قال مستشار رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو للأمن القومي، الاثنين، إن الطريق "لا يزال طويلا" أمام
تطبيع العلاقات
مع
السعودية، فيما استبعد أعضاء من الحكومة اليمينية المتشددة تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في إطار اتفاق للتطبيع.
في المقابل قال وزير خارجية الاحتلال إن تل أبيب أقرب الآن من أي وقت مضى إلى إبرام اتفاق سلام مع الرياض، متوقعا أن ين يتم ذلك قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024.
ويسعى مسؤولون أمريكيون منذ شهور للتوصل
إلى اتفاق قال نتنياهو إنه سيكون خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي،
لكن الرياض أشارت إلى أن الأمر مرهون بإقامة دولة فلسطينية.
وأرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع
الماضي مستشاره للأمن القومي إلى الرياض لمناقشة اتفاق محتمل، وقال يوم الجمعة: "هناك تقارب ربما يكون جاريا".
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي
هنغبي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): "يمكنني أن أتفق مع ما صرح به
رئيس الولايات المتحدة في مقابلة قبل أيام قليلة، عندما قال إن الطريق لا يزال طويلا، لكنه يعتقد أن من الممكن إحراز تقدم". وأضاف أن إسرائيل غير منخرطة في المباحثات
الأمريكية السعودية.
وأضاف: "أستطيع القول إن إسرائيل لن
ترضخ لأي شيء من شأنه أن يقوض أمنها".
وردا على سؤال عن ما إذا كان ذلك يشمل إقامة
الرياض لبرنامج نووي مدني على أراضيها، قال إن هذا ليس بحاجة لموافقة تل أبيب.
وأضاف: "عشرات الدول تدير مشروعات
نووية مدنية، وتحاول توليد الطاقة من خلال الجهود النووية، ولا يشكل هذا خطرا عليها
أو على جيرانها".
تنازلات لصالح الفلسطينيين
فكرة تعزيز العلاقات الإسرائيلية السعودية
رسميا مطروحة للنقاش منذ أن منح السعوديون موافقتهم الضمنية على تطبيع الإمارات والبحرين
للعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في 2020.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين
لـ"القناة 12" الإخبارية: "إسرائيل أقرب الآن من أي وقت مضى إلى إبرام
اتفاق سلام مع السعودية"، مضيفا أنه يتوقع الإعلان عن الاتفاق بحلول آذار/
مارس المقبل قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
لكن عضوة في أحد الأحزاب بحكومة نتنياهو
اليمينية المتشددة رفضت تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات
مع السعودية.
وقالت وزيرة المهام الوطنية أوريت ستروك: "لن نوافق بالتأكيد على شيء كهذا".
وقالت ستروك في تصريحات لراديو "كان":
"سئمنا من التنازلات. سئمنا من تجميد المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات ستروك تمثل
حزبها (الصهيونية الدينية)، ومن شأن مثل هذا الموقف أن يشكل عقبة سياسية أمام نتنياهو،
الذي يعتبر تطبيع العلاقات مع السعودية هدفا رئيسيا لسياسة بلاده الخارجية.
وتكررت التصريحات نفسها من جانب رئيس حزب
آخر بالحكومة، وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير الذي يرأس حزب "القوة اليهودية"
اليميني المتطرف. وقال لإذاعة الجيش إنه ليس لديه ما يمنع إبرام اتفاقات دبلوماسية
مع الدول العربية.
وأضاف: "لكن إذا تضمن هذا الاتفاق
تنازلات لصالح السلطة (الفلسطينية)، أو تنازلات عن الأراضي أو تسليحا للسلطة (الفلسطينية)
أو منح... سلطة للإرهابيين فإنني أعترض بالتأكيد".
وتوترت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب في
الأشهر الأخيرة بسبب توسع حكومة نتنياهو في إقامة مستوطنات يهودية على أراض يسعى الفلسطينيون
لإقامة دولة مستقلة لهم عليها وبسبب تعديلات مثيرة للجدل للنظام القضائي تقدمت بها
حكومة نتنياهو الائتلافية التي تنتمي للتيار القومي الديني.
وأشار كوهين إلى اتفاقات التطبيع التي أبرمها
الاحتلال مع بعض الدول العربية في وقت سابق قائلا إن سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه
الفلسطينيين "لا تشكل عقبة أمام السلام".