سياسة عربية

تفاصيل قمة جوار السودان.. بيان من 8 نقاط ودعوات لوقف فوري لإطلاق النار

فشلت عدة مساع دولية لإنهاء النزاع في السودان- جيتي
أكد البيان الختامي لدول جوار السودان الذي عقد في القاهرة، يوم الخميس، على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومنع تفككها، كما كشف عن تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة على مستوى وزراء خارجية دول الجوار.



بنود البيان
1. الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان، ومناشدة الأطراف المتحاربة لوقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.

2. التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأنًا داخليًا، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يعوق جهود احتوائها ويطيل من أمدها.

3. التأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها، وهو الأمر الذي سيكون له تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة ككل.

4. أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطًا إضافيًا على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسئوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، والذي عقد يوم 19 يونيو ۲۰۲۳ بحضور دول الجوار.

5. الإعراب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية، ومناشدة كافة أطراف المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، بما يخفف من وطأة التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء.

6. الاتفاق على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان، ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة الدولية.

7. التأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار.

8. الاتفاق على تشكيل آليه وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، تعقد اجتماعها الأول في جمهورية تشاد.
بنود عمل الآلية الوزارية
أولا: وضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، في تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها الايجاد والاتحاد الأفريقي.

ثانيا: تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار، ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى الشعب السوداني.

ثالثا: تعرض الآلية نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول جوار السودان.

وانطلقت في القاهرة، اليوم الخميس، قمة دول جوار السودان، في محاولة للتوسط بين طرفي النزاع للوصول إلى حل ينهي الحرب المستمرة منذ نحو 4 أشهر.

وشارك في القمة كل من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ورئيس المجلس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وخلال الجلسة الافتتاحية دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى توحيد رؤى دول جوار السودان بشأن الأزمة التي يشهدها السودان، لافتا إلى أن الجارة الجنوبية "تمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

من جانبه دعا أريتيريا أسياس أفور، خلال كلمته " إلى احترام استقلال وسيادة السودان ومنع التدخلات الخارجية في الشأن السوداني"، مؤكدا "أن الشعب السوداني سيكون له الكلمة الأخيرة في حل الأزمة".

من جهته قال رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت " إن إنهاء النزاع في السودان هو أولوية للدول المجاورة له، كما أن هذه القمة تأتي في وقت حرج وهي ليست منتدى جديدا.

وأضاف سلفاكير "يجب ألا يتم تجاهل الشعب السوداني في محاولات إيجاد حل للنزاع، وندعو المجتمع الدولي لتوفير سبل التعامل مع الأزمة الكارثية بالسودان".



وفي ذات الإطار، قال رئيس البعثة الأممية "فولكر بيرتس، " إن جيران السودان تأثروا بالنزاع القائم، بالتالي أهمية الاجتماع في القاهرة لتوحيد المواقف وإنهاء هذه الحرب".

من جهته دعا رئيس الوزراء الإثيوبى آبي أحمد ان بلاده تدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار فى السودان، مشددا "على ضرورة أن تكون هناك سلطة بالسودان للأخذ بزمام الأمور، مضيفا أن أزمة السودان لا يمكن حلها إلا بالتضامن والوحدة".

وتابع : "آبي أحمد أن دول جوار السودان سوف تعاني إذا استمرت أطراف النزاع في السودان التصلب لمواقفها وعدم التجاوب مع الجهود التي تبذل لحل هذه الأزمة والصراع العنيف".


وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، أن الأزمة السودانية تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة وأن مجموعة من العوامل السلبية داخليا وخارجيا أدت إلى أمور سيئة منذ شهر أكتوبر الماضي وحتى الآن بالسودان.



ويجاور السودان 7 دول، هي مصر وليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، كما يمتلك السودان حدودا بحرية مع المملكة العربية السعودية.

وفشلت محاولات سعودية وأمريكية وإفريقية بإقناع طرفي الحرب بوقت القتال، كما انهارت عدة هدنات اتفق عليها الطرفان خلال محادثات جدة، التي توقعت مطلع حزيران/يونيو الماضي.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 نيسان/إبريل/ الماضي، وتسببت في مقتل آلاف السودانيين ونزوح ولجوء ما لا يقل عن 3 ملايين من العاصمة الخرطوم، ومدن أخرى، باتجاه ولايات أكثر أمناً أو باتجاه دول الجوار.