساعة على العملية، تجاهل الإعلام المصري القصة، فيما جاء بيان الجيش المصري مخيبا للآمال وفقا لناشطين، حيث خلا من وصف "استشهاد" واستبدلت به كلمة "وفاة"، على غير العادة في حوادث مطاردة المهربين على الحدود، كما زعم البيان الصادر عن المتحدث باسم القوات المسلحة.
يذكر أن وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، لبحث ملابسات الحادث، وتقديم واجب العزاء في ضحايا الحادث من الجانبين، والتنسيق المشترك لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، بحسب بيان المتحدث العسكري.
وأشار التحقيق الإسرائيلي الأولي إلى أن "الجندي المصري خطط لكل خطوة مسبقا وكان يعرف المنطقة جيدا، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قتل فيه الجنديين الإسرائيليين، بحكم عمله حارس حدود".
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الجنديين الإسرائيليين تسلما موقعهما الساعة الـ21:00 مساء السبت في نوبة خدمة مدتها 12 ساعة، وفي الساعة الـ04:15 تواصل معهما زملاؤهما وأجابا بأن كل شيء على ما يرام. وكانت هذه آخر مرة يتم فيها التواصل معهما.
وتشير تقديرات الجيش الاسرائيلي إلى أن الجندي المصري أطلق عليهما الرصاص حوالي الساعة السادسة صباح السبت، وأرداهما قتيلين.
وبعد أن قتلهما، وفقا للتحقيق الإسرائيلي، فإن "الجندي أعد مخبأ لنفسه، واستقر على عمق كيلومتر ونصف شرقي السياج، وساعدته التضاريس الجبلية للمنطقة التي تضم العديد من المنحنيات والطيات، في تنفيذ خطته".
وفي حوالي الساعة الـ09:00، وصل قائد فرقة عسكرية إلى الموقع واكتشف مقتل المجند والمجندة، وعندها أدرك الجيش أن هناك هجوما، وآنذاك تلقى الجيش الإسرائيلي رسالة من مصر مفادها أن شرطيا مصريا مفقود، بحسب التحقيق.
وبعد عملية تمشيط إسرائيلية واسعة، شاركت فيها طائرات مُسيّرة، فإنه تم رصد موقع الجندي المصري، وبعد الساعة الـ11 صباحا بقليل، اشتبك الجندي مع قوات إسرائيلية تقدمت نحوه، وقتل جنديا ثالثا وأصاب ضابطا في تبادل لإطلاق النار، قبل مقتله.
وأشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن الشرطي المصري عمل بمفرده وبشكل مستقل وبمبادرة ذاتية وأنه لم يكن مرتبطا بأي تنظيم ولم يتلق مساعدة من طرف ثالث، وذلك بناء على معلومات تلقتها دولة الاحتلال من الجانب المصري.