قالت دراسة في مجلة "
جورنال
أوف أفيكتيف ديسورديرز" إن صدمات
الطفولة، تفاقم
الاكتئاب لدى البالغين
لاحقا، وترتبط بالأمراض العقلية التي يصاب بها الإنسان في أوقات لاحقة من العمر.
وتقول الدراسة إن الصدمات تزيد من حدة
أعراض الاكتئاب، وتقلل نتائج العلاج.
وتتنوع هذه الصدمات، بين الاعتداء
الجنسي، أو الإهمال، أو العنف، أو حتى وفاة أحد المقربين من العائلة والأصدقاء.
وتزيد هذه الصدمات من مشاكل الاضطراب
الاكتئابي الشائع، الذي يفقد الإنسان القدرة على الاستمتاع، أو ممارسة الأنشطة
طويلة الأمد.
على
جانب آخر، قالت دراستان حديثتان نشرتا في شباط/ فبراير الماضي، إن استنشاق الهواء
الملوث على المدى البعيد يزيد خطر الإصابة
بالاكتئاب.
وشملت الدراسة الأولى التي نُشرت في
مجلة "جاما سايكتري"، مجموعة تضم نحو 390 شخصاً في المملكة المتحدة
خضعوا للدراسة على مدى نحو أحد عشر عاماً.
وقُدّرت مستويات التلوث التي تعرضوا لها
استناداً إلى عناوين منازلهم.
ودرس الباحثون مستويات الجسيمات
الدقيقة (PM2,5 و PM10)
وثاني أكسيد النيتروجين (NO2)
وأكسيد النيتريك (NO)،
وهي غازات ملوثة متأتية من محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفوري وحركة المرور على
الطرق.
وخلص الباحثون إلى أن "التعرض على
المدى البعيد لملوثات متعددة، مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق".
وقال معدّو الدراسة: "مع أنّ
معايير جودة الهواء في دول كثيرة لا تزال تتجاوز إلى حد كبير أحدث توصيات أفادت
بها منظمة
الصحة العالمية عام 2021، ينبغي تحديد معايير أو قواعد للتلوث أكثر
صرامة".
أما الدراسة الثانية التي نُشرت في
مجلة "جاما أوبن نتوورك"، فركّزت على تأثير الجسيمات الدقيقة (PM2,5) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والأوزون (O3)
على الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم الـ 64 عاماً.
وتمثل الهدف من ذلك في دراسة أثر تلوث
الهواء على معاناة الاكتئاب في مرحلة متقدمة من العمر.
واستندت الدراسة إلى قاعدة بيانات من
"ميديكير"، هو نظام تأمين صحي مخصص لكبار السن في الولايات المتحدة،
وشملت 8.9 مليون شخض بينهم 1.5 مليون يعانون اكتئاباً.
وأظهرت النتيجة مرة جديدة وجود رابط
قوي بين التلوث والاكتئاب، تحديداً من خلال مراقبة مستويات الجزيئات الدقيقة وثاني
أكسيد النيتروجين للأشخاص الفقراء.
ويمكن تفسير هذا الرابط من خلال
العلاقة التي لوحظت بين التركيزات العالية من الملوثات والالتهابات في الدماغ،
بحسب الدراستين.