سياسة عربية

قصف جوي واشتباكات تفسد هدنة عيد الأضحى في السودان (شاهد)

شهدت المدن الثلاث التي تشكل العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان اشتباكات عنيفة وأعمال نهب- جيتي
هزت ضربات جوية، وقصف مدفعي متبادل، أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الأربعاء، على الرغم من إعلان طرفي القتال الجيش، وقوات الدعم السريع، هدنة بمناسبة عيد الأضحى.

وأدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى أزمة إنسانية كبيرة وشردت نحو 2.8 مليون شخص، فر منهم ما يقرب من 650 ألفا إلى البلدان المجاورة.

وشهدت المدن الثلاث التي تشكل العاصمة، الخرطوم وبحري وأم درمان، اشتباكات عنيفة وأعمال نهب على مدى أكثر من 10 أسابيع كما أدى الصراع أيضا إلى عودة أعمال قتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور غرب البلاد.

وذكر سكان وتقارير إخبارية أن القتال احتدم في أم درمان بعد ظهر اليوم الأربعاء. وقالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة ناشطة تراقب الصراع، إن قوات الدعم السريع نفذت هجمات في منطقة منواشي بولاية جنوب دارفور مرتين في الأيام الخمسة الماضية.


تحذير أممي
وحثت بعثة الأمم المتحدة في السودان الطرفين على الالتزام بالهدنة التي أعلناها.

وقالت البعثة في بيان إن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ظلت مسؤولة عن أعمال العنف والاغتصاب والنهب في المناطق التي تسيطر عليها، وعن العنف لدوافع عرقية في دارفور، بينما ظل الجيش مسؤولا عن الهجمات والقصف الجوي على المناطق السكنية.

وقال البيان: "يجب تذكير هذين الطرفين بأن العالم يراقب وسيتم السعي إلى المحاسبة عن الجرائم التي ارتكبت في وقت الحرب".

وحمّلت البعثة الأممية "الدعم السريع" مسؤولية "أعمال العنف ضد المدنيين والاغتصاب والنهب في المناطق التي تسيطر عليها بما فيها الخرطوم، والعنف الذي يستهدف المدنيين على أساس عرقي في (إقليم) دارفور (غرب)".

كما حمّلت الجيش "مسؤولية الهجمات في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، بما في ذلك القصف الجوي للمناطق السكنية في الخرطوم".

وشددت على أنه "بموجب القانون الدولي، تتحمل الأطراف المتحاربة مسؤولية حماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.. العالم يراقب لتحقيق المساءلة عن الجرائم المرتكبة في زمن الحرب".

ومساء الثلاثاء، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عن وقف إطلاق النار في أول أيام العيد الأربعاء، بعد أن قرر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مساء الإثنين، الدخول في هدنة الثلاثاء والأربعاء.

فرحة منقوصة
أدى عشرات الآلاف من السودانيين النازحين من منازلهم، صلاة العيد في ولاية الجزيرة جنوبي العاصمة الخرطوم.

وتحتضن الولاية نسبة كبيرة من الفارين من لهب المعارك، والذين حاولوا إظهار فرحة بدت أنها منقوصة في أول أيام عيد الأضحى.

وخلفت الحرب في السودان أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 2.2 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم.